بعد وفاة ممرّضة في الرديف: عائلتها تطالب بفتح تحقيق في شبهات تجاوزات وإخلالات خطيرة

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/694d9106ab48c9.49094045_plfogqheinkmj.jpg width=100 align=left border=0>


توفيت، يوم الخميس 25 ديسمبر 2025، الممرّضة أزهار عميدي متأثرة بالحروق البليغة التي أصيبت بها أثناء مباشرتها لعملها بالمستشفى المحلي بالرديف، بعد أن تم إيواؤها بمستشفى الحروق البليغة ببن عروس. وقد أثارت الحادثة حالة من الصدمة والغضب في الجهة، خاصة في ظل ما رافقها من معطيات خطيرة كشفت عنها عائلة الفقيدة وزملاؤها.

وعلى إثر الوفاة، نفّذ أفراد عائلة الهالكة وعدد من نشطاء المجتمع المدني وقفة احتجاجية بالرديف، طالبوا خلالها بفتح تحقيق جدي وشفاف وتحميل المسؤوليات لكل من ثبت تقصيره أو تسبّبه في هذه الحادثة الأليمة. وكانت السلطات القضائية قد أذنت بفتح تحقيق في الغرض، في انتظار الكشف عن جميع الملابسات.






اتهامات بالتحرّش الإداري وسوء التصرّف

وفي مداخلة إذاعية على راديو الديوان ، أكدت نورس بن حميدة، قريبة الفقيدة، أن الممرضة الراحلة كانت تعاني منذ فترة من ضغوطات مهنية وهرسلة إدارية داخل المستشفى، مشيرة إلى أن إدارة المؤسسة كانت على علم بوضعها الصحي، الذي لا يسمح لها بالعمل الليلي أو بحمل أوزان ثقيلة، وهو ما تثبته تقارير طبية رسمية.

وأضافت المتحدثة لبرنامج 60 دقيقة من تقديم هدى الورغمي أن الفقيدة تم نقلها من قسم الاستعجالي إلى قسم داخلي، وإجبارها على العمل ليلا بمفردها، رغم علم الإدارة بمشكلاتها الصحية وبشكاياتها المتكررة، دون أي استجابة أو إجراء وقائي.


شبهات خطيرة تتعلّق بظروف الحادث

وكشفت قريبة الضحية أن الحادثة وقعت نتيجة سخان كهربائي (ريشو) داخل مرفق صحي، وهو ما وصفته بـ”غير المقبول”، معتبرة أن وجود مثل هذه التجهيزات داخل المستشفى يمثل خطرا مباشرا على سلامة الإطار الطبي.

وأشارت إلى أن الفقيدة بقيت لأكثر من ثلاث ساعات في وضعية حرجة دون أن يتفطن لها أحد، في غياب تام لأي نظام إنذار أو تدخل سريع، متسائلة عن دور الحراسة والإدارة ووسائل السلامة داخل المؤسسة.

كما أثارت المتحدثة شبهات تتعلّق بغياب الإحاطة النفسية بالإطار الطبي، وبظروف العمل القاسية داخل المستشفى، الذي يعاني، وفق شهادتها، من نقص فادح في التجهيزات والموارد البشرية، ومن تدهور كبير في البنية التحتية.



مطالب بتدخّل وزارة الصحّة وحماية الشهود

وأكدت نورس بن حميدة أن عددا من العاملين بالمستشفى يمتلكون معطيات مهمّة حول ما حدث، لكنهم يخشون الإدلاء بشهاداتهم بسبب ما وصفته بحالة من الترهيب والخوف، داعية وزارة الصحة والسلطات القضائية إلى ضمان حماية الشهود وتمكينهم من الإدلاء بكل ما لديهم دون ضغوط.

وشدّدت على أن القضية لا تتعلّق فقط بوفاة ممرضة، بل تكشف عن أزمة عميقة في القطاع الصحي بالجهة، محذّرة من تكرار مثل هذه المآسي في ظل غياب الإصلاح والمساءلة.


غضب شعبي ومطالب بالإصلاح

وشهدت مدينة الرديف مسيرة غضب طالبت بكشف الحقيقة، وإنصاف الضحية، وتحسين أوضاع المستشفى المحلي، الذي وصفه المحتجون بأنه يفتقر إلى أبسط مقومات السلامة والخدمات الصحية الأساسية، رغم أهمية الجهة ودورها الاقتصادي.

وختمت عائلة الفقيدة بدعوة صريحة إلى محاسبة كل من يثبت تورطه أو تقصيره، معتبرة أن إنصاف أزهار عميدي هو السبيل الوحيد لمنع تكرار المأساة، وضمان كرامة وسلامة الإطار الصحي في المؤسسات العمومية.

   تابعونا على ڤوڤل للأخبار تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments

0 de 0 commentaires pour l'article 320865

babnet