ياسين مامي: لا يمكن أن نتعامل مع أزمة وطنية عبر صفحات المدونين ووسائل التواصل الاجتماعي

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/68f65fc604e0f8.31592326_njmpihfokqelg.jpg width=100 align=left border=0>


خلال الجلسة العامة المخصصة للحوار مع الحكومة حول الوضع البيئي الحرج في ولاية قابس، وجّه النائب ياسين مامي مداخلة قوية انتقد فيها غياب رئيسة الحكومة للمرة الثانية عن جلسة برلمانية تتناول ملفا وطنيا حساسا يتعلق بصحة المواطنين وأمنهم البيئي.

وأكد النائب أن هذا الغياب يُعدّ "مؤشرا خطيرا على طبيعة العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية"، ويعكس — بحسب قوله — غياب إرادة حقيقية للحوار والمساءلة، في وقت يتجه فيه كبار المسؤولين الحكوميين إلى البرامج الإعلامية ولا يلتزمون بالحضور أمام ممثلي الشعب.





ملف قابس: تلوث قاتل وغياب استراتيجية واضحة

وأشار مامي إلى أن الجلسة جاءت على خلفية الانبعاثات الغازية والتسربات الخطيرة من المجمع الكيميائي بقابس، والتي تسببت في انتشار أمراض السرطان وهشاشة العظام وغيرها من الأمراض التنفسية، مؤكداً أن "ما يحدث في قابس لم يعد مسألة بيئية عابرة بل تهديد مباشر للحياة والصحة العامة".

وأضاف أن أهالي قابس يطالبون اليوم بإغلاق الوحدات الملوِّثة، في حين تتحدث رئاسة الجمهورية عن خطة استراتيجية تعود جذورها إلى مبادرة شبابية منذ أكثر من عشر سنوات، دون أن تظهر أي خطوات عملية ملموسة.

انتقاد لغياب الشفافية الإعلامية

واعتبر النائب أن غياب استراتيجية حكومية واضحة وانعدام التواصل الرسمي فتح الباب أمام الإشاعات والتهويل، قائلاً:
"لا يمكن أن نتعامل مع أزمة وطنية عبر صفحات المدونين ووسائل التواصل الاجتماعي. الدولة مطالبة بتقديم المعلومة الدقيقة للشعب، بشفافية ووضوح".

تساؤلات حول الدور الصيني

وأشار ياسين مامي إلى تعدد اللقاءات الحكومية مع سفارة الصين، متسائلاً عن طبيعة هذا التنسيق:
هل تسعى الحكومة للاستعانة بمستثمرين خواص صينيين؟ أم أن الدولة الصينية طرف رسمي في هذا المشروع الاستراتيجي المتعلق بتفكيك أو إعادة تأهيل الوحدات الملوثة؟

مصير الفوسفوجيبس

وفي ختام مداخلته، أثار النائب تساؤلات فنية دقيقة حول مادة الفوسفوجيبس السامة الناتجة عن الأنشطة الكيميائية:

* ما مصير هذه المادة بعد منع إلقائها في البحر؟
* أين سيتم تخزينها؟ وما هي طاقة الاستيعاب؟
* ومن الجهة التي ستتولى مسؤولية إدارتها وضمان عدم تسرب أخطارها؟

دعوة لتطبيق الفصل 100 من الدستور

وختم مامي بالتأكيد على ضرورة أن يتوجه رئيس الجمهورية — باعتباره الضامن للسياسات العامة — بخطاب رسمي إلى البرلمان والشعب يوضح فيه التوجّه الاستراتيجي للدولة بخصوص أزمة قابس، معتبراً أن غياب هذه الرؤية هو ما يعمّق حالة الاحتقان ويفتح الباب أمام الفوضى والتأويلات.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 316985


babnet
*.*.*
All Radio in One