محمود الحجري يطرح الحلول البيئية الممكنة للتقليص من التلوث الصناعي في قابس

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/68eb60117d1023.15856126_ojmkgfqilnhep.jpg width=100 align=left border=0>


في فقرة "مع محمود" من برنامج "ويكند على الكيف" الذي تقدّمه عفاف الغربي على إذاعة الديوان، خصّص الكرونيكور محمود الحجري مداخلته لموضوع التلوث الصناعي في قابس، متسائلاً عن البدائل والحلول الواقعية الممكنة لمعالجة الأضرار البيئية الناتجة عن نشاط المجمع الكيميائي التونسي.

وانطلق الحجري من الواقع البيئي الصعب في قابس، حيث تشهد الجهة منذ أسابيع احتجاجات متصاعدة مطالبة بإيقاف ضخ النفايات الصناعية في البحر، إثر حالات اختناق وتلوث هوائي متزايدة في منطقة شط السلام، القريبة من المجمع.





المواد المشعة ومخلفات الفوسفات

أوضح الحجري أن إنتاج حمض الفوسفوريك يولّد كميات ضخمة من الجبس الفوسفوري، تحتوي على عناصر مشعة مثل الراديوم والرادون، إضافة إلى معادن ثقيلة كالرصاص.
وأشار إلى أن هذه المخلفات تفرز يوميًا بنحو ستة آلاف طن، يصب جزء كبير منها في البحر دون معالجة أولية، مما يؤدي إلى تلوث بيئي وبحري خطير وتدهور في الثروة السمكية بخليج قابس.

دروس من التجارب العالمية

قدّم الكرونيكور أمثلة من تجارب ناجحة في الولايات المتحدة، إسبانيا، والأردن، مبيّنًا أن التعامل مع هذه المواد الملوثة ليس مستحيلاً:

* في فلوريدا، تُمنع المصانع قانونيًا من تفريغ النفايات الكيميائية في المسطحات المائية، ويتم اللجوء إلى مكبات هندسية مغلقة تُغطّى بطبقات من العزل والطين وتُراقب إشعاعيًا بشكل مستمر.
* في إسبانيا، موّل الاتحاد الأوروبي مشروعًا بيئيًا ضخما بلغت كلفته 200 مليون يورو لإغلاق المصبات الملوثة وإنشاء منشآت احتواء مغلقة، مما ساعد على عودة الحياة البحرية تدريجيًا خلال ثلاث سنوات.
* أما في الأردن، فأشار الحجري إلى أنّ شركة الفوسفات الأردنية تعمل على تخزين الجبس الفوسفوري في مناطق صحراوية بعيدة، بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

دعوة إلى حلول عاجلة لتونس

واعتبر محمود الحجري أنّ تجربة قابس لا يجب أن تبقى معزولة عن العالم، داعيًا إلى تطبيق حلول تقنية عاجلة تشمل:

* وقف التصريف المباشر في البحر.
* إقامة محطات معالجة حقيقية للنفايات الصناعية.
* الاستثمار في مشاريع الاقتصاد الأخضر بتمويل أوروبي.

وأكد أن تونس كانت قد أعلنت منذ سنة 2024 عن مشروع محطة معالجة بقيمة 300 مليون يورو بتمويل من الاتحاد الأوروبي، إلا أنّه "لم يتم إنجازه فعليًا إلى اليوم".

وختم بالقول إنّ "الحلول متاحة ومجربة عالميًا، لكنها تحتاج إلى إرادة سياسية ومتابعة تقنية جادّة، لأن قابس لم تعد تحتمل الانتظار".


احتجاجات قابس تضغط من أجل التحرك

ويأتي هذا التحليل في وقت تشهد فيه مدينة قابس احتجاجات واسعة تطالب بـتفكيك المجمع الكيميائي ووقف التلوث البحري والهوائي المتزايد، بعد تسجيل حالات اختناق بين التلاميذ والسكان في منطقة شطّ السلام.
ويؤكد مراقبون أن الدعوات المتصاعدة من الشارع والخبراء على حدّ سواء تمثل فرصة حقيقية لإعادة النظر في السياسة البيئية للجهة، وتحويل قابس من بؤرة تلوث إلى نموذج وطني في التنمية المستدامة.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 316489


babnet
*.*.*
All Radio in One