غازي معلّى : ثبات إيراني، تردّد أمريكي، وعجز إسرائيلي

في تحليل للوضع الجيوسياسي الراهن في الشرق الأوسط، علّق الخبير في الشأن الليبي غازي معلّى خلال فقرة "Arrière Plan" من برنامج "صباح الورد" على إذاعة الجوهرة أف أم، على تصاعد التوتر بين إيران والكيان الصهيوني، مشيرًا إلى أن المشهد الإقليمي يتّسم بثلاثة محاور أساسية: ثبات إيراني، تردّد أمريكي، وعجز إسرائيلي.
إيران: رد مدروس ومتصاعد
إيران: رد مدروس ومتصاعد
أوضح معلّى أن الرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي لم يتأخر، بل فاق التوقعات من حيث سرعة الاستجابة ودقة الصواريخ التي أصابت أهدافها رغم المسافات البعيدة. وأشار إلى استخدام طهران صواريخ باليستية جديدة، بعضها أسرع من الصوت، تحمل رؤوسًا تدميرية قادرة على اختراق التحصينات.
وتابع: "إيران بدأت التصعيد التدريجي. من عشرات الصواريخ يوميًا إلى نوعية أكثر تطورًا. هذه الصواريخ باتت تصل في دقائق قليلة، وتحدث أضرارًا دقيقة وفعّالة".
تردّد أمريكي وتحركات على الأرض
وحول الموقف الأمريكي، أشار معلّى إلى أن الولايات المتحدة تبدو في حالة تردّد، لكنها حاضرة عسكريًا بقوة في المنطقة، حيث تمّ رصد ثلاث حاملات طائرات أمريكية في شرق المتوسط وبحر العرب، تحمل مئات الطائرات وآلاف الجنود.وأضاف: "السؤال لم يعد هل ستدخل أمريكا الحرب، بل متى. ترامب تلقّى خططًا كاملة من القيادة العسكرية، لكن الأولوية القصوى بالنسبة له حاليًا هي حماية 40 ألف جندي أمريكي متمركزين في قواعد بالمنطقة، ما يجعل اتخاذ قرار الهجوم محفوفًا بالمخاطر".
إسرائيل: عجز عسكري وتغطية أمريكية محتملة
أكّد معلّى أن إسرائيل غير قادرة لوحدها على حسم المواجهة أو تدمير المنشآت النووية الإيرانية المحصّنة تحت الأرض، وقال: "القنابل اللازمة لذلك النوع من الضربات لا تملكها سوى أمريكا، ولهذا فإن نجاح العملية يعتمد على الدعم الأمريكي المباشر".وحذّر من الخطاب غير المسبوق للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي صرّح بأنه يعرف موقع المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وقادر على استهدافه. وعلّق معلّى: "هذه أول مرة يهدّد فيها رئيس أمريكي رأس دولة أخرى بالتصفية المباشرة، ما يعكس منسوب التوتر وخطورة التصعيد".
بوادر تفاوض في عُمان: رسائل لا مفاوضات فعلية
أما بشأن الأحاديث حول المفاوضات، فأكّد غازي معلّى أن وفدًا إيرانيًا منخفض المستوى توجه إلى سلطنة عمان، في خطوة تعكس وجود قناة اتصال، لكن دون اختراق حقيقي.وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية اشترطت توقيع خامنئي على وثيقة تنهي المشروع النووي والصاروخي الإيراني، وهو ما اعتبره معلّى مطلبًا غير واقعيًا، قائلاً: "هذا تذكير بليبيا عندما فككت ترسانتها وانتهى بها المطاف في الفوضى".
خلاصة: مشهد هشّ ومفتوح على كل السيناريوهات
في ختام تحليله، أكد الخبير غازي معلّى أن المنطقة مقبلة على مرحلة حرجة، حيث تتداخل فيها الرسائل العسكرية مع المناورات الدبلوماسية، في ظل هشاشة الوضع وتعدّد اللاعبين.وقال: "الرد الإيراني كان مدروسًا. إسرائيل عاجزة عن الرد المناسب. والولايات المتحدة مترددة في اتخاذ قرار الحرب. ما نشهده اليوم ليس فقط مواجهة عسكرية، بل اختبار توازنات إقليمية ودولية كبرى".
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 310155