بعد جامعات هارفارد وبركلي ولوس انجليس الأمريكية ومونريال الكندية وبوليتكنيك باريس وهايدلبرغ الألمانية
دعتني جامعة أوكسفورد البريطانية لمحاضرة حول تونس ما بعد الثورة.
هذا المساء بعد انتهاء المحاضرة والتصفيق داهمتني موجة من.... الأسى.
نعم من الأسى... وحتى شيء من الإحباط، انا الذي لم يسمح يوما لهذا الشعور بدخول ولو تخوم الوعي.
كيف لا وهذه الجامعة مصنّفة في التصنيف العالمي للجامعات السابعة وجامعة سوسة التي درّست فيها ربع قرن مصنفة.... رقم سبعة آلاف؟

كيف لا وهذه الجامعة تتكلّف آلاف الدنانير ثمن تنقلي مع مرافقي والإقامة ناهيك عن حرارة الاستقبال من أكبر الأساتذة لمحاضرة ونقاش لا يستغرقان أكثر من ساعة ونصف.
أما الجامعة التي درّست فيها ربع قرن (ولا أي جامعة تونسية أخرى) والتي لن يكلّفها دعوتي إلا ثمن فنجان قهوة، فلم تطلب مني يوما شيئا...هذا إن خطر الأمر أصلا على بال مسؤوليها وهو ما لا أعتقد لحظة.
إنه الفرق بين جامعات غربية تتنافس في انتاج العلم وتعرف قيمة الأشخاص تأتي بهم من أقاصي الدنيا وجامعات يقودها موظفون آخر ما يهمّهم استعمال الطاقات الوطنية الكثيرة لتثقيف طلبتهم متحرّرين من كل خوف سياسي أو ضغينة شخصية أو حقد إيدولوجي.
سبب من بين شبكة عديد الأسباب المعقدة التي تفسّر الهوّة السحيقة والمتوسّعة بسرعة مخيفة بين من يحتلّ المرتبة 7 ومن يحتل المرتبة 7000"