الصافي سعيد: حين تفقد اللياقة في السؤال تفقد الاحترام في الإجابة

باب نات -
علق المفكر والناشط السياسي الصافي سعيد على الحملة التي شنت ضده بعد اعتداءه على الإعلامي بإذاعة " جوهرة اف ام " زهير الجيس قائلا بانه " لَم يشتم إلا من كان يستحق الشتيمة أو يتطاول على من هم أكثر معرفة وخبرة ودراية وحرصا على الصحافة وحرية الصحفيين."
وكتب الصافي سعيد تدوينة على صفحته الرسمية على الفايسبوك لشرح ملابسات الشجار مع الجيس قائلا:
وكتب الصافي سعيد تدوينة على صفحته الرسمية على الفايسبوك لشرح ملابسات الشجار مع الجيس قائلا:
" لقد ذهبت إلى برنامج بوليتيكا تحت ضغط الدعوات والمكالمات. فأنا لا أطلب من أحد أن يدعوني إلى برنامجه كما يفعل البعض. ثم أني لم أكن أرى في صاحبه كفاءة صحفية كبيرة، وقد كنت أراه دائما مستخفا بضيوفه معتمدا على إشاعات وأخبار متطايرة.. يدخل إلى الأستوديو مرتديا جينس يتأرجح. وفوق رأسه قبعة مقلوبة، دون ورقة أو قلم أو أي إستعداد ذهني أو فكري..
كان الإتفاق أن نتحدث عن تحولات السعودية واحتجاز الحريري والوضع العربي بشكل عام، لكنه ومنذ البداية راح ينحرف عن الإتفاق..
تحدثنا حوالي عشر دقائق عن الوضع الداخلي ثم حشر سؤالا بدا كما لو أنه تلقاه من السماعة، عن علاقتي بشفيق الجراية. كان يمكن أن أتجاهله، وكان يمكن أن أجيب كما يفعل الآخرون: هذا الرجل تحت ذمة القضاء. وكان يمكن كذلك أن أجيبه بتهكم، كأن أقول له: ولماذا لا أسألك أنا عن صديقك؟ ولكني لم أفعل ذلك.. ففي أقل من ثانية قررت أن أرده إلى رشده وأنسحب! لأن لا طائل من الحديث مع "مرضى شفيق الجراية"..
أنا أعرف جيدا أنني ربما تجاوزت بعض اللياقة، ولكن حين تفقد اللياقة في السؤال تفقد الإحترام في الإجابة..
إن قلوب التونسيين مليئة بالأسى تجاه هذه الفئة من الصحفيين الذين غزوا عالم الحريات وجعلوا من مهنة الصحافة شتيمة في هذه البلاد. وككل التونسيين لا يمكنني أن أصمت تجاه ما يسيء إلى التونسيين!
اليوم حين يخرج بعض الصحفيين وهم ينادون بمقاطعة الصافي سعيد.. ويبكي البعض كما لو أنه ضحية الصافي سعيد.. ويذهب البعض الآخر في تأليب الحكومة على الصافي سعيد، فإنني لا أستطيع أن أفهم من ذلك غير - حملة - منظمة من بعض المرتزقة والمتنطعين لإقصاء الرأي المستقل والمختلف..
أنا إبن الوسط الصحافي منذ نحو 40 عاما، وأعرف أنماطا وأجيالا من هؤلاء الذين لا يملكون إلا موهبة تقزيم الحريات وتشويه الرجالات وشيطنة كل ماهو مختلف وكل من لا يريد أن ينظم إلى القطيع.. وهؤلاء هم الذين قصدتهم حين وصفتهم بالعملاء وبأصحاب التعتيم.
لقد حضرت أكثر من ألف بلاتو وأستوديو طوال السنوات السبع الماضية، ولَم أشتم إلا من كان يستحق الشتيمة أو يتطاول على من هم أكثر معرفة وخبرة ودراية وحرصا على الصحافة وحرية الصحفيين.. إنني لا أطلب الإعتراف من هؤلاء الذين لا يعرفون إلا صراخ المقاطعة.. ففي هذا العالم بعض أصحاب الأفكار أكبر بكثير من الحكام وخدم الحكام!
إنني أرثي لحال هؤلاء الذين ينادون بالمقاطعة في عصر الأنترنت والفضاءات المفتوحة.. وكذلك في عصر الديمقراطيات..
إنهم مستخرج خالص لثقافة العمدة: الرأي الواحد والصوت الواحد والحزب الواحد."
Comments
6 de 6 commentaires pour l'article 150968