البحث عن الذات والإيمان.. اللغة بوابة الحقيقة
محمد الحمّار
يتبيّن لي شيئًا فشيئًا أنّ البحث عن الذات هو لبّ الإيمان بالله وبرسالته التي نزلت على محمد . البحث عن الذات يتقاطع مع البحث عن الحقيقة حتى خارج الذات. إنه إيمان ممارسة أيّ عمل وسلوك. بقدر ما أنت تبحث عن الحقيقة في ذاتك وفي خارجها ما أنت ترقى بإيمانك.
يتبيّن لي شيئًا فشيئًا أنّ البحث عن الذات هو لبّ الإيمان بالله وبرسالته التي نزلت على محمد . البحث عن الذات يتقاطع مع البحث عن الحقيقة حتى خارج الذات. إنه إيمان ممارسة أيّ عمل وسلوك. بقدر ما أنت تبحث عن الحقيقة في ذاتك وفي خارجها ما أنت ترقى بإيمانك.
إنّ الوسائل والآليات التي هي في خدمة الإيمان، مثل إقامة الصلاة والدعاء والاستغفار والصلاة على النبي، فهي كلّها مبنية على ركيزة أساسية: اللغة.
أنت تقيم الصلاة وتدعو وتستغفر وتصلّي على النبي بواسطة اللغة. بالتالي، عنايتك بتعلّم اللغة بما تشتمل عليه من نحو وصرف وأساليب كلام وكتابة، وعنايتك بإتقانها وتجويدها، يوصلك إلى إدراك الحقيقة عن ذاتك وعن مجتمعك وعن العالم وعن الكون.
هذا يعني أنك قد تكون حافظًا للقرآن كاملًا، وقد تكون مقيمًا للصلاة وداعيًا الله ومسبّحًا ومستغفرًا ومصلّيًا على النبي، لكن ربما لن تكون قادرًا على ملامسة الحقيقة حول ذاتك وما حولك. السبب في ذلك أنك لم تُعرِ اللغة المكانة المركزية التي تستحقّها.
اللغة هي الوجه الآخر للدين. وبطبيعة الحال فالتكلّم هو الوجه الآخر للتديّن. أمّا الشرط فهو التكلّم الواعي بضرورة البحث عن الحقيقة.
قد تكون لمدة قصيرة أو طويلة متكلّمًا في علم الطب أو في علم الرياضيات أو الفيزياء والكيمياء أو في علوم الأرض وسائر العلوم الكونية، ولكنك لم تحاول البحث عن ذاتك في كلامك عن علمك. هذا يضمن لك امتيازًا، لكنه امتياز مادّي صرف، خالٍ من التوازن بين المادة والروح، خالٍ من التوحيد.
أمّا إذا توفّر مع كلامك هذا شرط البحث عن الحقيقة في ذاتك وخارجها، إذن فأنت بالغٌ للتوازن ومحقّق للتوحيد. إذن فأنت نقلت إسلامك لله وإيمانك برسالة محمد من طور التديّن الشكلي إلى طور التديّن العملي، الفعّال، المنجز، البنّاء.







Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 320885