طارق عمراني: افتتاح المتحف المصري الكبير إنجاز ثقافي يخفي واقعا اجتماعيا مأزوما
تستعد مصر مساء اليوم السبت لافتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يُعدّ من أضخم المشاريع الثقافية في العالم، إذ شيّد ليكون أكبر متحف مخصص لحضارة واحدة ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية من عصور مصر القديمة. ويضم المتحف، المقام على مساحة تناهز 500 ألف متر مربع قرب أهرامات الجيزة، كنوز الملك توت عنخ آمون التي تُعرض لأول مرة كاملة في مكان واحد. وقد وُصف هذا الصرح المعماري الفريد بأنه "الهرم الرابع" لما يمثله من رمزية ثقافية وقيمة حضارية وجمالية تعكس عظمة التراث المصري.
وفي هذا السياق، اعتبر المدون طارق عمراني في تدوينة
له أن هذا الافتتاح، رغم أهميته التاريخية والثقافية، يعكس مفارقة مؤلمة بين المظهر الحضاري المعلن والواقع الاجتماعي المتأزم الذي يعيشه المصريون.
وفي هذا السياق، اعتبر المدون طارق عمراني في تدوينة
له أن هذا الافتتاح، رغم أهميته التاريخية والثقافية، يعكس مفارقة مؤلمة بين المظهر الحضاري المعلن والواقع الاجتماعي المتأزم الذي يعيشه المصريون.وقال عمراني إن المتحف بلا شك إنجاز ثقافي كبير، لكنه تساءل: "ما فائدة هذا البذخ في ظل ظرف اقتصادي واجتماعي متردٍّ؟ أليست هناك أولويات أهم، كضمان الخبز وخلق الثروة قبل التفرغ للبهرج؟"
وأضاف أن هذا المشهد يذكّر بعديد المحطات في التاريخ حيث سعى حكّام سلطويون إلى تلميع صورتهم من خلال مظاهر الفخامة والدعاية، مستشهدا بتجارب عدة، أبرزها شاه إيران رضا بهلوي الذي أقام في سبعينات القرن الماضي أضخم احتفال في تاريخ الإنسانية بمدينة بيرسيبوليس بمناسبة مرور 2500 سنة على تأسيس المملكة الفارسية، حيث استُقدمت الزهور من باريس والعصافير من الهند، في وقت كان الشعب الإيراني يعاني من الفقر والتفاوت الاجتماعي.

كما أشار عمراني إلى أمثلة أخرى، مثل الجنرال خورخي فيديلا في الأرجنتين سنة 1978، الذي نظّم كأس العالم لإبهار العالم في حين كانت أصوات السجناء السياسيين تختفي تحت التعذيب، وأوغوستو بينوشيه في تشيلي الذي غيّر وجه العاصمة سانتياغو ببناء ناطحات سحاب فاخرة بينما ظلّ الشعب في فقر مدقع.
ويرى المدون أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يسير على النهج نفسه، قائلاً إن النظام المصري الحالي يقترض من صندوق النقد الدولي لبناء المدن والمنتجعات والمتاحف في إطار سياسة تهدف لتسويق صورة خارجية لبلد يعيش أزمة اقتصادية خانقة، مشيرا إلى أن "قروض مصر الخارجية بلغت نحو 170 مليار دولار، لتصبح الثانية عالميا بعد الأرجنتين."
وختم عمراني تدوينته بالتأكيد على أن المتحف المصري الكبير يظل مكسبًا ثقافيًا وإنجازًا معماريا فريدا، لكنه في النهاية يعكس واقعا متناقضا بين حضارة تفتخر بماضيها وشعب يبحث عن العدالة والكرامة في حاضره.







Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 317670