غريتا ثونبرغ.. السويدية التي تثير هستيريا إسرائيل

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/68e5420269ac10.36216742_nemhlikopjqfg.jpg width=100 align=left border=0>


تتحوّل الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ، البالغة من العمر 22 عامًا، إلى رمز جديد للمقاومة المدنية بعد انضمامها إلى أسطول الصمود العالمي المتوجّه إلى غزة، حيث تعرّضت، وفق شهادات متقاطعة، إلى معاملة مهينة وتعذيب نفسي وجسدي خلال احتجازها من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي في المياه الدولية.

من مناخ الأرض إلى إنسان غزة


اشتهرت غريتا بثورتها البيئية حين أطلقت عام 2018 حركة «أيام الجمعة من أجل المستقبل»، التي تحولت إلى ظاهرة عالمية لفتت انتباه الملايين إلى مخاطر تغيّر المناخ. لكنّ الحرب الإسرائيلية على غزة غيّرت مسارها بالكامل، إذ نقلت اهتمامها من حماية الكوكب إلى الدفاع عن حقوق الإنسان، معلنة أن «لا عدالة مناخية من دون عدالة إنسانية».




ولدت غريتا في ستوكهولم عام 2003 لعائلة فنية مثقفة، إذ يعمل والدها سفانتي ثونبرغ ممثلاً، ووالدتها مغنية الأوبرا ميلينا إيرنمن، وجدتُها مخرجة معروفة. بدأت نشاطها في سنّ السادسة عشرة، ووقفت أمام قادة العالم في الأمم المتحدة ودافوس، لتصبح أصغر شخصية تفوز بلقب شخصية العام من مجلة تايم عام 2019.

محطة تونس.. انطلاق أسطول الأمل

وصلت غريتا إلى ميناء سيدي بوسعيد يوم 7 سبتمبر 2025، ضمن أسطول الصمود العالمي الذي توقّف في تونس ليواصل رحلته نحو غزة عبر البحر المتوسط، والتحقت به لاحقًا من ميناء بنزرت إلى جانب عشرات النشطاء من العالم.
ورغم الهجمات الإسرائيلية المتكررة على سفن المساعدات، واحتجاز المئات من المشاركين، أكدت غريتا تصميمها على مواصلة مساعيها لكسر الحصار البحري عن القطاع.

تعذيب وإهانة أثناء الاحتجاز

بحسب شهادات الصحفيين المشاركين في الأسطول، من بينهم التركي أرسين تشليك والإيطالي لورنزو داغوستينو، فإن قوات الاحتلال أجبرت غريتا على الزحف وتقبيل علم إسرائيل، ولفّت العلم حولها "كما لو كانت جائزة".
وأشارت صحيفة الغارديان البريطانية إلى أن الناشطة السويدية احتُجزت في ظروف قاسية، حيث مُنعت من الماء الكافي، وأصيبت بطفح جلدي بسبب حشرات الفراش، وأُجبرت على الجلوس الطويل على أرض صلبة.

صوت يُرعب اللوبي الصهيوني

تحوّلت غريتا إلى خصم رمزي لإسرائيل، إذ يمتلك صوتها تأثيراً هائلاً بين جيل الشباب حول العالم، ويصعب احتواؤه أو تشويهه. وتسببت تصريحاتها المؤيدة لفلسطين في هستيريا داخل الأوساط الصهيونية، دفعت بوزارة التعليم الإسرائيلية إلى إلغاء الإشارات إلى اسمها من المناهج الدراسية التي كانت تُقدّمها كنموذج يُحتذى به.

ورغم تعرضها للاعتقال مراراً في السويد والدنمارك وألمانيا بسبب مشاركتها في احتجاجات داعمة لفلسطين، وُصفت غريتا بأنها «صوت الضمير العالمي»، ترفض الانتماء إلى أي حزب أو منظمة، وتؤكد أنها «تعمل بحرية تامة ومن دون مقابل».

رمز عالمي جديد للمقاومة السلمية

غريتا ثونبرغ التي خرجت من قضية المناخ إلى قضية الإنسانية، أصبحت رمزاً للجيل الذي يرى في العدالة والحرية جزءاً من سلام الكوكب.
وبحسب المقربين منها، فهي تخطط للعودة قريباً إلى قوافل فك الحصار القادمة، لتؤكد من جديد أن الضمير الإنساني لا يُسكت مهما كانت القيود.
المصدر: الجزيرة


Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 316204


babnet
*.*.*
All Radio in One