لكن ...حلقة البودكاست هذه اللي استضافت فيصل القاسم ...استثنائية وماهيش مسبوقة (بودكاست ضيف شعيب على منصة أثير )
عجبني برشا والله ...شخصية طريفة

قال أنه كان فاشل في الدراسة ...وعاش طفولة مسحوقة ...وكان مهمل وسخيف وشخصية مهزوزة ...وكل أطفال القرية ما بحبوش يتعاملو معاه بسبب شكله ولباسه والوسخ اللي من راسه لساسه ...
الوصف اللي حكاه على طفولته ينجم يكون فصل من فصول رواية "البؤساء"
قال أنه عاش اول 30 من سنة من عمره لا يعرف سياسة ولا يطالع كتب ولا يعرف حتى يركّب جملة باللغة العربية
نجح المرحلة الاعدادية...حب يمشي تكوين مهني رفضوه ...حب يدخل للجيش رفضوه
ونجح الثانوية العامة بالصدفة
ودرس انقليزية في الجامعة بالصدفة
وخرج لبريطانيا ...على نفقة الدولة بالصدفة ...لان المنح كانت متاحة في السبعينيات والثمانينيات
قال أنه دخل للbbc بالصدفة (في حفلة خاصة تعرّف بالصدفة على مسؤول في القسم العربي للاذاعة)
وقال ان شكله كان عائق أمام الظهور في التلفزة
ثم خاض تجربة في الMbc كانت فاشلة
وبالصدفة جاه عرض من شبكة الجزيرة في انطلاقتها عام 1996
في الجزيرة دخل يخدم متملّح
قالولو ...هات اعطينا فكرة برنامج

اختار أسهل concept في الدنيا ...الاتجاه المعاكس (كان من المبرمج يكون اسمه "خطوط تماس" )
يجيب زوز ضيوف متنافرين فكريا ويشبّكهم في بعضهم ويبدا يشعّل في النار ..."يا زلمِة الراجل مسح بيك الأرض ...ما ترد عليه ...لك جاوب وانت أبرد من الحرب الباردة ...يا زلمة تكلم وانت أفتر من مياه بحر حنكوشيا الشمالية"
ماهوش مستحق لا ثقافة واسعة ولا أسئلة أكاديمية ولا أي طاقة استثنائية (على الاقل في السنوات الاولى للبرنامج)
أكاهو ...برنامج الاتجاه المعاكس اليوم ...قريب يعمل ال30 سنة وهو أنجح برنامج تلفزيوني عربي عبر التاريخ وساهم في تشكيل السياسات في العالم العربي

فيصل القاسم ...اللي نشوفو فيه اليوم كاريزما وشخصية وازنة وسليط اللسان وشخصية خلافية مثيرة للجدل ويمثل صداع نصفي مزمن لبعض الأنظمة ...كان في الشطر الاول من عمره...على الهامش...لا همّ له سوى سدّ رمقه وإطفاء نار الجوع المضطرمة في أحشائه ...مسالم ...مهمّش....معدم ...عبثي ...هايم على وجه الأرض (هذا بشهادته ) لا عنده أي هدف ...لا يفهم السياسة ولا يعرف معناها أصلا ...ماعندوش أي ثقة في نفسه ...
لكن كيمياء الظروف والقدر جعلو منه ...فيصل القاسم اللي نشوفو فيه اليوم بالاضافة إلى ان كل العقد النفسية والكبت والحرمان اللي عاشهم (هذا بشهادته) ....تحولوا لاحقا إلى طاقة ...
وسبحان الله ...له في خلقه شؤون

حلقة رائعة ...أنصح بالاستماع