السيد جوهر بن مبارك، سكت دهرا و نطق كفرا ، عندما تكلم عن أمر يخص رئيس الحكومة و قد تكتم عليه صاحبه و هو يدخل في إطار "المجالس امانات" ، و توقيته غير موفق بالمرة، إلا إذا كان الغرض منها التموقع من جديد..

---

---

أما ما يجمع بين أقوال الصافي و جوهر أنهما يصبان في نفس الإتجاه، فالرجلان يطلقان النيران الثقيلة على نفس الهدف و يستهدفان بالتالي الكتلة الديمقراطية من خلال حركة الشعب، الجدل السياسي الذي أثاره الصافي سعيد بأقواله ، لا يختلف عما فعله راشد الخياري، هذا الأخير الذي استغل وفادة رجل فأطلق لسانه بالسوء بعدما اكرمه في بيته، و الصافي ينشر غسيل حزب كان يوما ما متبنيا أطروحاته و مدافعا شرسا عنه، و لو أنه حصد الاغلبية لطالب وقتها بأن يكون مرشحا لرئاسة الحكومة، أو أحد وزرائها المميزين..


السيد زهير المغزاوي يذهب أبعد من ذلك فيقول أن الصافي يريد أن يكون جزء من حكومة النهضة، الحزب الذي صرح أكثر من مرة أنه لن يكون طرفا فيه و لا في حكومته..

الصافي سعيد ، و جوهر بن مبارك، و أحمد نجيب الشابي و غيرهم كثيرون، لا يمثلون شيئا في الميزان الإنتخابي، و هو ما أثبتته الاستحقاقات الأخيرة بشقيها البرلماني و الرئاسي ، فعين التونسي تراقب و لا تنسى و المحطات الإنتخابية هي غربال الرجال..
أما لماذا يصرح الصافي و جوهر هكذا تصريحات في هذا الوقت بالذات، و من المستفيد من تقزيم المعارضة و تقسيم المُقَسّم أصلا، فهذا هو السؤال الأهم..

في السياسة، مواقفك و مبادؤك هي التي تحدد موقعك و حجمك و حتى مستقبلك السياسي، أما الصافي سعيد، فخبرناه متكلما ،ذو دراية في مجال العلاقات الخارجية و صاحب رؤية و برنامج بمئات المليارات كما يقول يدر على تونس ثروة طائلة و يجعلها من أهم دول المتوسط و أغناها، كلام جميل و غير واقعي للأسف، و حماسة بقيت في مدار شخصه فحسب، و ربما هذا ليس خطأه، و لكن الواقعية مطلوبة و النجاعة أهم من البرامج مهما كانت واقعيتها و أهميتها.. أمر تفتقد إليه كل الأحزاب و كل الشخصيات السياسية بلا إستثناء..
طوباوية الصافي، و ضحالة جوهر و دناءة راشد، تجعل من المشهد السياسي أكثر قرفا و أكثر قبحا ناهيك عن المونولوق البرلماني، في برلمان أكثر ما يقال فيه أنه برلمان البارولاتشا!!...