بعد نهش صحّة عبد اللطيف.. نهش حقوق العياشي !!!

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5d63fa94b37ac2.92073322_feqghonijkmlp.jpg width=100 align=left border=0>


حياة بن يادم

لا شك أن الحرب على فيروس خبيث تصلنا أرقامه المفزعة عن عدد ضحاياه من عدة دول، يتطلب مجهود وطني كبير للتصدي له. متمثلة في عدة حلقات متشابكة و الحلقة الأخيرة لمواجهته هو القطاع الصحي الذي لم يدخر جهدا في التصدي و في أخذ الاحتياطات اللازمة.





تعرض قطاع الصحة و وزيره عبد اللطيف المكي إلى محاكمة عسكرية على بلاتوهات إعلام النجاسة، و آخرها قناة التعاسة للاستثمار النجس في مصائب الوطن، مستقدمة تجار الرذيلة و الأزمات و عبيد المافيات و خدمة مصالح بارونات الفساد، بعدما أخذت الدولة زمام الامور في اقتناء كل ما يلزم هذا الوباء من ادوية و معدات حيث قطعت عنهم الاتجار بكوارث الوطن و أغلقت باب الصفقات المشبوهة.

تخرج علينا ببلاتو تحقيقي للإعلام المأجور و أصحاب الاتجار بالبشر، غايته إرسال رسالة مفادها إما تتركونا نقوم بصفقات الأدوية و التجهيزات الطبية على هوانا ثم نبيعها إلى الوزارة بالثمن الذي نريد، حتى و إن كانت ليست مطابقة للمواصفات العالمية. و إلا الشبه إعلامي علاء المتقمص لدور المدعي العام البغيض، و المستثمر في الفضائح والبلاء، و في كشف أسرار البيوت، ينصب محاكمة إعلامية عنوانها "تمرميد وزير الصحة" يحضرها محامي أصحاب المال الفاسد و يغيب عنها رجال الوطن الصادقين.
و لم تكتف نذالتهم بل اخترقوا الحرمة الشخصية للأشخاص الموضوعين على ذمة الحجر الصحي الإلزامي راجمين إياهم بأبشع النعوت. ثم يقومون بالإعتذار.

أتساءل عن أي اعتذار تتحدثون؟ عن استثماركم النجس لأزمات الوطن أم عن لا وطنيتكم و لا انسانيتكم في التعامل مع أبناء الوطن؟ عن الترهات و المغالطات و الوجه القبيح و السخافة و الرداءة التي نجستم بها البيوت؟ عن حالة الاستهتار و عدم الاحترام و التعدي الصارخ على حرمة تونسيين تحت الحجر الصحي؟ عن السقوط الأخلاقي المدوي و المستوى الهزيل و الأكاذيب و زعزعة النفوس و الاعتداء على مشاعر التونسيين؟.
تعتذرون عن جملة تفوهت بها مكلفة بمأمورية نجسة موقعة من أعداء الوطن، بارونات الفساد و الإفساد، و هي الجملة الصحيحة التي كشفت عوراتكم و عرّت مؤامراتكم وأسقطت الاقنعة عن وجوهكم المكفهرة التي تقطر بؤسا و أسى.
ما حصل في قناة التعاسة موقع الجريمة و بؤرة موبوءة ب"كورونا إعلامية"، برنامج فضيحة سيئ الإخراج، يديره رويبضة الإعلام، عنوانه الفتنة و المحاكمة السياسية، في وقت حرج يمر به الوطن. إنها مهزلة يندى لها الجبين و ترتقي إلى جريمة حرب نظرا لإرباك مجهودات الدولة في التصدي للخطر الداهم من هذا الوباء.

في عتمة هذه الصورة تردنا بادرة طيبة قامت بها وزارة حقوق الانسان و العلاقة مع الهيئات الدستورية و المجتمع المدني، تتضمن الاعلان عن قبول ترشحات لمتطوعين لمعاضدة الدولة في المجهود الوطني لمحاربة فيروس كورونا المستجد و مجابهة آثاره على المواطنين و المجتمع في مقاربة تشاركية.
بادرة طيبة تبعث على التفاؤل و الأمل بأن المعركة ضد هذا الوباء المجهول معركة وطن بأكمله يتطلب الانسجام بين جميع مكوناته.
و ليس غريبا على وزيرها المناضل العياشي الهمامي أحد مؤسسي هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات، و صاحب المواقف السياسية و الحقوقية الذي اتخذها في محطات عديدة من تاريخ تونس و خاصة زمن الاستبداد.
أتمنى من الجميع الانخراط في هذه المبادرة.
ربما ننتظر حملة تشويه و كذب و تشكيك في هذه البادرة من رويبضة الإعلام، التي يغيضها كل مجهود وطني للتغلب و النجاح في هذه المعركة المصيرية ضد الوباء. فبعد نهش صحّة عبد اللطيف، فهل سنرى نهش حقوق العياشي؟


Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 200641


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female