الحبّ الحقيقي هو...

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5e46e359e48310.16908233_elfmijgonhqkp.jpg width=100 align=left border=0>


حياة بن يادم

في كل يوم 14 فيفري من كل سنة يحتفل العالم بعيد الحبّ. و بالرجوع إلى أصل هذه المناسبة، يتضح أنها احتفال مسيحي بذكرى القديس فالنتين و يعتبره المسيحيين أنه "شهيد في سبيل المسيحية في بداية ظهورها، بعد ذلك اصبح هذا اليوم مرتبطا بمفهوم الحب الرومنسي". حيث تستدعي هذه المناسبة اقتناء هدايا و زهور يقع تبادلها بين المحبين.

هذه الظاهرة اكتسحت عالمنا الاسلامي. فأصبح البعض يحتفلون بها. في ظل تضارب الفتاوى في شأنها. حيث أفتى مفتي السعودية سابقا "بعدم جواز الاحتفال بعيد الحب .. و أنه عيد بدعى لا اساس له في الشريعة".



في حين أفتى أحد أعضاء المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر قائلا "ان تخصيص ايام بعينها للاحتفال بها .. مثل عيد الحب مباحة ويجوز حضور الاحتفالات.. بشرط الا نعتقد انها من شعائر الدين.. و أن تكون في حدود ما احل شرع الله عز وجل".

بين الإجازة من عدمها، ينظر آخرين أن الاحتفال بعيد الحبّ لا يتناقض مع قيم المجتمع و تدخل في إطار الانفتاح على الثقافات الأخرى، كما أنها فرصة لإحداث حركية تجارية.
و بقطع النظر على جواز الاحتفال بعيد الحب من عدمه. فإننا اليوم في أشد الحاجة إلى الحبّ ليس في عيد الحبّ فقط بل في كل أيام الفصول.
حيث طغت على العلاقات الإجتماعية الجانب المادي و المصلحي. و اصبحت العلاقات افتراضية نظرا لغزو تكنولوجيا الاتصال لحياتنا اليومية. وأصبحت محطات التواصل الاجتماعي هي البديل على التواصل الحقيقي.

كما أن الهدية سنة نبوية شريفة و مظهر حبّ، و تقرّب البعيد، و تذيب جليد العلاقات الجامدة، و تؤلف القلوب. حيث قال الحبيب صلى الله عليه و سلم "تهادوا تحابّوا". فالتهادي سلوك حضاري و وسيلة لشيوع المودة و الترابط بين أفراد المجتمع.
لكن سلوك التهادي و حده لا تستطيع به سرقة القلوب، بل بعطفك و بأخلاقك و تواضعك و طيبتك و إحساسك الصادق مع الآخرين تستطيع ان تملك كل القلوب.

أن تكون محبّا،

دع ابتسامتك أول ملامحك فهي لك صحة وفي الدين صدقة وفي القلب بهاء و أن تخاطب القلوب برفق و أن لا تقسو على من حولك.

أن تكون محبّا،

أن تسعد نفسا و تزيل همّا و تجبر خاطرا، و أن يصبح قلبك صافيا و يحمل خيرا و يتجاوز البغضاء و الخلافات. و تمد يدك للمصافحة من جديد. و أن تكون من بين من جعل في ثنايا روحه ركنا دافئا يلجأ إليه كل من أوجعه العالم ألما.

أن تكون محبّا،

أن تكون مطمئنا و سعيدا و تحمد الله على نعمه و لا تكن شقيا تتحسر على ما ينقصك.

أن تكون محبّا،

عندما يأذن الخريف بتساقط أوراق الشجر، أن تكون أنت الأغصان التي تحتضن الاوراق التي تعلم أنها مغادرة.

أن تكون محبّا،

أن تكون حرّا و تغلّب مصلحة الوطن على مصلحة الذات. و أن لا تكون من المرتزقة الذين ارتضوا بأن يكونوا عبيدا في سوق النخاسة.


أن تكون محبّا،

أن تحبّ تونس و ثورة تونس العظيمة، التي فكّكت منظومة القهر بقرطاج و أدخلت الحرية من باب ديسمبر العظيم، و ألهمت الشعوب من المحيط إلى الخليج. و تقول للمعمورة أن أوراق أشجارنا ليست على موعد مع الخريف و لن تكون، و أن ربيعنا قرر اجتياح فصولنا الاربعة و أن الورود الحمراء استوطنت أرضنا، و أن الشمس بعد ديسمبر تدمن الشروق من تونس الخضراء.
أن تكون محبّا،
أن تحبّ فلسطين و تجعلها في سويداء القلب، و رغم الصفقات و المبايعات و الخيانات و التخلي عن القدس و عن الارض، فإنك مازلت و لازلت تغضب عندما ينطق لفظ الكيان الصهيوني الغاصب. و أن ما يعرف بصفقة القرن، صفقة الخزي و العار، لم تنجح سوى في تثبيتنا على العهد الذي قطعناه على أنفسنا، بأننا سندخل القدس بإذن الله من باب المغاربة.

الحبّ الحقيقي هو.. عندما يقول الله لك "يا ابن آدم خلقت الأشياء من أجلك و خلقتك من أجلي" .. فتجيب سمعا و طاعة .. ربّي لقد تركت كل شيء لأجلك.


Comments


1 de 1 commentaires pour l'article 198042

BenMoussa  ()  |Vendredi 14 Février 2020 à 20:55           
عاد الصهاينة للتعليق على صفحات باب نات فهذا احدهم يدعونا سيبو الدين وفلسطين وهذا قمة مبتغاهم
رجاء باب نات اريحونا منهم ولا تكونوا من ابواقهم


babnet
*.*.*
All Radio in One