للسقوط.. وجوه أخرى..

بقلم / توفيق الزعفوري..
نعم سقطت الحكومة، كان متوقعا أن تسقط لعديد الأسباب، و ما العيب في أن تسقط!! سقطت قبلها حكومات، و دول و إمبراطوريات، و حضارات عريقة، لا شيء يتوقف عند حد أو لأجل أحد..
نعم سقطت الحكومة، كان متوقعا أن تسقط لعديد الأسباب، و ما العيب في أن تسقط!! سقطت قبلها حكومات، و دول و إمبراطوريات، و حضارات عريقة، لا شيء يتوقف عند حد أو لأجل أحد..
السقوط هو بداية أخرى، و بشكل آخر، فقط عليك أن تنفض الغبار الذي علق بك، و تنهض، السقوط هذه المرة لم يكن بالدبابات أو المظاهرات أو الإحتجاجات العنيفة، لم يكن إنقلابيا، كان السقوط تصويتا برفع الأيدي، لا برفع المشانق، ثم عاد من صوّت بنعم و من صوت بلا كلّ إلى بيته، لا الى السجون و لا الى المنفى، هذه هي الحالة التونسية يا سادة، هذا معنى أن تكون تونسيا، و هذا هو الوجه الآخر من الفعل الديمقراطي.. تترسخ التجربة في محيطها الإقليمي و الدولي و تنضج حتى تصير أنموذجا ، ما حدث أمس هو إنتصار للديمقراطية و هزيمة لأعدائها، هو إنتصار لتونس ،هو إنتصار للشعب التونسي ..
هذه سيدة تجلس ملء النفوذ البرلماني، تدير الحوار بإقتدار و نوّاب يناقشون وضع حكومة ستهتم بمستقبل بلدهم، ستعرف الأجيال القادمة كم هو جميل هذا الإرث السياسي، و هذه التجربة الفريدة، ستتعزز مكانة الشهداء لديهم و تاريخ بلدهم، برغم حالات الصراخ و الكسر و الكسر المضاد، و الشدّ و الجذب و الكر و الفر، ستعرف الأجيال اللاحقة قيمة هذه اللحظات من تاريخ تونس و من تاريخ الفعل السياسي..
كان للطخة إرتدادها الكبير على الأفراد و على الكيانات ، و بدأت ماكينة الحسابات، في نسج التصورات حول خليفة الحبيب الجملي، و بدت التصريحات من هناك و من هنا ، حزب حركة النهضة في بلاغ له اليوم يدعو إلى "حكومة وحدة وطنية توافقية على أرضية إجتماعية في مسار الثورة"!!. إذن نحن إزاء مشهد سياسي جديد في طور التشكل خاصة بعد تكتل الأحزاب المحسوبة على اليسار في غياب التيار الديمقراطي، و تردد حركة الشعب، أمين عامها يقول أن النظام البرلماني لا يعترف بالجبهات، و لكن بالكتل في إشارة واضحة إلى عدم مسايرته للندوة الصحفية البارحة التي أثثها على عجل نبيل القروي و التي أعقبت سقوط الحكومة...
مازال الوقت مبكرا حتى تنضج مثل هذه التكتلات " الهلامية" الغير مدروسة، لكن القوى السياسية توحدت على إختلافها نتيجة الأخطاء بالجملة للسيد الحبيب الجملي ، و شماتة في الحزب صاحب التكليف، فسقوط الحكومة ،كان بالنسبة لهم سقوط النهضة و سقوط الإسلام السياسي و في نشوة "الإنتصار" هذا تدعو زعيمة الحزب الدستوري الحر إلى مواصلة الضغوط من أجل سحب الثقة من رئيس البرلمان و تبدأ بأعضاء كتلتها البرلمانية..
لكن حذاري...
حذاري من عودة السيستام و الحرس القديم بعدما نُفخ في روحه من جديد و بدأيخس بقوته و بنشاطه، و حنينه إلى م أقع النفوذ و السلطة، فللسلطة لذة تصل حدود الديكتاتورية...
رب إحفظ تونس من أعداء الداخل قبل الخارج...
Comments
1 de 1 commentaires pour l'article 196008