إلى متى سيتواصل مسلسل ''الخوانجية'' و ''الكلوشارة'' ؟

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5de6d1f2bc9063.64006923_qpnejkgioflhm.jpg width=100 align=left border=0>


حياة بن يادم

على وقع المصادقة على مشروع قانون المالية التكميلي لسنة 2019، تم يوم الثلاثاء 3 ديسمبر 2019، تحت قبة البرلمان بباردو، محاولة تعطيل الجلسة من طرف عبير موسي، بالصراخ و العربدة، محتلة وسط قاعة البرلمان، محتجّة على مداخلة جميلة الكسيكسي، نائب عن حزب حركة النهضة. التي نعتت كتلة الحزب الدستوري الحرّ قائلة "هؤلاء مجموعة من الباندية و الكلوشارات و مصائب جاءت لتثير غضبنا و حنق الشعب". و تابعت أن "جماعة الله احد الله احد و بن علي ما كيفو حد لا تناسبهم الديمقراطية و مسارهم نشاز على الثورة التونسية و هدفهم احباطنا".





مما جعل عبير و من معها يعتصمون تحت قبة البرلمان، إلى حين تلقيها اعتذار من حركة النهضة مما صدر عن نائبتها.

بالرجوع إلى عبير التي اغتاضت من كلمة "كلوشارة"، نسيت نفسها عندما اتهمت جزءا من الشعب التونسي بالدواعش، و نسيت كذلك عندما نعتت كل من ينتمي إلى حركة النهضة أو يتوافق معها ب "الخوانجية".

عندما يشاهد المواطن التونسي ما يجري تحت قبة البرلمان، يعلم جيدا أننا مقدمون على 5 سنوات من الفوضى. سببه الظاهر عدم مصادقة الرئيس الراحل على القانون الانتخابي المعدّل، لكن سببه الأصلي هو عدم تصويت حركة النهضة سابقا على تمرير قانون تحصين الثورة.

اليوم فقط سيعلم رئيس مجلس النواب ما اقترفته يداه، و سوف يؤدي مهمته طيلة 5 سنوات القادمة على وقع السبّ و الشتم و "تطيح القدر". لكن ليس هذا فقط، إننا نجد أنفسنا أمام مفارقة عجيبة، حيث يتشكّل مجلس الثورة من عناوين متضادّة الاستبداد من جهة و من جهة أخرى الحرية و الكرامة، هذا الخلاف يؤدي إلى التصادم. لأتساءل كيف سيستطيع رئيس المجلس تفادي الانفجار المتوقع؟.


أمّا أنت يا حرّة، يا جميلة الجميلات، فقد نطقت حين طال صمت الآخرين. لكنني أخشى عليك أن يصدر قانون تجريم "الخوانجية" و مطالبتها بالاعتذار عن كلمة "كلوشارة"، من طرف بنو جلدتك الذين صادقوا سابقا على قانون المصالحة السيء الذكر. و لا أعلم و إن كنت من بينهم. لتصل المعربدة عبير و أخواتها إلى قبة البرلمان. في حين أن جحافل من نعتتهم ب"الخوانجية" و الذين مازالوا على قيد الحياة، و هم عبارة عن آثار من استبداد زعيمها الراحل و المسبّحة له "الله احد الله احد بن علي ما كيفو حد" ، لم يتحصلوا إلى الآن سوى على جبر ضرر قيمته لا يتجاوز الحبر المكتوب على الورق.

لكن يا جميلة إن كنت من بين من صادقوا على قانون المصالحة السيء الذكر، فإني انصحك بالإعتذار لعبير، و أن تصمتي بعدها عن الكلام المباح الذي يؤدي بك إلى الكلام الباطل، إنه صمت محمود تكونين فيه في انسجام بين الفعل و القول.

أتساءل إلى متى سيتواصل مسلسل "الخوانجية" و "الكلوشارة" ؟.


Comments


1 de 1 commentaires pour l'article 193762

MedTunisie  (Tunisia)  |Mercredi 4 Decembre 2019 à 09:41           
يتواصل المسلسل الى ان يقع تحصين الثورة تجريم تمجيد الدكتاتورية و المس من مبداء الديمقراطية و التعايش السلمي


babnet
*.*.*
All Radio in One