حركة النهضة والفرصة الأخيرة

كريم كريم
تابعت بالأمس الخطاب الثوري الجديد للسيد عبد الكريم الهاروني على القناة الوطنية الأولى أثناء تغطية نتائج الإنتخابات التشريعية.
تابعت بالأمس الخطاب الثوري الجديد للسيد عبد الكريم الهاروني على القناة الوطنية الأولى أثناء تغطية نتائج الإنتخابات التشريعية.
الرجل كان يلقي خطابا متزنا وثابتا وقويا حول استحقاقات المرحلة القادمة لم نعهده من قبل من قيادات النهضة. و لقد قالها صراحة سنحكم فعليا وسنضرب على أيدي الفاسدين ونقبض عليهم واحدا واحدا.
قال أيضا رسالة الشعب التونسي وصلت وفهمناها جيدا.
والحقيقة أن الشعب التونسي وأقصد به ذلك الشعب الواعي وليس الذي يشترى بالمال و لا يؤثر عليه غربان الإعلام كان واضحا في الرسالة التي أبلغها.
رسالة الشعب التي يتعين على قيادات النهضة وغيرها إدراكها هي: هذه فرصتكم الأخيرة، لا نريد سياسة لمجرد السياسة و لا حكومة مطافئ لتصريف الأعمال، لا نريد حروبا على الهوية تبعدنا عن واقعنا الأليم والمتخلف جدا.
نريد قيادة قوية وحقيفية تضرب بيد من حديد على أيدي الفاسدين والمفسدين.
نريد حكومة شجاعة وقوية تقطع مع الماضي المتخلف والمستبد نهائيا.
نريد حفظ كرامة وهيبة المواطن التونسي و أن يكون عزيزا مكرما في وطنه.
نريد اصلاحات اقتصادية وتطوير تكنولوجي سريع للحاق بآثيوبيا وروندا وجنوب افريقيا.
نريد محاربة التشدد الاداري و الجبائي والأمني الذي يخنق المواطن ويخيف المستثمر.
هذه المطالب لا تنتظر التأخير في بلورتها ووضعها حيز التنفيذ و الإنجاز لأن صبر التونسيين نفد منذ مدة خاصة بعد الخمس العجاف التي أتت على الاقتصاد والدينار والأخلاق والأمن.
النهضة ومن ستتاحلف معهم عليهم أن يضربوا بقوة وبشدة ومنذ اليوم الأول للحكم وإلا فإن الأمور ستفلت ونرجع إلى تجربة التريكا واستئساد منظومة الفساد والتخلف عليها إعلاميا وإداريا.
على قادة النهضة أن يظهروا صفاتهم القيادية الحقيقية في أخذ قرارات قوية تعزز مصداقيتهم وتخيف أعداء هذا الشعب من الفاسدين.
على النهضة أن لا تكون حبيسة العقدة الأزلية الا وهي الخوف من الانقلاب عليها ومن السكاكين الجاهزة لتقطيعها.
الانقلاب الحقيقي على النهضة هو لوفشلت هذه المرة، فستصبح من أحزاب الصفر فاصل ولها في الجبهة الشعبية ونداء تونس أكبر دليل.
الشعب ما يرشفهاش لأحد مهما كان، وهذه هي رسالته خلال هذه الانتخابات.
اليوم أعتقد انها فرصة أخيرة وعلى النهضة ان تتحمل المسؤولية و أعيدها عليها أن تحكم فعليا وتضرب على أيدي الفاسدين وتثبت للتونسيين كل التونسيين أن لها برنامجا حقيقيا قادرا على اخراج تونس من عنق الزجاجة وعلى إعادة الإعتبار والعزة للمواطن التونسي في الداخل والخارج.
كثير ممن أعرفهم أقسموا أنها آخر فرصة يعطونها للنهضة. فهل وصلت الرسالة؟
Comments
1 de 1 commentaires pour l'article 190559