كيف يطفو الشعبويون على سطح الدولة؟؟.

كتبه / توفيق الزعفوري
عندما تسلّق الشعبويون أسوار السلطة في روما، سرعان ما سقطوا، سقوطا مدويا، خاصة بعدما تسببوا في أزمة دبلوماسية بين بلدهم و باريس كانت تونس في قلب رحاها، سقطوا بسرعة بعد انتخابات و إعادة تشكيل حكومة ، دون اليمين، و دون الشعبويين..
عندما تسلّق الشعبويون أسوار السلطة في روما، سرعان ما سقطوا، سقوطا مدويا، خاصة بعدما تسببوا في أزمة دبلوماسية بين بلدهم و باريس كانت تونس في قلب رحاها، سقطوا بسرعة بعد انتخابات و إعادة تشكيل حكومة ، دون اليمين، و دون الشعبويين..
في تونس تتقاطع ثلاث محاور اساسية بين الحزبي،السياسي و الاجتماعي و الاعلامي، لتصعّد نبيل القروي و تضعه في الخطوط الأولى للسباق الرئاسي، تماما كما فعلت ماكينته الإعلامية في تصعيد حزب نداء تونس و الباجي قايد السبسي نفسه، الواجهة الندائية كانت صنيعة إعلامية، كانت بإمضاء قروي اند قروي.. و هي أرقى المهام الإعلامية!!!.
عندما تفشل الحكومة، تسقط أخلاقيا أولا ثم سياسيا ، و هو ما حصل في آخر إستحقاق انتخابي في تونس أواسط سبتمبر المنقضي ، و الفشل كان مسارا متواصلا منذ سنوات و تراكما لسياسات غير وطنية إرتجالية و معالجاتية أكثر من كونها سياسة نابعة من برامج و مخططات...
السيد نبيل القروي ،إستغل غياب الدولة أحيانا، و عجزها الدائم ، و جاب البلاد طولا و عرضا، عارضا بضاعة لم تستوردها الحكومة، و لكنه أحسن ترويجها و التصرف فيها، و توزيعها بين الناخبين المحتملين، فكان الحصاد على قدر العطاء، و تصدّر نبيل ثقة الناخبين ، و هو الآن على مسافة قصيرة جدا من قرطاج...
السيد نبيل ضحية شعبويته، و ربما ضحية نشاطه الزائد عن حده، ضحية التداخل بين الخيري و الحزبي و المهني، و هو، أي السيد نبيل ، قد أحرج الحكومة، و القضاء ووضع الديمقراطية في إمتحان صعب، بين مناصر يقر بحق الرجل في التنافس النزيه و الشريف كما تقتضيه الممارسة الديمقراطية، و شرعية إتصال الرجل بناخبيه و أنصاره ، و بين من يؤمن باستقلالية القضاء و حياديته في مسألة، وحده القضاء يفصل فيها!!!.
مالذي سيتغير، إن وقع الإفراج عن نبيل القروي! ؟؟.
مسألة الإفراج عنه ستتحدد الاسبوع القادم، في ضل تواتر أخبار مفادها إتفاق/صفقة بين نبيل القروي ، و العايلة الهايلة ، دون إحراج القضاء أو الحكومة على أن تكون الكعكة مقسومة سلفا بين أبناء العايلة، و الفرض منها سحب البساط من تحت أقدام المنافس قيس سعيد الذي تكفلت ماكينة الإعلام بتشويهه و تقزيمه و إبطاء سرعته بإتجاه قرطاج خاصة بعد حملات الدعم الشعبي و الحزبي لفائدة الرجل...
نحن إذن من جديد بين حالتي إستقطاب حاد بين من يقسمون التونسيين بين يمين/يسار، من جهة، و من جهة أخرى بين البلْدية / تونس الأعماق ، عدنا إلى حالة التجاذب و التنافر ،و التنافق ، عدنا إلى المربع الأول، إلى حالة تغذيها الحملة الإنتخابية الشرسة بين مشروعين واضحين في ذهن التونسيين، بين رجل قانون، و رجل فوق القانون
"ولكم في" الانتخاب" حياة، يا لولي الألباب"....
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 189588