الرجل الذي قال لا للازدواجية.. شكرا محمد عبو

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5b76fb6c706235.08519818_mjlihkgoneqfp.jpg width=100 align=left border=0>


نصرالدين السويلمي

من الاجحاف بل من السقوط النقدي، ان يشكك البعض في المناضل محمد عبو، ويشرع في تقديم روايات واهية عن شبهات تحوم حول مسيرته النضالية، الاعتراض المغلّظ على الاساءة للرجل ليس للثقة العمياء في شخصه، ولكن لأننا عاصرناه ايام المحنة وعرفناه قيمة ثابتة متماسكة، وقف بشرف في وجه الدكتاتور ولم تجرحه دائرة النضال التي عاصرته، وقامت بتزكيته وقدمته ضمن ثقات الساحة النضالية، لذلك ليس من المروءة منازلة عبو في ميدان شهد له بحسن البلاء، ايضا ليس من الانصاف محاكمة محمد عبو والسيدة زوجته بأحكام مسبقة تبنّاها انصاره كأمنيات وليس كحقائق، فلا الرجل خرج عن جلده العلماني ولا هو ادعى نصرة الدين ولا لمح حتى لشغفه بالهوية، وحدهم الذين التحقوا بالتيار ولما اعجبتهم لكنة عبو الثورية وشدهم خطاب السيدة عبو المعبأ، وحتى يرتاح بالهم دسوا شهوة الهوية والثوابت مع اندفاعهم الثوري نحو الكيان الحزبي الذي ابتعثه عبو وزوجته ورفاقه، فكان ان سقطت امنياتهم فجنح بعضهم للحديث عن خيبة واسعة في آل عبو، وحمّلوهم وزر تلك الخيبة، في حين ان الاحداث والتصريحات والمواقف، تؤكد ان آل عبو ابرياء من نزعات الهوية ووشائج الثوابت براءة اليسار الثقافي المهوس بطمس المقومات، وربما سقط انصار التيار في الخلط، لان عبو تميز عن طروحات اليسار الاستئصالي، بالولاء للثورة، وعدم تورطه في مناصرة الدكتاتوريات الدموية في مصر وسوريا ولم يتعلق قلبه بحفتر مثلما فعل الادعياء، وكذا عدم دعوته الى ارساء مشروع اجتثاث يلحق المقاربة التونسية التي مازالت تمارس الحياة، ببقية المقاربات العربية الموؤد.






عبو هو عبو، اليوم والامس، فقط قدم جرعة صراحة مركزة، سمحت للكثير من انصار الهوية داخل التيار باكتشاف الحقيقة كما هي وليس كما تمنوها واقنعوا بها انفسهم، ولعل تصريحات قادة التيار جاءت في وقتها، بينما البلاد تتجهز لمحطة انتخابية قادمة ومهمة في تاريخ تونس، وهي محطة تتطلب من الاحزاب اصدار بطاقة هوية واضحة، تعبر عن ثقافة الحزب وتروج لفلسفته دون تردد، فتونس على مشارف مرحلة تلوح حبلى بالصراعات الفكرية والثقافية، ذلك ما افصحت عنه العديد من المشاريع التي مازالت في طور المسودات، وتمس بالخصوص الوضع الديني في البلاد، ويكفي التذكير بان مجال الإمامة وخطب الجمعة والآذان، حررت فيه مقترحات قد تكون صادمة لغالبية التونسيين، تعرضت بعض فصولها الى حتمية توحيد الآذان وتخفيف الصوت واعتماد الصوت الخارجي لبعض المساجد دون الاخرى، بحيث يمكن لمسجد واحد تغطية مساحة معينة يصل فيها الصوت للجميع دون الحاجة لرفع الاذان في المساجد الاخرى القريبة والواقعة تحت المساحة المذكورة، وذا ما صحت المساحة المقترحة"25كم مربع" فانه من المتوقع ان تتوقف ثلاثة ارباع مساجد تونس على بث الاذان بمكبرات الصوت "الفجر والعشاء"، كما طرحت توحيد خطبة الجمعة و للابتعاد عن الخوض في الآيات التي تتعارض مع الدستور"وفق رايهم"، ذلك الى جانب فقرات اخرى خاصة بالمثلية والعلاقة خارج الروابط الزوجية، اضافة الى فقرات تتعلق بالمشروبات الروحية"خمر"، والدعوة الى بيعها في جميع المحلات على غرار بقية المواد، مع مقترحات تطرح الاقتداء ببعض الدول الغربية في كيفية تنظيم تعاطي الحشيش..بحيث وحتى يتخلص المجتمع من الحرج الديني تميل الكثير من الشخصيات "الثقافوسياسية"، الى اعادة انتاج الحرام والحلال بما يرفع الحواجز ، ووفق رايهم يندرج ضمن سماحة الاسلام، بعضهم يقول بالمواجهة من رحم النصوص وذلك بتطويعها والبعض الآخر يقول بالمواجهة والطعن في النص حتى تتآكل قدسيته وينصرف عنه المجتمع.


تلك معارك هوية قادمة، الاغلب سيتم حسمها تحت قبة البرلمان المقبل، من هنا وجب على انصار الحرية المطلقة الذين يرغبون في تجاوز المقدس ونزع جميع سلطانه، ان يتخيروا الاحزاب التي تصلح لذلك ويثقون في ولائها للحرية المطلقة حتى على حساب صريح القرآن، وهو ما افصح عنه قادة التيار والجبهة الشعبية وبقية المكون العلماني.. أما انصار الهوية الذين يقولون بعدم تجاوز صريح القرآن لغيره، فالواضح ان الخيارات امامهم محدودة، وتقتصر على النهضة، إذا اعتبرنا ان بعض الاحزاب الاخرى التي تبنت الهوية، غير قادرة على استيفاء شروط المنافسة في حدودها الدنيا، ثم انه على المجتمع ان يحسم امره، ويصفع بقوة كل من يرغب في الاسترزاق الانتخابي الحرام، وان لا يثق فيمن يضعون حوافرهم هنا وهناك، يقولون مرة بالولاء لثوابت الشعب، واخرى يقسمون على الحرية المطلقة وعلى القتال المستميت في خنادق لجنة بشرى والدفع بافكار اللجنة لتمتطي المقدس، على الجميع ان يفصح القول ويلتزم بقناعاته، ويرابط عند افكاره ويبتعد عن الملاحقات الماكرة لتوجهات المجتمع، وانها لجريمة نكراء ان يثلب احدهم هوية الشعب لأربع سنوات ، ثم وقبل موعد الزينة بأشهر يشرع في التقرب الماكر الذليل الى قناعات الغالبية ، تلك تجارة اللؤماء الذين جمعوا بين مخادعة الشعب ومخادعة ثوابت الشعب، وانها لتجارة اكثر مكرا، ان يرتشف احدهم الهوية ويستنشقها، حتى اذا اهتزت الارض تحته برفق "درجة واحدة على سلم ريشتر" نقض غزله وباع ثوابته في سوق الخردة!


لا تخشونها! فهي معارك سياسية ثقافية فكرية.. من الطبيعي ان تشكل ملامح الانتقال الديمقراطي وان تكون المجال الخصب للمساجلات في مراحل التأسيس وبعد عقود الصوت الواحد، ومن الخبل الخوف من تداعياتها، كما انه من الاجرام حصرها في الصالونات والرعب من تمددها الى المجتمع والاختلاط بفضاءاته، وحدهم كهنة الدين وتجار العلمانية من يضعون انفسهم فوق الشعب، ويعتقدون انهم الاجدر والاقدر على ادارة النقاش ومن ثم الخروج بالقرارات الملزمة التي على المجتمع تجرعها دون ان ينظر حتى في الآنية التي تحتويها، كفوا عن ممارسة كبرياء المعرفة ، وثقوا بالثروة المعرفية التي ترشح من شعبكم، ووطنوا انفسكم على خدمة افكار المجتمع وتسهيل حسن سيرها..كونوا شرطة مرور امينة وابتعدوا عن ادوار البوليس السياسي.


Comments


7 de 7 commentaires pour l'article 166446

Karimyousef  (France)  |Samedi 18 Août 2018 à 10:09           
Je conseille à l'auteur de ces articles d'ecrire dans un langage simple et accessible à tous.je trouve son style tres indigeste et compliqué pour rien .Il ne faudrait pas qu'il oublie qu'il s'adresse à un public large et qui n'a pas beaucoup de temps à perdre dans des phrases d'un style un peu désuet. c'est un article politique et non une rédaction litteraire.

Amir1  (United States)  |Samedi 18 Août 2018 à 08:45           
الدولة صناعة بشرية ليست شخصا لتعتنق أي دين أو فكر
الدولة مجموعة مؤسسات وأجهزة تقدم خدمات ومن السذاجة او الخبث التنصيص على أن الدولة دينية أو لائكية ...واحتكار الدين من طرف الدولة سابقا كان من باب احتكار السلطة والخصوم خارج السلطة أما ادعاء أن الدولة مدنية في هذا الوقت فإنه أيضا من باب احتكار السلطة والخصوم داخل السلطة
انقلاب في المواقف رأسا على عقب من طرف الرجل العجوز

GoldenSiwar  (France)  |Vendredi 17 Août 2018 à 21:36           
شكراً سي نصر الدين على هذا المقال الشافي. أنا شخصيا أرى اننا في عصر الحريات الفردية ...إذا كل شخص يتحمل مسؤوليته أمام الله. في نهاية الأمر الدولة "لن تجبرك" على مخالفة الشريعة . ولكن ما يحيرني أن المنتفضين لقانون الميراث لا يقولون شيئا عن منع تعدد الزوجات وإبطال حد السرقة و الزنا إلخ ...أليس ذلك من شرع الله أيضا؟؟؟

القرأن حمال أوجه ينطق به الرجال ...هل كان العلماء المعاصرون في مستوى مسؤولية الإجتهاد ومواكبة مشاكل المسلم المعاصر في هذا الزمن المعقد ؟؟؟

أين علماء المسلمين؟؟؟

الأزهر ؟؟؟ طبالين السيسي الذين خرسوا أيام مجزرة رابعة ؟؟ أم سلفيو حزب النور ؟؟؟

علماء آل سعود ؟؟؟ لاعقي حذاء ترامب الذين منعوا الحج على القطريين ؟؟؟





أين علماء المسلمين الجديرين بهذا العصر؟؟؟ ....

جاري البحث ....




Ateff  (Tunisia)  |Vendredi 17 Août 2018 à 21:29           
مقال خبيث...

Mandhouj  (France)  |Vendredi 17 Août 2018 à 21:01           
De toute manière la police politique existe toujours. Et nous en Tunisie nous avons au moins 500 mille personnes qui sont prêts à avoir un salaire ou simplement de salaire, (ça aide pour les fins des mois), et faire un travail, appelé à l'époque patriotique ! Et cette catégorie des gens sont prêts pour faire partie d'une police idéologique moderniste !! 😁😁😂😂😂. De toute manière les financements sont déjà
prêts 😁😁😁😁. Les Emirats Arabes Unis tient à une vengeance, pour faire oublier à ses sbires les défaites Allemagne et municipales.😁😂😂😁.

Lazaro  (Tunisia)  |Vendredi 17 Août 2018 à 19:44           
Une position réaliste et une force de proposition tant souhaité pour les autres partis .

Bensa94  (Tunisia)  |Vendredi 17 Août 2018 à 18:17           
@khalifa mansouri Alors il faut allez jusqu'au bout de vos idées
1- on va couper la main du voleur
2- on va pratiquer l'esclavage
3 - on va divorcer oralement sans passer par un tribunal
Voilà deja 3 lois du Coran qui ne sont plus pratiqués dans la plus part des pays musulumans,
Quel hypocrite


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female