مرزوق يستعمل ورقة أنس حطاب.. والأخيرة تغازل طوبال : يا سفيان تتذكر وقت كانوا يقولوا علينا صفر فاصل في عهد الترويكا

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/onsetmarzoukkk-10-28_14-10-05.jpg width=100 align=left border=0>


نصرالدين السويلمي

يعتقد البعض ان التشتت الذي تشهده الساحة الحزبية يؤشر الى حالة مرضية، نعم كان يمكن ان نعتمد ذلك التوصيف لو كنا نعيش ديمقراطية عادية واثقة ومتجذرة، لكن والحال ان التجربة اثبتت ان أي حالة تحالف ناجحة ومتماسكة ستكون على الانتقال الديمقراطي وليست له، اصبح الانشغال بترميم الاحزاب واللهث وراء التكتلات فضيلة قد تصرف القوى المعادية للثورة عن ممارسة التدمير الممنهج وربما العودة بالبلاد الى ما قبل 17 ديسمبر، تلك ليست تخمينات بل حقائق مدموغة فتاريخ تونس الحديث يشهد على جبهة الانقاذ التي لملمت الشتات الحزبي والثقافي والاعلامي والمالي ثم استعملته لتأثيث الانقلابات وكادت تسقط الثورة وتشطب التجربة برمتها، الامر نفسه ينسحب على الجبهة الشعبية التي نجحت في تشبيك النسيج اليساري والكثير من الطيف العروبي واستمالت الاتحاد الى حد التماهي، ثم ماذا بعد الوحدة ولملمة الصفوف؟ بعدها كان الاستهداف الممنهج للتجربة برمتها وللمجلس التأسيسي وللدستور! بعدها تم التخطيط للزحف على مقرات الدولة وابطال مفعول الصناديق وفرض الانقلاب بثقافة عسكرية متخففة فقط من البدلة والنياشين.





لعله من رأفة الاقدار بتونس ان تعيش الساحة حالة من التجاذبات تلهيها عن اقتراف الجرم الاكبر، فهذا عصام الشابي في صراع مع قيادات نداء تونس وصل الى حد تبادل الشتائم والتهم ، قيادي الحزب الجمهوري ايضا في خلاف مع ربيبه اياد الدهماني ويسعى الى تصفية حسابات شخصية معه ومن ثم اخراجه عنوة من الحكومة، اما المنجي الحرباوي الناطق الرسمي باسم نداء تونس فقد وصف الحزب الجمهوري بالمصاب بانفصام في الشخصية ، بدوره برهان بسيس قلل من اهمية الخطوة التي اقدمت عليها احزب المشروع وآفاق وبعض والفسيفساء الاخرى والتي تسعى الى بعث جبهة برلمانية جديدة، معتبرا انها من جنس الاحزاب الصغرى التي خرجت من دور التأثير السياسي الفاعل وترغب في العودة من الشباك، ويؤكد بسيس أن نفس هذه الاحزاب كانت في السنة الفارطة طرحت جبهة على مستوى البلاد و"قدموا الى قصر المؤتمرات وجهزوا الاعلام، ولموا بعضهم وقالوا هذا مستقبل تونس في جبهة الانقاذ، لكنها ما دامتش 4 اشهر وطاحت"، في حين رد بلحاج على برهان متهما اياه بممارسة الاحتقار والتعالي كما رفض بلحاج الالتحاق بهذه الكتلة واتهمها بالتبعية للمنظومة الحاكمة، وبالتصويت الى جانب النداء في مجمل التوجهات، ثم هي غير قادرة على احداث تغيير في المشهد البرلماني على حد قوله ، في الاثناء سحب بلحاج والمجموعة المؤسسة لحزب حركة تونس اولا خطة ناطق رسمي باسم الحزب من عبد العزيز القطي على خلفية تصريحات قيل انها مخالفة للخط السياسي للحركة، فيما اتصل عبد العزيز القطي بنداء تونس وعقد اكثر من لقاء مع قياداته بمن فيهم حافظ قائد السبسي وذلك على هامش جنازة وزير الصحة السابق المرحوم سليم شاكر ..

تلك ومضة من المصيبة اللذيذة! مصيبة تلهي القوم عن الكارثة! لكن الكارثة التي تخاتل تونس لم تبتعد كثيرا، ولم تغرب تماما فهي تمارس سياسة المد والجزر..تتحين لتنقض..تكر وتفر.. في هاته الاجواء تؤكد كل المؤشرات أن النائبة انس الحطاب رُشحت لتكون ورقة محسن مرزوق التالية، الذي يبدو فشل في امتصاص وعاء النداء وتيقن ان المشروع لا يمكن ان يحمله الى الضاحية الشمالية وايضا لا يمكن ان يلبي حاجيات "غرفة بن زايد دحلان"، فالعملية التي دشنتها أنس داخل البرلمان وتلاحق بموجبها نواب النداء لاستقطابهم في مهمة تبدو خطيرة ومغرية تثبّت التهم التي وُجهت لها سابقا حول تواصلها المشبوه مع محسن مرزوق واثارت حفيظة قيادات النداء اكثر من مرة، حيث شرعت "شولا كوهين" في جمع التوقيعات من زملائها النواب دون العودة الى حزبها، بل مع العلم المسبق برفض الحزب لفكرة الجبهة البرلمانية المطروحة، ما دفع سفيان طوبال الى سحب البساط من تحتها ومطالبتها بتوضيح الهدف من الخطوة التي اقدمت عليها، وردا عليه تساءلت حطاب "علاش نداء تونس ما يكونش القاطرة الحقيقية ويعود الى موقعو الطبيعي في تجميع القوى الديمقراطية"، كما واكدت أنس ان نواب النداء لو تُركت لهم حرية الانتماء الى الكتلة محل التجاذبات او المواصلة بهذه الطريقة سيختارون الكتلة، هذا اذا لم تُمارس عليهم أي ضغوطات. ثم توجهت أنس بخطابها الى سفيان طوبال لتذكره بما كان يقوله انصار الترويكا عنهم "صفر فاصل" وكيف توحدت المجهودات الى ان وصلوا الى 86 نائب تحت قبة البرلمان.

الخطوات التي اقدمت عليها أنس الحطاب دفعت النائبة فاطمة المسدي الى التأكيد ان الجبهة التي تتحرك العديد من الاطراف لتشكيلها داخل البرلمان تهدف الى تكريس هيمنة محسن مرزوق على المشهد، وكانت المسدي استقالت من النداء والتحقت بمشروع تونس ثم استقالت من المشروع لتعود ثانية الى النداء. والملفت في كل ذلك تلك الاجندة التي تتبعها الحطاب، فهي تصر على سحب نواب النداء الى خطة محسن مرزوق بهدوء ودون الدخول في مواجهات مع حزبها، وذلك لتجنب الحسم السريع في عضويتها، فالخطة تقضي كمرحلة اولى العمل من داخل النداء على استنزاف النداء، قبل ان تظم اليها "كمية" كبيرة من النواب ومن ثم تشرع في المواجهة والاشتباك.

تبقى الإشارة الى ان خطة "الغرفة" التي يكابد مرزوق لتمريرها اصيبت هذه الايام بنكسة قد تكون عواقبها وخيمة على الشبكة "البلفورية"، إذْ يبدو ان راشد الغنوشي قام بعملية التفاف ناجحة أحدث بموجبها فجوة في الجدار الاصم، عملية تبدو معالمها جلية خلال تواجد زعيم النهضة بالسفارة السعودية لتقديم التهاني بمناسبة ذكرى توحيد المملكة، وما شاب الزيارة من طفرة تِرحاب توحي بان الغنوشي مازال يخوض معاركه الكبرى خلف الكواليس وبعيدا عن اعين الخصوم كما الأصدقاء.


Comments


1 de 1 commentaires pour l'article 149932

Abid_Tounsi  (United States)  |Samedi 28 Octobre 2017 à 14:18           
كنتم و لا تزالون صفرا مكعبا.

انكشف أمركم للقاصي و الداني أن ما كان يجمعكم ليس إلا الطمع و المصالح الشخصية و أن وعودكم ما كانت إلا أكاذيب لاستمالة البسطاء من الناس و الحاقدين على الترويكا و كل نفس ثوري، فمَجَّكم الذين كانوا بالأمس أنصاركم و تفرقعتم كالفقاقيع...

إلى مزبلة التاريخ كلكم و أنت على رأسهم يا من سرقت الدولة لسنوات : تتقاضين راتب أستاذ جامعي و لم تدرسي يوما واحدا... تلبيت و لبيت من المال الحرام و العياذ بالله.


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female