توزر: استعراض التجارب والمعارف المحلية المرتبطة بالتغيرات المناخية خلال تظاهرة "أصداء" المقامة بنفطة
تقام في مدينة نفطة من ولاية، توزر اليوم الجمعة وغدا السبت، تظاهرة "أصداء" وهي تظاهرة بيئية علمية ثقافية تنظّمها جمعية "شانتي" بمعية مجموعة من الشركاء من تونس والخارج، وتبحث في موضوع التغيرات المناخية من خلال عرض التجارب الحية والمعارف المحلية في تونس وربطها بالرؤى المستقبلية العالمية حول هذه الظاهرة.
وانطلقت التظاهرة بورشة عمل عرضت جملة من التجارب لفلاحين وناشطين بيئيين وحرفيين من ولايات توزر وقابس وبعض الجهات الأخرى، ومن المملكة المغربية، تلتها تجربة خبراء باحثين في كيفية التعامل مع واقع التغيرات المناخية وتأثيره على الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية.
وانطلقت التظاهرة بورشة عمل عرضت جملة من التجارب لفلاحين وناشطين بيئيين وحرفيين من ولايات توزر وقابس وبعض الجهات الأخرى، ومن المملكة المغربية، تلتها تجربة خبراء باحثين في كيفية التعامل مع واقع التغيرات المناخية وتأثيره على الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية.
وأوضح مرافق مشاريع بالجمعية "شانتي"، جلال شعباني، أنّه باعتبار التأثيرات المتنامية للتغيرات المناخية التي تربك التوازنات البيئية وتضعف عديد الأنشطة الاقتصادية وتفاقم القضايا المتعلقة بالعدالة الاجتماعية لاسيما الوصول إلى الموارد الطبيعية في تونس، فإن جمعية "شانتي" سعت من خلال التظاهرة إلى بلورة رؤى في كيفية التعامل من التغيرات المناخية والتقليل من تأثيرها خصوصا بالنسبة للفئات الهشة على غرار المزارعين والحرفيين وسكان المناطق الغابية والواحية.
ويجمع برنامج "أصداء" عديد الأنشطة على غرار الورشات الحية بحضور خبراء وباحثين من مركز بحوث النخيل بدقاش، وجامعة جندوبة، ومعهد المراعي والغابات بطبرقة، وعدد من مراكز البحث الأخرى، ومختصين في المجال الاجتماعي والبيئي إلى جانب حرفيين وصغار الفلاحين باعتبارهما من الفئات التي تواجه أثر التغيرات المناخية المتمثلة في انخفاض مردود المستغلات ونقص المواد الأولية للصناعات التقليدية، حسب المصدر ذاته.
وتعمل الجمعية على البحث في الحلول الممكنة للظاهرة اسهاما منها في بلورة الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية من خلال مخرجات الورشات العلمية، علاوة على أنشطة تحسيسية منها سباق عدو في واحة نفطة، ومعارض للمنتجات التقليدية المستخرجة من المواد الأولية النباتية والنباتات العطرية وغيرها، والصناعات التحويلية الغذائية، وكذلك ورشات للأطفال.
وأشار إلى أن الجمعية موّلت على امتداد السنوات الماضية في مناطق تدخلها بعدة ولايات ومنها مدينة نفطة عددا من المشاريع على غرار تأهيل وتكوين حرفيين وفلاحين، كما ستواصل تمويل مثل هذه المشاريع فضلا عن استعدادها للمشاركة في القمة الدولية المرتقبة في جزيرة جربة أواخر شهر مارس 2026 حول التصحر، وبرمجة تنفيذ مشاريع حول تأثير التغيرات المناخية على الفلاحات والحرفيات في نفطة.
وفي السياق ذاته، تحدّث عدد من المشاركين، ممن عرضوا تجاربهم في مواجهة التغيرات المناخية، عن تأثير هذه الظاهرة في نمط حياة الانسان، والعراقيل التي تواجههم للوصل إلى الموارد الطبيعية في ظل شح المياه بشكل أساسي، فضلا عن تأثيرها على العلاقات الاجتماعية وحاجة الفرد إلى استهلاك قدر أكبر من التيار الكهربائي للتبريد بالنظر إلى ارتفاع درجات الحرارة وتواصلها لفترات طويلة.
وفي هذا الإطار، عرض فراس الناصفي من ولاية قابس تجربة جهته في مواجهة التلوث والتغيرات المناخية في وقت واحد ما يهدد مستقبل الانسان، مع وجود صعوبات أخرى مرتبطة بشح المياه وفقدان عدد من المنتجات الفلاحية بسبب ذلك.
وأدّى الجفاف، وارتفاع درجات الحرارة، واضطراب توازن الفصول، إلى ظواهر طبيعية غير مألوفة منها تبكير نضج المنتجات الفلاحية على غرار التمر وغياب الجودة، وفق جمال زاقة فلاح من واحة راس العين بنفطة الذي أوضح أن الواحة باتت من أكثر المنظومات الطبيعية تأثرا بتغيرات المناخ سواء من خلال التأثير في النخيل أو في الأشجار المثمرة الواحية على غرار الخوخ الذي اندثر وشجرة المشمش التي أصبحت تعاني أمراض متنوعة، فضلا عن الخضروات الورقية التي أصبحت تحتاج إلى أدوية ومواد كيمياوية.
ونوّه، بالمناسبة، بدور التحسيس والثقيف، لاسيما من خلال الصحافة البيئية التي يكاد يغيب دورها، وفق تقديره، ما يجعل المعلومة البيئية التثقيفية تغيب عن ذهن الفلاح، مشيرا إلى أنّ أهمية التكوين والتأهيل في طرق التعايش مع التغيرات المناخية.






Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 319384