هيثم عبيدي يستعرض حصيلة ثلاثين سنة من التعاون التونسي-الفرنسي في مجال الآثار

قدّم محافظ مستشار التراث هيثم عبيدي مداخلة بعنوان "التعاون التونسي-الفرنسي في مجال الآثار منذ سنة 1993" وذلك ضمن اليوم الافتتاحي لأشغال الملتقى الدولي حول "التعاون التونسي-الفرنسي في مجال الآثار: توجهات جديدة ونتائج مستحدثة" الذي تحتضنه مدينة قمرت في الضاحية الشمالية للعاصمة على مدى يوميْ23 و24 أكتوبر 2025 بمشاركة عدد من الباحثين والخبراء في مجال الآثار والتراث.
واستعرض العبيدي المراحل الكبرى لهذا التعاون منذ التسعينات، مبرزا أنه شمل مجالات متعددة مثل الحفريات الأثرية والترميم وتنظيم المعارض والنشر العلمي والتكوين، إلى جانب برامج البحث المشتركة التي ساهمت في تطوير المعرفة بتاريخ تونس منذ عصور ما قبل التاريخ إلى العصور الإسلامية.
واستعرض العبيدي المراحل الكبرى لهذا التعاون منذ التسعينات، مبرزا أنه شمل مجالات متعددة مثل الحفريات الأثرية والترميم وتنظيم المعارض والنشر العلمي والتكوين، إلى جانب برامج البحث المشتركة التي ساهمت في تطوير المعرفة بتاريخ تونس منذ عصور ما قبل التاريخ إلى العصور الإسلامية.
وبيّن أن المشاريع الأولى ركزت على دراسة الاستيطان البشري القديم في الجنوب التونسي من خلال بعثات ميدانية أنجزت أعمالا رائدة. وقد ذكر من ضمنها مشروع "خريطة ما قبل التاريخ لتونس"، الذي توج بنشر سلسلة من المجلدات العلمية. كما تواصل التعاون في دراسة مواقع كبرى على غرار قرطاج ودقة وأوتيك وبلاريجيا، حيث أثمرت البحوث المشتركة نتائج هامة حول التراث البونيقي والروماني والبيزنطي.
وأشار إلى أن التعاون لم يقتصر على البحث الميداني وإنما شمل كذلك التكوين والتبادل العلمي من خلال إقامة ورشات ميدانية ومدارس تدريب مشتركة في مجالات مثل ترميم الفسيفساء والآثار المغمورة في المياه والتصوير الرقمي. كما أُتيح للعديد من الباحثين والطلبة التونسيين متابعة تكوينهم في الجامعات الفرنسية ضمن برامج دعم وتمويل مشتركة.
وأوضح أن السنوات الأخيرة شهدت تطورا في هذا التعاون نحو مشاريع تثمين المواقع الأثرية وربطها بالتنمية المحلية المستدامة، مشيرا إلى مبادرات مثل مشروع إعادة تأهيل هضبة بيرصا بقرطاج في إطار برنامج “تونس-وجهتنا” الممول من الاتحاد الأوروبي. وختم مداخلته بالتأكيد على أن التعاون التونسي-الفرنسي في مجال الآثار يظل "نموذجا متميزا" في العالم المتوسطي يجمع بين البحث العلمي والتكوين والمحافظة على التراث، داعيا إلى مواصلة دعمه وتطويره لمواكبة التحديات الجديدة في مجال صون التراث وتنميته.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 317184