ندوة وطنية حول السياسة الخارجية التونسية خلال الفترة الاستعمارية والدولة الوطنية تبحث في مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/65d6232ec95ef2.49887694_enlfjiomqgphk.jpg width=100 align=left border=0>


كانت السياسة الخارجية التونسية خلال الفترة الاستعمارية والدولة الوطنية محور الندوة الوطنية  التي نظمها اليوم الثلاثاء المعهد العالي لتاريخ تونس المعاصر بحضور عدد من قدماء السفراء والدبلوماسيين والجامعيين والباحثين وضيف الشرف رئيس الجمهورية السابق والسياسي محمد الناصر.

وافتتحت الندوة التي تولى تقديمها نائب رئيسة الجامعة عامر الشريف بجلسة اولى حول "المبادئ الاساسية للعلاقات الدولية طبقا للقانون الدولي :مبدأ عدم التدخل" ،اثثها استاذ قانون العام الداخلي والدولي والمحامي لدى التعقيب توفيق بوعشبة  الذي استعرض الأوجه المختلفة لهذا المبدا ورسوخه كأحد القوانين التي  تتخذ ابعادا اخرى في الممارسة الدولية، وذلك  وفق خصوصيات ومقاربات المنظمات الدولية ذات الطابع الإقليمي، فضلا عن الخروقات التي سجلت في الإطار سياسيا واقتصاديا وثقافيا.

...

واكد بوعشبة في تصريح اعلامي ان مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية والخارجية للدول هو من المبادئ الراسخة في السياسة الخارجية التونسية منذ الاستقلال، اذ كانت تونس دائما وفية لهذا المبدأ باستثناء الفترة التي خرجت خلالها حكومة الترويكا بقيادة حركة النهضة عن هذا المبدأ وذلك من خلال موقفها من دولة سوريا وقرار المنصف المرزقي الرئيس المؤقت انذاك استقبال ما سمي " باجتماع أصدقاء سوريا" ..وبين ان بلادنا برهنت في ما عدا ذلك عن تمسكها بمبدأ عدم التدخل في شؤون الدول وهو ميدأ ترسخ بادراجه في ديباجة دستور 2022 ، وتجديد رفض تونس كل تدخل خارجي في شؤونها وضمنيا عدم تدخلها في الشؤون الداخلية والخارجية للدول الأخرى .
واعتبر بوعشبة ان ذلك المبدا الاساسي ينبغي ان يحكم ويسوس العلاقات الدولية ، وأن تقع المحافظة عليه حتى لا يتسع نطاق الخلافات التي قد تؤول الى نزاعات مسلحة، مشيرا في ذات السياق الى لجوء"دول نافذة" احيانا الى خلق المبررات والتعلات لعدم التقيد بهذا المبدأ المستند الى سيادة الدول من ناحية والى المساواة في السيادة بين الدول من ناحية أخرى .
وقد شملت التدخلات المجالات السياسية والاقتصادية حيث تمت الاشارة الى اعتماد اساليب الضغط على بعض الدول عبر استغلال حاجاتها للمساعدات ووضعها الصعب لمحاولة إملاء الشروط والتدخل في خياراتها الاقتصادية ،وحتى الثقافية وهو ما يبرز عبر تعمد بعض الدوائر في اوروربا التدخل في شؤون ثقافية في دول لا تشاطرها نفس الأفكار،وذلك رغم تأكيد ميثاق الأمم المتحدة ضرورة احترام خيارات كل دولة سياسيا واقتصاديا وثقافيا .

من جهته اعتبر أستاذ التاريخ السياسي المعاصر ومنسق الندوة خالد عبيد في تصريح صحفي ان مسالة السيادة الخارجية كخط احمر،وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول مبدآن يعودان الى فترات المقاومة والنضال التونسي ضد الاستعمار، وقد عمل الوطنيون التونسيون على استرجاعهما بشتى السبل بعد ان قامت دولة الاحتلال الفرنسي في ماي 1881 بالغائها تماما، وحاولوا ترسيخهما كثوابت تكونت عليها الدولة الوطنية والديبولماسية التونسية طيلة عقود.

وأضاف ان الغاية من التركيز على السياسة الخارجية التونسية ، وبمسائل مختلفة تناولتها التدخلات المبرمجة اليوم وغدا الأربعاء، هي اثبات على الغيرة الكبيرة والحساسية المفرطة للديبلوماسية التونسية في مايخص ضرورة احترام السيادة الخارجية لتونس، وضرورة عدم تدخل أي دولة كانت في الشؤون الداخلية لتونس تماما مثلما تحترم تونس وتكرس هذا المبدأ
وتواصلت الجلسات المبرمجة في اليوم الأول بمداخلة تاريخية ركز فيها أستاذ التعليم العالي المتقاعد من جامعة تونس نور الدين الدقي على الإباء المؤسسين للديبلوماسية في الأبحاث الاكاديمية من خلال أطروحة الألماني فيرنر روف نموذجا" للأستاذ عبد الجليل بوقرة، فقضايا الامن والتعاون في السياسة الخارجية التونسية فضلا عن مداخلات ركزت على ، مكاتب حزب الدستور الجديد في الخارج وبداية تبلور توجهات تونس الخارجية بين 1943 و1956 ، والسياسة الخارجية التونسية في محيطها .
وتتواصل اشغال الندوة غدا الأربعاء بمقر المعهد أيضا، بتقديم شهادة امر الحرس الوطني الأسبق سالم الصباغ عن المشاركة الاعسكرية التونسية في البعثة الأممية للسلام في الكونغو سنة 1960، ، وعرض فيديو قصير لأول مرة حول البعثة العسكرية التونسية للسلام في تلك الفترة.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 282626


babnet
All Radio in One    
*.*.*