أريانة: قصر برج البكوش معلم أثري في قلب المدينة مازال ينتظر الترميم والصيانة العاجلة
رغم عشرات الاجتماعات التي تم عقدها على المستويين الجهوي والوطني بين كل الأطراف المتدخلة حول موضوع ترميم المعلم الأثري "قصر برج البكوش" بأريانة، لم يتغير شيء في واقع هذا المعلم الآيل للسقوط بفعل الإهمال والعوامل الطبيعية، في غياب قرار جدي بالتعهد والصيانة.
// اتفاقية إطارية لم يقع تفعيلها //
// اتفاقية إطارية لم يقع تفعيلها //
وكانت اتفاقية أبرمت بتاريخ 28 أوت 2020 بين وزارة الشؤون الثقافية ممثّلة في المعهد الوطني للتراث ووكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية، وبلدية أريانة، تهدف إلى ترميم وتهيئة وإعادة توظيف معلم برج بكوش لاستغلاله كفضاء ثقافي وتراثي متعدد الاختصاصات تحت مسمى"قصر الثقافة والتراث برج بكوش". ونصت الاتفاقية على أن يتم العمل المشترك بين الأطراف المذكورة قصد توفير الاعتمادات اللازمة لإنجاز المشروع موضوع الاتفاقية، وترميم معلم " برج بكوش" وتثمين مكوناته وحسن استغلاله وتوظيفه، والقيام بالإجراءات والأشغال اللازمة لتهيئته بالتنسيق مع الهياكل والمؤسسات المعنية بالتراث، ووضع خطة عمل تضمن حسن استغلال المعلم ثقافيا مع مراعاة طابعه التاريخي والتراث.
وتم كذلك إمضاء قرار الحماية للمعلم التاريخي المذكور بعد عرض الملف الخاص به على أنظار اللجنة الوطنية للتراث طبقا للتشريع والتراتيب الجاري بها العمل. وتكونت لجنة قيادة آنذاك للتنسيق بين كل الأطراف المتدخلة في الموضوع، غير أنه لم يسجل أي تطور في الموضوع منذ ذلك التاريخ.
وأكد مصدر من بلدية أريانة لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن البلدية لم تتلق إلى حد الآن ومنذ إبرام الاتفاقية أي إشعار من لجنة قيادة المشروع على مستوى وزارة الشؤون الثقافية تحدد مبلغ مساهمة البلدية في عملية الترميم أو طرقها.
من جهتها كانت وزيرة الشؤون الثقافية الدكتورة حياة قطاط القرمازي دعت خلال زيارة أدّتها الاثنين 22 أوت 2022 إلى قصر برج البكوش الأثري بأريانة، إلى عقد جلسة عمل مع والي الجهة في أقرب الآجال للاطّلاع على مدى تقدّم تنفيذ الاتفاقية الممضاة في 28 أوت 2020 مع بلدية المكان قصد توفير الاعتمادات اللازمة لترميم هذا المعلم والقيام بالأشغال اللازمة لتهيئته وحفظه من كلّ أشكال الإتلاف والسرقة.
// الأهمية التاريخية للقصر //
وفق المصادر التاريخية وخاصة كتاب "أريانة تسترجع تاريخها للمؤلف رياض فضلون (طبعة 2021 نشرت على نفقة المؤلف)، يعد قصر برج البكوش المسمّى «قادرية» أثرا تاريخيا يحمل اسم الجنرال محمد البكوش المولود في بني خيار سنة 1833، وقد عيّنه أحمد باي جنرالا ثم السكرتير الأول للوزير مصطفى خزندار، ثمّ عيّن مستشارا ومديرا بوزارة الشؤون الخارجية برتبة وزير.
والقصر هو من أقرب القصور المحاذية لـ"جابية الحفاصة" مثل قصر رافو وقصر بن عياد (مقر بلدية أريانة حاليا) وقصر بن سعيدان وقصر شمامة، وقد كانت ضمن أرض جنان أبي فهر زمن الدولة الحفصية.
بني القصر على قطعة من "سانية البكوش" تمسح 6 هكتارات تحصل عليها صاحبها بمعاوضة جزء من وقف القرّاء والمؤذنين بمبلغ قدره ثلاثمائة في أواسط ذي القعدة 1864 ، واحتوت قصرا وأشجار برتقال وأرضا بيضاء، وبُني تحت القصر «صهريج كبير تتصل به قناة عمودية مربعة الشكل تمتد إلى حدود سطح الطابق الأول حيث تنتهي بفوهة كبيرة تفتح وتقفل كلما اقتضت الحاجة لملء الصهريج أو استخراج الماء منه .
في 6 جويلية 1895 رُسّم العقار باسم زوجة الجنرال، وبعد وفاتها في 6 أفريل 1910، ورثها أبناؤها محمد صالح (عامل في باجة ثم رئيس جمعية الأوقاف)، محمد الشاذلي (محامي)، عمر (مستشار بلدي)، عبد العزيز، عبد السلام (شاعر)، عبد الكريم، المنجي، صلاح الدين (الوزير الأكبر)، عبد الحميد (فلاح)، فريدة وآسيا و ليلى».
بيع كامل العقار في 18 جوان 1917 للدّولة التونسية في شخص المديرين العامين للفلاحة والتعليم بسعر 120.000 فرنك.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 273515