الكاتبة والمترجمة سامية قصاب الشرفي لـ"وات" : ترجمتُ "برق الليل" إلى الفرنسية لتميزها وتفرّد كاتبها

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/641c644594fc95.25557023_kjhgniompelqf.jpg width=100 align=left border=0>


صدر مؤخرا عن دار الجنوب ترجمة جديدة باللغة الفرنسية لرواية "برق الليل" للبشير خريف بقلم المترجمة والكاتبة سامية قصاب الشرفي وهي أستاذة جامعية سبق أن أصدرت عديد الكتب والبحوث كما كانت لها مساهمات في مؤلفات جماعية.

وسامية القصاب الشرفي حازت سنة 2008 جائزة أفضل دكتوراه باللغة الفرنسية عن أطروحتها حول الشاعر والسياسي سان جون بيرس المتوج بجائزة نوبل سنة 1960.
وفي اتصال مع "وات" تحدثت الكاتبة عن سر اهتمامها بأدب الزنوج وبما يقدمونه من مسرح وأدب وشعر خاصة في مارتينيك وغوادالوب (جزر قرب البحر الكاراييبي تابعة لفرنسا).
...

ومن خلال نقل "برق الليل" إلى الفرنسية، تسجل الكاتبة سامية قصاب الشرفي دخولها، لأول مرة عوالم الرواية"، حيث ساهمت سابقا بالخصوص في كتابة "موسوعة النساء التونسيات" وهو مؤلف جماعي صادر عن "الكريديف" سنة 2021. كما صدر لها رفقة الكاتب العادل خذر كتاب بالفرنسية يحمل عنوان "قرن من الأدب في تونس (1900-2017)، وقد توج هذا الكتاب بجائزة الطاهر الحداد في معرض تونس الدولي للكتاب سنة 2019.
ولم تنف القصاب أن هذا الإصدار الذي حرصت على أن تكتب فيه الجزء المتعلق بالبشير خريف، كان وراء مزيد تشبثها بالاطلاع على المدونة الأدبية لهذا الكاتب المتفرد الذي يلقبه بعض النقاد بأب الرواية التونسية، ولكنها قالت أيضا في حديثها مع "وات" أنها اكتشفت هذا الكاتب و"برق الليل" بالذات، مع ابنها حين كان في المرحلة الإعدادية، وقد شدها المضمون بشكل كبير الى درجة أنها قررت مزيد الغوص في سيرته وأعماله. وأعربت عن إعجابها بتفرد أسلوبه الأدبي الذي تعكسه مختلف أعماله سواء "مشموم الفل" أو "خليفة الأقرع" أو "برق الليل"، بل ذهبت إلى حد اعتباره من أشد المدافعين عن "النسوية" وهو ما يتجلى بقوة من خلال قصة "بلارة".
ولفتت سامية القصاب الشرفي إلى أن هذا الأثر الذي ترجم أيضا الى اللغة الإسبانية، يكتسي أهمية كبرى ولا بد من ترجمته الى مختلف اللغات للتعريف بكاتبه المبدع، وبما يتميز به من قدرة عالية على التكثيف في الكتابة السردية وعلى طرح قضايا هامة بطريقة تراوح بين الهزل حينا والجد أحيانا. والبشير خريف في كل ذلك يبدع شعرا ونثرا ورسما تخييليا، حيث نجح في تخليد كتاب "تاريخي، أدبي، عجائبي، فكاهي وهامشي في الآن نفسه" حسب تعبيرها.
وأكدت أن ترجمة مؤلفات البشير الخريف ليست بالأمر الهيّن، حيث لجأت إلى مؤرخين وإلى مختصين في الأسلحة مثلا لمزيد من التحري والدقة في استعمال المفردات المتعلقة بالفترة التي كتبت فيها الرواية، مع الحرص على نقل ثراء النص العربي إلى الفرنسية. وأشارت في هذا السياق الى ما يتميز به البشير خريف من ثقافة كبيرة واطلاع واسع على مدونات أعلام الرواية الفرنسية على غرار بلزاك وايميل زولا وفرنسوا مورياك وفيكتور هيغو وغيرهم.
واعتبرت أن هذا الأثر الذي كتب منذ عقود وتعود أحداثه إلى القرن العاشر الهجري حين كانت تونس ترزح تحت احتلال خيرالدين بربروس، مازال صالحا إلى اليوم، ولعل الحفاظ على صورة غلاف الكتاب في طبعته الأولى أكبر دليل على قصدية ذلك، خاصة مع عودة الجدل في تونس حول الأفارقة جنوب الصحراء، مما يعيد إلى الأذهان ما عاشه بطل الرواية "برق الليل" منذ قرون.

وحول الإضافة التي قد يجدها القارئ في ترجمتها مقارنة بكتاب "برق الليل" الصادر سابقا عن دار نقوش عربية سنة 2017 (ولم يوزع بعد) في ترجمة للفرنسية أيضا بقلم الأستاذ الجامعي أحمد القاسمي، قالت الكاتبة إنها لم تطلع على الإصدار السابق وأكدت أنها لم تكن على علم مسبق بترجمته إلى الفرنسية قبل أن تبدأ في نقله الى الفرنسية، مضيفة أن ترجمتها هي الوحيدة المتحصلة على حقوق النشر وأن دار الجنوب هي التي تملك هذه الحقوق من ورثة الكاتب.
وكانت "برق الليل" صدرت لأول مرة سنة 1961 باللغة العربية عن "الشركة القومية للنشر والتوزيع" آنذاك، قبل أن تعيد نشرها دار الجنوب سنة 2000 ضمن سلسلة عيون المعاصرة، بتقديم للناقد فوزي الزمرلي.
أما عن كتاب "برق الليل" الصادر في ترجمته الفرنسية في مارس 2023 عن دار الجنوب، فقد نشر بدعم من المعهد الفرنسي بتونس وذلك في إطار برنامج "عبد الوهاب المدب" للمساعدة على النشر، مما قد يساهم في توزيعه على نطاق واسع، والتعريف به خارج الحدود ولدى القراء باللغة الفرنسية في مختلف البلدان.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 263797


babnet
All Radio in One    
*.*.*