إنشاد روحي ومدائح نبوية في افتتاح تظاهرة "صوفيات"

مدائح نبوية وأذكار وإنشاد روحي بنمط "المجرد" الذي اقتصر على استعمال البندير والدف كآلات موسيقية للتغني بخصال الرسول الأكرم والاولياء الصالحين، ذلك ما تضمنه عرض "شغل" الذي افتتح مساء يوم الثلاثاء تظاهرة "صوفيات" بمركز الموسيقى العربية والمتوسطية (قصر النجمة الزهراء) بسيدي بوسعيد، لتتواصل إلى غاية يوم 15 افريل الجاري.

وقد جاء هذا العرض بإمضاء جمعية سيدي بوسعيد للمالوف والإنشاد الصوفي التي قدمت عطورا صوفية ووصلات للمالوف في أولى سهرات "صوفيات" وسط حضور كثيف من عشاق الإنشاد الطرقي والمالوف الديني.

بدائع من المقامات الصوفية وروائع من المالوف المستمدة من المدونة الغنائية التونسية الأصيلة رافقت الجمهور في سهرة تميزت بالتنوع في الإنشاد الضارب في التقاليد الصوفية التونسية والمحاكي لنفحات الشهر الكريم.

عرض "شغل" لجمعية سيدي بوسعيد للمالوف والإنشاد الصوفي قدم للجمهور شحنة روحية عبر طقوس الصوفيات والروحانيات والرقصات الصوفية التي توارثتها أجيال من مريدي الطرق الصوفية منذ مئات السنين.
وسيكون العرض التالي في تظاهرة "صوفيات" في سهرة 13 افريل مع عيساوية المرابط ببني خيار، بقيادة الشيخ جلال المرابط، وهي تعد من أعرق الفرق العيساوية بالبلاد التونسية فجذورها ضاربة في عمق التراث الصوفي الشعبي منذ أواخر القرن 17.
وتخصص السهرة الرمضانية ليوم 14 افريل لعرض "حزب المهدية" لفاضل السقا المنبثق عن الطريقة العيساوية المنسوبة للشيخ محمد بن عيسى بمدينة مكناس المغربية، حيث ينهل "حزب المهدية" من طريقته ويضيف عليها الرقصات والشطحات المناسبة للموازين والايقاعات .
أما سهرة الاختتام لتظاهرة "صوفيات" فيؤمنها بانجمي بعرضه "سينوج"، وهو مشروع موسيقي يغوص في أعماق الموسيقى الشعبية والصوفية في تونس بتصور معاصر وكتابة موسيقية تجمع بين الموسيقى الالكترونية والعزف المباشر على الآلات الإيقاعية التقليدية بمصاحبة غنائية والآتية .
وتأتي تظاهرة "صوفيات" بقصر النجمة الزهراء لتثمين التراث اللامادي للجهات، وتمكين الجمهور من إعادة اكتشافه في إطار الرؤية الفنية لمركز الموسيقى العربية والمتوسطية في المجال.