فكلما حلت المكتبة المتجولة بقريتهم "دوالة" من معتمدية تاكلسة من ولاية نابل حل معها الأمل والفرح لتنسيهم ولو لساعات غبن الواقع الذي يعيشونه باعتبار انها توفر الخدمة المكتبية بالمناطق النائية والمعزولة والوعرة التي لا يصل لها الكتاب مثل العديد من الخدمات الاخرى.

هديل بوزياني التي لم تتجاوز العاشرة من عمرها تدرس بالسنة الخامسة بالمدرسة الابتدائية بدوالة تعتبر المكتبة المتجولة فرصة لممارسة اطفال هذه المنطقة حقهم في المطالعة وتفتح لهم آفاقا جديدة امام اذهانهم للتفكير و المتعة.

كانت تتحدث عن حبها للمطالعة وانتظارها للموعد الشهري مع المكتبة المتجولة وهي تتصفح اوراق قصة شدت انتباهها معربة عن املها في توفير فرص أكثر لتشجيع الأطفال على المطالعة والاستمتاع بالقراءة لاسيما وان إحداث مكتبة عمومية بقريتها يبقى حلمها وحلم كل أطفال "دوالة" "فالكتاب لا ينبغي أن يكون حكرا على فئة معينة قادرة على اقتنائه و من حق كل الأطفال الانتفاع به بما ينمي قدراتهم اللغوية والفكرية ويوسع مداركهم"، هكذا تحدث عمر بن علي الذي يدرس بالسنة الثامنة أساسي عن حبه للمكتبة المتجولة التي تنقل المعرفة والثقافة إليهم دون مشقة أو تعب ويضيف مبتسما "الثقافة والمعرفة باتت متاحة مع هذه العربة الصغيرة بيسر" فهي تأخذهم للحظات وهم يتصفحون الكتب الى عالم جديد وفضاءات بعيدة عن والواقع.

وتغطي المكتبة المتجولة بنابل التي احدثت منذ جانفي 1980 حوالي 72 نقطة إعارة بالمناطق الريفية بكافة المعتمديات، حسب أمين المكتبة إسكندر حريقة حيث يبلغ عدد المشتركين 1235 مشتركا وناهز عدد المستعرين خلال سنة 2017 اكثر من 17125 استعارة في حين بلغ عدد الكتب المعارة 34050 كتابا.

وأضاف أن هذه المكتبة وهي الوحيدة بالجهة تتضمن رصيدا متنوعا يضم 19871 كتابا من الكتب والروايات والتراجم الفلسفية والدينية فضلا عن قصص الأطفال باعتبار انها موجهة لجميع الفئات العمرية وأكد اسكندر حريقة ضرورة تعزيز عمل هذه المكتبة بإحداث مكاتبات أخرى لاتاحة الفرصة لكل الاطفال والتلاميذ بمختلف المناطق الريفية للاستفادة بخدماتها، مشيرا الى انه رغم اقرار بعث مكتبة متجولة ثانية منذ سنتين الا انها لم تنطلق في العمل إلى حد الآن نظرا لعدم عدم توفر سائق وتبقى المكتبة المتجولة الوسيلة الوحيدة لتقريب الكتاب من التلاميذ بالمناطق الريفية النائية وترسيخ اهمية المطالعة لديهم فضلا عن مساهمتها في تنظيم التظاهرات التنشيطية والترفيهية.