المازري الحداد: أرى مستقبل تونس والنهضة في السلطة مع شيء من الحذر والحيرة

<img src=http://www.babnet.net/images/6/mezrihaddad.jpg width=100 align=left border=0>


في صمت أقرب إلى اللامبالاة والتعتيم المقصود شهر و نصف و صدر في تونس قبل انتخابات المجلس التأسيسي كتاب"الوجه الخفي للثورة التونسية" للدكتور المازري الحداد الذي كان سفيرا لتونس لدى اليونسكو إلى غاية صباح الجمعة 14 جانفي 2011 تاريخ إعلانه استقالته احتجاجا على قمع السلطة للمظاهرات الشعبية، غير أن الذاكرة الإنتقائية لم تحتفظ بهذا الموقف غير المسبوق- وإن رآه البعض تكتيكيا ومتأخرا - ومن الجلي أن عدة جهات كانت لها مصلحة في التذكير بشكل مكثف بتصريح المازري الحداد يوم 13 جانفي إلى إحدى القنوات الفرنسية واصفا المتظاهرين بالعصابة المتطرفة Horde fanatisée وبشجاعة أدبية جديرة بالاحترام كتب المازري الحداد للتونسيين وللقراء في فرنسا(صدرت الطبعة الفرنسية من الكتاب قبل أسبوعين) وجهة نظره عن ثورة 14 جانفي إذ لم تكن في رأيه "ثورة ياسمين" بقدر ما هي انقلاب مزدوج أمريكي قطري ...وفي كتابه تنبأ الحداد بفوز النهضة وزعيمها راشد الغنوشي الذي خبره مؤلف الكتاب سنوات المنفى تماما مثلما جمعته صداقة عميقة مع المنصف المرزوقي ومصطفى بن جعفر ....
في ما يلي حوارنا مع الدكتور المازري الحداد آخر سفراء بن علي في اليونسكو وأول سفير لتونس في هذه المنظمة منذ وفاة حمادي الصيد سنة 1996(ظلت البعثة التونسية دون سفير في اليونسكو من سنة 1996 إلى 2009) مع الإشارة إلى أننا أجرينا الحوار قبل إنعقاد أول جلسة للمجلس التأسيسي ...







*لم أكن ثوريا ولن أكون أبدا...
*طلبت من بن علي التحاور مع المعارضة واعتقال بلحسن وعماد...
*فرق كبير بين التوافق والإجماع...
*الخلط بين الدين والسياسة احتيال فقهي وخطأ أخلاقي...عارضت الاصولية لأنني .أخشى الله و اعشق محمد
*هذه أسباب خلافي مع راشد الغنوشي....



*توقعت في كتابك فوز النهضة، ما الذي دفعك لهذه النبوءة؟


كلا، هذه ليست نبوءة بل استشراف، فجميع الشروط كانت متوفرة لفوز النهضة في الانتخابات :
أسطورة البراءة السياسية و عدم الالتجاء إلى العنف ، وأسطورة النقاء الأخلاقي ، وشرعية الشهداء تحت حكم بورقيبة وزين العابدين بن علي، و إذا أضفنا إلى ذلك الموارد المالية ودعم الولايات المتحدة وبريطانيا وقطر فإنه لا يمكن للنهضة إلا أن تفوز في الانتخابات...

*ماذا عن دور المدونين في الثورة خاصة وأن لينا بن مهني كانت مرشحة لجائزة نوبل للسلام؟


لقد كان دور نشطاء الشبكة العنكبوتية العرب أساسيا في تنفيذ الخطة الأمريكية. ولإثبات ذلك، اعتمدت على العديد من الوثائق المنشورة و السرية من بينها مقالة طويلة كتبها أحد طلائعي مدوني الشبكة العنكبوتية المقاومين و أعني بذلك سامي بن غربية الشريك المؤسس لموقع نواة الالكتروني. وقد نشر هذا المقال قبل شهر واحد من انتحار طارق محمد البوعزيزي. و قد أبرز الكاتب و هو على دراية بما يقول ، كيف اتصل منذ 2005 الأمريكيون و حتى الإسرائيليون ببعض مدوني الإنترنت لتدريبهم على "الثورة دون العنف".
واعتمدت أيضا على كتاب الفيزيائي الجزائري أحمد بن سعادة المقيم في كندا حيث كشف أن العديد من نشطاء الشبكة العنكبوتية تمتعوا بدورات تدريبيــــــــــــــــــــــــــــة و تكوينات و دعم تقني و معدات و ذلك للدفع إلى انتفاضات شعبية دون عنف كما يقول المنظر جان شارب.

لقد تم غسل أدمغتهم من قبل طائفة CANVASالتي كانت مصدر الثورات التي حدثت في أوروبا الشرقية والتي كانت تكمن وراءها وكالة الاستخبارات المركزية.
أما بالنسبة للفتاة التي ذكرتها وهي كأصدقائها المدونون ثمرة العهد النوفمبري ، اعتقد أن الوقت قد حان لكشف حقيقتها التي تخالف ما أوردته من أساطير في كتابها الصغير حالمة بجائزة نوبل. هي لم تفهم انه منذ تم إسناد هذه الجائزة للمحامية الإيرانية شيرين عبادي تغيرت قواعد إسنادها، فهي جائزة لا تسند إلى مسلمة مثقفة و متحررة بل لجاهلة و أصولية هي توكل كرمان. هذه إشارة واضحة للتغيير الجيوستراتيجي للإدارة الامريكية


*فسرت فوز النهضة بثلاثة أسباب هي قوتها المالية ودعم الجزيرة والضوء الأخضر الأمريكي، وقد يرى البعض في هذا الموقف تجنيا على حركة أصيلة نابعة من المجتمع التونسي تعود جذورها إلى نهاية الستينات من القرن الماضي؟ لماذا تتعسف على إرادة الناخب التونسي الذي اختار النهضة حزبا قائدا للمرحلة الإنتقالية؟


لم أقتصر على هذه العوامل الثلاثة. لقد ذكرت أسبابا أخرى تاريخية ونفسية وأنثروبولوجية واجتماعية وسياسية و جيوستراتيجية.
النهضة في أصولها ليست نتاج المجتمع التونسي ولكنها إيديولوجية مستوردة. وتاريخ هذه الحركة معروف من قبل المختصين. و لا يمكن لنا اليوم أن نقول عكس ذلك . لقد كانت الإسلاموية في البداية ردا اصطناعيا ومكيافيليا على التيار اليساري ثم التيار القومي. و بعد ذلك ، أصبحت ردة فعل على البورقيبة.
أنا لا أستهجن الناخبين الذين صوتوا لصالح النهضة. فلهم أسبابهم. لكن وعلى عكس ما تقوله ، لم يتم انتخاب نواب النهضة لإدارة البلاد ولكن للمساهمة في كتابة مشروع الدستور الجديد. فانتخابات 23 أكتوبر لم تكن رئاسية ولابرلمانية على عكس الانتخابات القادمة في مصر . وأود أن أضيف كلمة واحدة عن الضوء الأخضر الأمريكي مذكرا بأنه كان
و لازال أخضرا منذ السبعينات من خلال نظرية Berezinski و علينا أن لا ننسى الدور الأمريكي في نجاح الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر ، حيث على عكس الموقف الفرنسي في عهد ميتران، كان الأمريكيون يدعمون الحكام المستبدين و يحافظون في نفس الوقت على علاقات تعاون متميزة مع الإسلامويين .

*لا يحق لي مبدئيا طرح السؤال ولكني سأفعل، لمن صوت في الانتخابات؟


رفضت أن أشارك في هذه المهزلة المكونة من 120 حزب سياسيا متنافسا تحت إشراف الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وبرعاية منظمات أميركية وأوروبية. فإن هذا الوجود المكثف و الوقح و ان كان بصفة مراقبين فإنه يمثل انتهاكا لسيادة البلاد. ومع ذلك ، فعدم مشاركتي في الانتخابات تبقى خيارا شخصيا. أنا لا أنتقد الناخبين
و قيادات الأحزاب و المرشحين الذين شاركوا في هذه الانتخابات. فهل كانت لديهم خيارات أخرى؟

*مواقفك ضد الإسلاميين معروفة ومستهجنة عند البعض كموقفك من حماس ورفضك دخول تركيا الفضاء الأوروبي ودفاعك عن البابا حين أساء للمسلمين والإسلام...لماذا هذا العداء خاصة وأنك كنت في مرحلة من عمرك قريبا من عبد الفتاح مورو وصليت وراءه؟


هناك العديد من المغالطات في سؤالك مردها دعاية خصومي ، إسلامويين و يساريين. بخصوص موقفي من حماس ، لقد أعربت عنه في جريدة لومند بعد الانتخابات التي أدت إلى فوز هذه الحركة في قطاع غزة. كنت ، ولا أزال متعاطفا مع منظمة التحرير الفلسطينية أكثر من حماس و أنا حر في ذلك.
بالنسبة لتركيا ، كنت في الواقع ضد دخولها إلى السوق الأوروبية ، ولكن ليس لنفس أسباب أعداء تركيا. بل على العكس من ذلك ، حيث أجد أنه من المؤسف والمهين لتركيا الضغط على أوروبا لدمجها في حين أن بعض الأوروبيين لا يريدون ذلك لأسباب ثقافية ودينية وحتى عنصرية. و قد كتبت مقال في صحيفة لبراسيون مفاده انه بدلا من أن تسعى تركيا إلى الالتحاق بقطار أوروبا في آخر عرباته خلف رومانيا وبلغاريا المتخلفتين كان لزاما على تركيا أن تكون قاطرة العالم الإسلامي بنزعة عثمانية متجددة و متطورة. لذا كان موقفي موقف المتعاطف الصديق لا موقف المعادي لقد كان موقفي قريبا من موقف أربكان ، سلف اردوغان المتأورب و الاطلنطي
فيما يخص البابا ، لم أدافع عنه بل انتقدته بشدة مدينا في نفس الوقت ردود الفعل الهستيرية و غير المتناسبة لبعض المسلمين الواقعين تحت تأثير الجزيرة و رسولها "مسيلمة الكذاب" القرضاوي . لقد كتبت قائلا أن البابا يجهل تماما العلاقة المعقدة بين الإيمان والعقل في الفقه والفلسفة الإسلاميين ، خاصة عند ابن رشد.
لكنني كتبت أيضا أن أولئك الذين أدانوا المحاضرة التي ألقاها البابا واحتجوا عليها لم يفهموا أن هذا الخطاب كان يستهدف فلسفة الأنوار الغربية أكثر بكثير من نقده الإسلام.
عندما نحلل هذا الخطاب بشكل جيد ، نرى أن البابا كان يستهدف أساسا أصول الحداثة الغربية والعلمانية ، وفقدان القيم المسيحية...




أما عن عبد الفتاح مورو ، فقد حضرت دروسه في مسجد الكرم في منطقتنا عندما كان يأتي لقضاء فصل الصيف في سنوات 1975-1980 ، وكنت مواظبا على الصلاة و ما زلت أتذكر سيارة رينو 12 الصفراء التي كان يركبها. كما كان هناك أيضا حسن الغضباني ودروسه المثيرة و المبكية كل يوم خميس في جامع الكرم لكن لم يكن هذان الإمامان المحاميان هما من عرفت عن قرب فقط بل إن من جمعتنى به صلات قوية و اخوية في المنفى كان راشد الغنوشي.

*كيف تعرفت على راشد الغنوشي ؟


عرفته أقل من عام بعد وصوله إلى أوروبا. كنت برفقة محمد مزالي ،الذي أعرف منذ عام 1986 ، و ذلك بعد شهرين من استقراره في سويسرا. لقد التقيت الغنوشي عدة مرات في لندن, .
لقد كانت قيادة النهضة بما فيها راشد الغنوشى تكن لى إحتراما كبيرا بسبب مواقفي المنشورة في الصحف و المنددة بالاعتقال التعسفي وتعذيب الإسلاميين . كنت من قلائل المدافعين عنهم في وقت كان العديد من السياسيين و حتى الحقوقيين يحرضون على استئصال أنصار النهضة ولهذا السبب دخلت في صراع مع بن علي. لقد دافعت عن مبدأ وليس عن تعاطف أيديولوجي.
فيما يتعلق بالإسلاموية بشكل عام ، كان موقفي واضحا دائما : فانا كمؤمن ومسلم ، أعتقد أن التشابك و الخلط بين الدين والسياسة خطأ أخلاقي و احتيال فقهي. لهذا فإن سبب مواجهتي للإسلاموية ليس العلمانية بل الايمان بالله
و بالرسالة المحمدية. أنا مع إبن رشد و ضد الغزالي و مع إبن عربي و ضد إبن تيمية و مع على عبد الرازق و ضد حسن البنا.
في توجهي العام هناك نقاط أتقاسمها مع الإسلاميين و لكني في مستوى قاعدة تفكيرهم أختلف معهم تماما. عارضت الاصولية لأنني .أخشى الله و اعشق محمد هم يدركون ذلك جيدا



*كيف ترى تونس والنهضة في السلطة ؟ ألا ترى في استحضار النموذج الإيراني ظلما لهذه الحركة ؟ أليست أقرب إلى النموذج التركي الذي استفاد من فكر راشد الغنوشي كما يردد زعماء النهضة اليوم ؟


ككل التونسيين أرى مستقبل تونس والنهضة في السلطة مع شيء من الحذر والحيرة. علمتني الحياة أن حقيقة رجل السياسة لا تكمن في تصريحاته أو في وعوده بل من خلال أفعاله و انجازاته و هذا ينطبق على الإسلامي كما ينطبق على الماركسي أو الليبرالي أو الحقوقي...لا بد من ضرورة التنصيص أخيرا على الفرق بين التوافق السياسي و الإجماع. أعتبر التوافق السياسي ظاهرة ايجابية في العملية السياسية أما الإجماع فيغيب كل الظواهر الصحية للممارسة السياسية من نقد وجدل و اختلاف. الإجماع يفتح أبواب الكليانية... هكذا ترسخت الديكتاتورية من 1987 إلى 1990 بعد إجماع مختلف الحساسيات السياسية و الحقوقية على بن علي بما فيهم الإسلاميون و اليساريون و الحقوقيون لذلك يجب الحذر و هذا هو دور المعارضة و المجتمع المدني و الإعلام و خاصة الشباب الذي يتطلع إلى عالم أفضل.
أما عن استحضار النموذج الإيراني فلم أقارن الوضع في تونس بالتجربة الإيرانية التي أنتجت حكما تيوقراطيا ديمقراطيا لأن العملية الانتخابية في إيران بلغت مراحل من الديمقراطية متقدمة مقارنة بالعالم العربي... هل تعلم أن المستشرق لويس قارديه عرف النظام الإسلامي في كتابه الاسلام 1967 بهذه المفارقة بل قال أن نظام الحكم في الإسلام هو تيوقراطي علماني و متعادل...الثورة الإسلامية أقامت النظام الإسلامي في إيران بينما تفتقر حركة النهضة لهذه الشرعية الثورية في تونس....
أما بالنسبة إلى النموذج التركي فيجب التذكير بان حزب العدالة التركي لم يختر أن يكون كما هو بل فرض عليه التأقلم مع أسس الدولة التركية و مقتضياتها. الجمهورية التركية علمانية بمقتضى الدستور و التاريخ والجيش التركي من أوكد مهماته هي الحفاظ على علمانية الماسوني مصطفى كمال. إن وصول حزب العدالة إلى الحكم كان في إطار ديمقراطي متجذر في الحياة السياسية التركية منذ عقود في حين تفتقر تونس إلى ابسط مقومات الحس الديمقراطي ناهيك أن غطرسة حزب العدالة و التنمية تواجهها و تعدلها معارضة الحزب الجمهوري الشعبي الذي أسسه كمال أتاتورك سنة 1923. أما الحزب الحر الدستوري الذي أسسه الزعيم بورقيبة سنة 1934 و الذي كان يمكن أن يلعب نفس دور الحزب الجمهوري في تركيا فوقع القضاء عليه و استئصاله و كأنه حزب فاشي أو نازي بالرغم من انه هو حزب الاستقلال و الحزب الذي أسس الدولة الحديثة وعمم التعليم و قاوم التخلف الاقتصادي

*كلام كثير يقال عن سبب تدهور علاقتك براشد الغنوشي رغم أنك زرته في إقامته بلندن.ماذا حدث بينكما يمكن كشفه ؟


لقد التقيت عدة مرات براشد الغنوشي و ليس فقط في لندن...من الناحية الإنسانية، ليس لدي أي مؤاخذة عليه. انه دمث الأخلاق، متواضع ومثقف و كريم. لم يكن لي معه خلافات شخصية ولكن كنت على خلاف مع البعض من مساعديه، الذين انفصلوا عنه في ما بعد. و كما قلت من قبل ، ليس لي مشكل مع الإسلاميين كأشخاص وإنما لي اعتراضات على الإيديولوجيا الإسلاموية. وقبل أن يكون الخلاف معهم سياسيا، فانه اختلاف قائم على أساس فلسفي وفقهي بحت. فحتى بعد تعييني في اليونسكو ، واصلت اللقاءات السرية في باريس مع بعض رموز النهضة وهم يعلمون ذلك. لقد كنت دائما أفرق بين الرجال و بين آرائهم السياسية ساعيا دائما الى المصالحة الوطنية.

* نريد العودة إلى الساعات الأخيرة في علاقتك ببن علي... أنت قمت بالشيء ونقيضه، دافعت عن بقاء بن علي إلى آخر لحظة لأن تونس كانت مهددة في نظرك ووصفت الثوار بالعصابة المتطرفة ثم أعلنت استقالتك ودعوت إلى اعتقال بلحسن وعماد الطرابلسي؟


لم أدافع عن النظام بل دافعت عن استقرار الدولة واحترام الممتلكات العامة والخاصة. لم اصف المتظاهرين بالعصابة المتطرفة بل الفئات الفوضوية و المحرمة التي حرقت المستشفيات و المدارس و نهبت الأملاك العامة و الخاصة

أعلم أن الجميع يدعون اليوم للثورية ، تلك ليس قضيتي. لم أكن ثوريا ، و لن أكون أبدا. فضلت دائما إجراء إصلاحات تدريجية علي الثورات و على العنف... إن نقيض الثوري ليس حتما الرجعي بل الإصلاحي و قبل أن يكون سياسيا هذا موقف فلسفي فعند أفلاطون، تعاقب الأنظمة لا يسير دائما في اتجاه الأسوأ إلى الأفضل، يل بالعكس وعنده كما عند أستاذه سقراط ، الديمقراطية هي التي تنجب الاستبداد، فكل الثورات الكبرى للبشرية أنجبت أنظمة قمعية وإجرامية. هذا لن يحدث في تونس لأنه لم تكن هناك ثورة بالمعنى الكلاسيكي. طيلة سبعين سنة كان سقراط يؤطر الشباب و يحرض الناس ضد الأنظمة الديكتاتورية الحاكمة آنذاك و من المفارقات انه أعدم في حكم أول ديمقراطية يونانية لذلك كره أفلاطون الديمقراطية اليونانية و تبرأ منها و لنفس الأسباب أعشقها بحذر.
حتى أعود إلى سؤالك وبناء على المعلومات الرسمية التي كانت تصلني من تونس كنت أعتقد أن الفوضويين والمتطرفيين كانوا وراء هذه الأحداث. وعندما بدأت أتلقى معلومات أخرى من قنوات غير رسمية ، قلت لزين العابدين بن علي ، أي في 10 جانفي ، أنه يجب منع قوات الأمن من إطلاق الذخيرة الحية على المتظاهرين وفتح الحوار مع أحمد نجيب الشابي ومصطفى بن جعفر و الأمر باعتقال بلحسن وعماد الطرابلسي.

* ما حقيقة المكالمة الهاتفية مع بن علي في 10جانفي؟ وماذا قال لك بعد استقالتك؟


ما قلته لك في الحين، قلته لزين العابدين بن علي يوم 10 جانفي. و نشرته في صحيفة لومند الفرنسية. لم أتصل به بل هو الذي أتصل بي. اقترحت عليه خطة للخروج من الأزمة في ست نقاط ، بما في ذلك الثلاثة التي ذكرتها لكم.
لم أتصل به بعد اعلان استقالتي. كان ذلك في 14جانفي علي تمام الساعة 7:30 صباحا. لقد أرسلت له استقالتي قبل نشرها إعلاميا. حيث بادر للاتصال بي هاتفيا على الفور لإقناعي والتوسل لي بعدم القيام بذلك. طالبا مني العودة فورا إلى تونس قائلا بأنه يسيطر على الأوضاع وأن شيئا خطير جدا حدث و أن تونس كانت مهددة، و أضاف أنه في كل الحالات سينفذ ما نصحته به يوم 10 جانفي ، وأن ما من شيء سيبقى كما كان من قبل ، و أنه أقال من كانوا يدعونه نحو الأخطاء لسنوات سابقة ، و أنه سيلقي كلمة مهمة جدا في المساء. لكني قررت الاستقالة، وهو ما كنت أفكر فيه منذ أسبوع. و يعود اتخاذي هذا القرار الحاسم إلى سقوط ضحايا جدد في اليوم الذي سبق استقالتي و أربعة أيام بعد أن طلبت منه إيقاف قمع المتظاهرين.

* هل صحيح أن عبد الوهاب عبد الله هو الذي عطل تعيينك سفيرا لتونس في اليونسكو من 2002 إلى 2009


نعم ، هذا صحيح تماما ، ولكن عبد الوهاب عبد الله لم يكن الوحيد الذي يعارض تعييني. كان لي العديد من الأعداء داخل القصر و داخل التجمع الدستوري الديمقراطي. هؤلاء لم ينسوا أبدا ماضي كمعارض وخاصة عدم انضمامي مطلقا إلى الحزب الحاكم ، حيث كنت دائما في نظرهم شخصا غير مرغوب و غير موثوق به. و أستطيع أن أقول لكم أنهم لم يكتفوا بمحاولة تخريب ترشيحي لليونسكو ، بل أنهم رفضوا دخولي كأستاذ في الجامعة التونسية ، و هو حق أساسي نظر لما أحمله من شهادات و ما أتمتع به من خبرة جامعية و دراسات عديدة.و يمكن لمن يريد التحقق من ذلك أن يتقصى الأمر لدى وزارة التعليم العالي حيث ينام ملفي منذ عام 2001. نعم يمكن للمدونة الشابة التي ذكرتها أن تدرس في الجامعة رغم عدم حصولها على شهادة الدكتوراه أما أنا الحاصل على أكثر من شهادة جامعية و الدكتوراه من جامعة السوربون فلا أستحق التدريس بالجامعة التونسية

*ما سر الصفقة التي عقدتها مع بن علي للعودة في أفريل 2000؟ وهل صحيح أن البشير بن يحمد ومحمد المصمودي هما اللذان هندسا لهذه العودة؟


لم يكن هناك أي صفقة أو اتفاق مع بن علي ولكن مجرد سلسلة من الأحداث دفعتني تدريجيا إلى أن أكون أقرب إلى الحكومة مني للمعارضة.
صحيح أن البشير بن يحمد ومحمد المصمودي لعبا دورا في عودتي إلى تونس في أفريل 2000 و عليك أن تسألهما حيت لا يزالان على قيد الحياة. ما يمكنني أن أقوله لكم هو أن قرار ترك المنفى بعد 12 عاما من المعارضة هو قرار شخصي لم يجبرني أحد على اتخاذه . كان بإمكاني أن أواصل معارضة بن علي 20 عاما أخرى، ولم يكن بإمكاني الاستمرار يوما واحدا مع المعارضة الانتهازية الاقصائية في أغلبيتها. لقد فقدت الكثير من الوقت والطاقة في هذه المعارضة. أهملت دراستي وضحيت بوظيفتي الجامعية في فرنسا و بحياتي الشخصية.
ابتعدت عن المعارضة عام 1997 للتفرغ لأطروحة الدكتوراه ، وتنظيم حياتي الخاصة. وبفضل محمد المصمودي ، كان يمكنني أن أعود إلى تونس في نفس السنة لكنني فضلت الانتظار من اجل العثور على وظيفة في فرنسا كي لا أخضع لإغراء وظيفة سياسية كانت محتملة في تونس...


*هل صحيح أنك توسطت لدى بن علي لعودة محمد مزالي؟ ولماذا ساءت علاقتك بمزالي في ما بعد كما يردد البعض؟


خلال لقائي الأول مع بن علي في أفريل 2000 ، بعد أيام من وفاة بورقيبة ، تحدثت إليه عن العديد من المنفيين : محمد مزالي وأحمد بن صالح و أحمد المناعي و عبد المجيد بودن و أحمد بنور و علي السعيدي ومنذر صفر و سليم بقة وحتى بعض الإسلاميين. وتكلمت أيضا عن مصطفى بن جعفر والمرزوقي ، و قد زرتهما في منزليهما يوم اللقاء مع بن علي لأقول لهما إن هناك فرصة للحوار معه لأنني كنت آمل و احلم بتحقيق مصالحة وطنية
للتاريخ في موضوع محمد مزالي كان أحمد القديدي أول من تكلم مع بن علي ، حيث أنه ترك المنفى سنة 1999 أي قبل عام واحد من عودتي لتونس...
من قال لك بان علاقتي ساءت مع المرحوم محمد مزالي؟ هذا غير صحيح ؟
صلتي بمحمد مزالي بقيت حميمة حتى موته ، و أنا سفير في دولة بن علي ، حضرت رفع جثمانه في مطار أورلي إلى تونس و قد خصني المرحوم في مذكراته بلطف و عناية إذ تحدث عني كأحد أبنائه فضلا عن كوني كنت أول تونسي دافع عنه منذ بداية منفاه عام 1986...من فعل ذلك آنذاك ؟

*كنت من أشرس معارضي بن علي في بدايات حكمه وكانت لك علاقات واسعة برموز المعارضة رجال السلطة الجديدة بعد انتخابات 23 أكتوبر وأعلم بأنك قدمت المساعدة لعدد منهم فهل لقيت منهم اليوم ما كنت تتوقع على المستوى الإنساني؟ وأضرب مثلا على ذلك المرزوقي وبن جعفر وأحمد نجيب الشابي؟


كنت فعلا أول من عارض بن علي وفي ذلك الوقت (1987-1989) لم نكن عديدين. كان هناك محمد مزالي وأحمد بنور و أحمد القديدي و أنا شخصيا. وكان جميع الآخرين لا يزالون على علاقة جيدة مع النظام. فيما بعد دافعت عن المنصف المرزوقي و مصطفى بن جعفر و حمة الهمامي وراضية نصراوي و سهام بن سدرين والإسلاميين. وكان الأقرب مني بن جعفر و المرزوقي. بعد انتخابات 23 أكتوبر، لم أطلب شيئا من أحد.
فيما يتعلق بأحمد بنجيب الشابي ، يؤسفني أنني لم أتعرف عليه جيدا. و قد شعرت بأنني قريب جدا منه بعد أحداث جانفي 2011. لقد فاجأني باعتداله ومواقفه الوطنية والمسؤولة مما جعلني أرى فيه خصال رجل الدولة...

*أصدرت "الجرأة" رفقة سليم بقة ثم انفصلتما لتصدر "صوت الجرأة" التي توقفت سريعا. ماذا تقول عن هذه التجربة وهل تفكر في استئناف تجربة إصدار دورية من تونس هذه المرة خاصة بعد أن أصبح الإعلام حرا؟


كانت تجربة" الجرأة" مثيرة ومبهجة. كانت وليدة فكرة سليم بقة الذي أقنعني بتأسيس هذه الصحيفة معه. في البداية لم أكن متحمسا لأن هناك تجارب سابقة لم تعش طويلا لأسباب مادية و أخرى سياسية. كانت هناك نشرية "لنواجه" ، بمبادرة من محمد مزالى و رشيد عزوز وأحمد القديدي. و كانت هناك "الحقيقة" أسستها بنفسي وكان عنوانها في بروكسل.
إثر خلاف مع سليم بقة لا أريد أن أعود الى تفاصيله أثارته عناصر من أمن الدولة و بعض المعارضين التونسيين المناورين ، انفصلت عن "الجرأة" لبعث "صوت الجرأة" التي توقفت بعد العدد الثاني وبقيت على علاقة طيبة مع سليم بقة. وقررت بعدها أن أكرس نفسي لكتابة أطروحة الدكتوراه . اليوم ، ليس لدي أي نية لإطلاق صحيفة في تونس فما هو موجود كاف.
هناك صحف ممتازة في تونس وأخرى تغيرت لغتها دون أن تتغير عقليتها. الأمر يتطلب بعض الوقت ا لتعتاد الصحافة التونسية على الأجواء المنشطة للحرية.


*مارأيك في التلفزيون العمومي


لا أحمل فكرة إيجابية عن التلفزيون الوطني، فمنذ جانفي 2011 ، شاهدت وسمعت برامج مخجلة. لقد إنتقل هذا التلفزيون من العبودية الشخصانية إلى الإفراط الثوري و الشعبوية ليعود الى عبودية جديدة. أصبحت القناة الوطنية نسخة رديئة من قناة الجزيرة الرجعية المتلحفة بثياب التقدمية و للتذكير فمن سنة 2000 الى سنة 2010 لم احضى ولو لمرة واحدة بالمشاركة في حصة برنامج .تلفيزوني في القناة الوطنية..

* لماذا هذا العداء للجزيرة و لقطر؟


لأنها كاذبة و خادعة و لأنها ابتعدت كثيرا على مهمتها الإعلامية الأصلية لتصبح وسيلة لضرب الوطن العربي و تفكيك أوصال الأمة خدمة لأجندة الإدارة الأمريكية و بطبيعة الحال فإن هذا المشروع يندرج ضمن مقترح الشرق الأوسط الكبير الذي نقح وأصلح من قبل "صديق" المسلمين ، باراك حسين أوباما. قطر لعبت دورا رئيسيا في التعبئة الإعلامية و التشهير و التزوير المفضوح للحقائق و إن لم تساهم إلا إعلاميا و ماديا و ديبلوماسيا في الأحداث التونسية فإنها ساهمت ميدانيا و عسكريا في الإطاحة بالنظام الليبي و تسعى الآن لنفس الشيء مع سوريا و ربما الجزائر في المستقبل القريب في وقت يتم فيه التعتيم عما يجري في البحرين ...
ليس لي عداء مع الشعب القطري الشقيق و لكني أستنكربشدة التوجهات السياسية المزدوجة و المتناقضة لقطر فتحت شعار الرأي و الرأي الأخر لعبت الجزيرة دورا حقيرا في الإطاحة بنظام صدام حسين و تعاملت بخبث و ذكاء مخابراتي مع بن لادن و عصاباته و زرعت العداوة بين منظمة التحرير الفلسطينية و حركة حماس وبكت بكاء التماسيح أثناء مجزرة غزة و في نفس الوقت يتواصل أمراؤها مع حكماء صهيون سرا و علنا فقطر تتظاهر بدعم الإخوان الفلسطينيين لكنها في نفس الوقت تزود إسرائيل بالغاز و تساهم في إنشاء المستوطنات و في دعمها للحركات الاحتجاجية في الوطن العربي انحياز إعلامي ومادي مفضوح للأصولية و الحركات السياسية الإسلامية في حين تغيب سائر الحساسيات الأخرى من يسار و قوميين.
بعد زعامة عبد الناصر و زعامة بومدين و زعامة صدام ها قد حان زمن زعامة امارة قطر البدوية التي تقول عن الزمان به فساد بل هي التي فسدت و ما فسد الزمان انظر و تامل فيما يحدث الان في سوريا و في الدور العميل الذي تلعبه قطرائيل في تدمير أخر نظام قومي عربي في المنطقة


*اعتبرت كتابك الصادر مؤخرا في تونس وفرنسا آخر فعل سياسي تقوم به وستصمت نهائيا بعد ذلك. ما هي دواعي هذا القرار؟


لا ، ليس هذا هو الأخير إنما ما قبل الأخير. ففي الكتاب القادم أنوي كشف بقية الحقائق التي كتمتها قصدا في "الوجه الخفي للثورة التونسية"، بعد ذلك ، سيكون لدي الوقت لكتابة مذكراتي. على الرغم من أني لم أتجاوز الخمسين أعتقد انه قد آن الأوان لتولي الشباب المشعل والمسؤولية فتونس لا تخلو من الكفاءات و الطاقات الحية.
لن ولم أصمت إلى الأبد إلا إذا غيبني الموت، لكن كلما دعاني الواجب الفكري و الوطني و العربي سأعود إلى إبداء رأيي في القضايا الرئيسية والتهديدات التي تواجه تونس والعالم العربي و الإسلامي، سوريا و الجزائر مستهدفتان وإيران مهددة بعدوان صليبي صهيوني و إن تغير العالم و انقلبت المفاهيم و اضمحلت القيم فسوف أدافع عن سوريا و عن الجزائر و عن إيران كما دافعت عن العراق منذ 1991


*لماذا لم تعد إلى تونس منذ انتصار الثورة المباركة ؟


بعد الانتفاضة الاجتماعية التي باركها القرضاوي و بن لادن قبل اغتياله المبرمج قررت البقاء في باريس لتحرير الكتاب الذي بين يديك و قلت لن تطأ قدماي أرض تونس قبل نشر الكتاب . و الان و قد تم ذلك قبل الانتخابات ، سوف أقرر متى أعود إلى ارض الوطن. هذه ليست الأولوية بالنسبة إلي الآن . الأولوية هي لرعاية عائلتي.

*هل لديك تواصل مع السلطة الحالية(حكومة الباجي قايد السبسي)؟


لا ، ليس لدي أي اتصال مع الحكومة الحالية. آخر اتصال يعود إلى مارس الماضي و كان مع سي الباجي قائد السبسي . كنت أعرفه قليلا خصوصا في الحلقات الدراسية والندوات التي نظمتها مجلة "حقائق".

*ماذا قال لك الباجي قايد السبسي في مكالمته الهاتفية؟


أشياء أفضل الاحتفاظ بها ستكون في مذكراتي و على أي حال ليس فيها ما يشد انتباه الرأي العام اليوم. هناك ما هو أكثر أهمية وأكثر خطورة من محادثة هاتفية بينني و بين سي الباجي.

* ماذا تقول عن كمال مرجان الذي عملت معه أيام كان في الخارجية وكنت سفيرا في اليونسكو؟ البعض يراه رجل دولة وآخرون يعتبرونه إمتدادا لنظام إنتهى؟


أحمل تقديرا عاليا لكمال مرجان. قبل أن تأتي"الثورة" أو يؤتى بها لتغيير المشهد السياسي التونسي و العربي بصفة عامة ، وعندما كان مستقبل تونس يترنح بين ليلى الطرابلسي أو صخر الماطري كان كمال مرجان خيارا واضحا. كانت هناك مؤامرة كبرى ضد تونس تتمثل في انتقال السلطة من الزوج إلى زوجته أو إلى صهره..
لقد كان مرجان في نظري أفضل خلف بسبب تكوينه الجامعي، و مسيرته الطويلة في هيئات الأمم المتحدة كمسؤول عن التدخلات الإنسانية في إفريقيا و غيرها ، فضلا عن صفته كمناضل غيور في الإتحاد العام لطلبة تونسUGET فهو بهذه التجارب كان بإمكانه أن يدخل تونس فورا في الإصلاحات الديمقراطية والاجتماعية والاقتصادية التي كانت ضرورية و حيوية.
ليس كل ما في النظام السابق كان فاسدا و يجب اقصاؤه. بعض الوزراء الذين خدموا البلاد تحت بورقيبة وبن علي كانوا شرفاء وأكثر تقدمية وديمقراطية من بعض الديمقراطيين أو نشطاء حقوق الإنسان.


*كيف تعلق على الموقف الفرنسي من تونس الثورة خاصة وأن لك علاقات واسعة بحكومة ساركوزي؟


في البداية، قامت الحكومة الفرنسية بالخطأ نفسه الذي قمت به ، مع فارق أن الموقف الرسمي لفرنسا عندما استقلت من اليونسكو ، كان لا يزال مؤيدا بشكل واضح لبن علي. لم يكن الفرنسيون يعرفون بعد إن الأمور أصبحت لا رجعة فيها نظرا للمشاركة الضخمة للولايات المتحدة في العملية الثورية. الفرنسيون كانوا مثلي يعتقدون بأن بن علي صار ضعيفا بما فيه الكفاية لقبول الحوار مع المعارضة والبدء فورا في الإصلاحات اللازمة. لم يكونوا على خطأ ، لكنهم كانوا لا يعرفون أن هدف الأميركيين لم يكن الانتقال السلمي إلى الديمقراطية في تونس و غيرها و لكن بث الفتنة الكبرى أي الفوضى الخلاقة كما سماها المحافظون الجدد.


كلمة أخيرة عن الربيع العربي و هل ل كان تعتذر للشعب التونسي؟


اعتذر لماذا ؟
هل لأني اخترت الإصلاح التدريجي عوضا عن الثورات الوهمية و المفتعلة ؟ هل لأني بقيت مخلصا للوطن بدل الهرولة إلى أمريكا و قطر ؟
هل لأنني أدركت منذ جانفي أن تونس مستهدفة و من خلالها الأمة العربية ؟

بدلا من الاعتذار علي أن أجدد تعازي لعائلات الشهداء الذين ألقت بهم الجزيرة و بعض المدونيين في الشوراع و تحت رصاص قوات الأمن و الذين انتفضوا ضد الفقر و القهر و الفساد

إما عن الربيع العربي فانا في انتظاره بعد تحرير فلسطين و خير ما اختم به هذا الحوار ما يقول الحق في كتابه العزيز: لن ترضى عنكم اليهود و النصارى حتى تتبع ملتهم


حاوره:محمد بوغلاب
جريدة اليوم



Comments


68 de 68 commentaires pour l'article 41491

Hamid  (France)  |Jeudi 24 Novembre 2011 à 10:06           
Je viens de lire ce dernier commentaire et je suis vraiment dégouté par cette affaire. mais pourquoi l'auteur de ce commentaire ne nous dit-il pas le véritable nom de ce virus ou fattan qui s'est fait passer pour ons mzali et qui a aussi signé l'audacien ? ce type est une véritable et le devoir de ceux qui ont découvert son identité est de révéler son identité. pourquoi , parce qu'il ne doit pas être à son premier coup et parce que
s'il n'est pas dévoilé, il va continuer. en tout cas ons mzali a le droit de savoir qui de france a utilisé son nom alors qu'il était en tunisie, ce que la de fattan ignorait.

Suite et Fin  (France)  |Jeudi 24 Novembre 2011 à 00:13           
On va commencer par faire une synthèse. d'abord un interviewe explosive où on apprend des choses inconnues sur mazri haddad et une analyse digne d'intéret. ensuite une première série de commentaires aboyeurs, staliniens et intégristes. puis une réplique massive des défenseurs de haddad. puis subitement un virus qui intervient pour déclencher la fitna qui se sert de deux pseudoymes : ons mzali et l'audacien. pourquoi ons mzali? parce que le
virus sait que mazri haddad a déposé plainte contre ons mzali dès mars dernier pour calomnie et incitation au meurtre. l'affaire suit d'ailleurs son court. pourquoi l'audacien et la republication d'un vieux article de l'audace, parce que le virus sait que baga et mazri se sont réconcilié depuis avril. virus a donc voulu faire réagir les défenseurs de mazri contre ons mzali qui existe réellement et aussi pour casser les relations entre baga
et mazri. j'ai bien analysé tout cela et j'ai deviné l'identité de virus. je lui ai donc adressé un premier message signé koukou sami suffisament clair pour qu'il comprenne mais comprenant une petite désinformation volontaire sur son origine sfaxienne. c'était uniquement pour laisser le virus dans le doute, une technique que j'ai apprise de lui. c'est dans le second message plus clair signé mzali bis qu'il fallait qu'il sache qu'il est
dévoilé. virus allias faux ons mzali a commis une erreur de casting. ceux qui se croient très intelligents commettent toujours des erreurs. il a aussi écrit que baga a écrit que mazri avait un salaire de 3000 euros. au fait baga a écrit plusieurs fois que mazri avait un salaire, comme d'ailleurs mazri a écrit que baga avait un salaire des services français. mais baga n'a jamais écrit 3000. voilà j'espère qu'avec ce dernier commentaire, virus
plus connu dans son quartier sous le nom de fattan, a compris que les masques finissent toujours par tomber. c'est vraiment très degueulasse de faire cette manipulation contre ton "ami" mazri. ton papa allah yarhmou wi naamou, qui était un grand homme, ne doit pas être fier de son fils.

à"bravo fattan"  (Tunisia)  |Mercredi 23 Novembre 2011 à 15:27           
Je, ons mzali, m'adresse à l'auteur du message "bravo fattane" qui apparemment connait l'identité de la personne qui a usurpé mon nom et a écrit le commentaire d'où tout est parti. je vous en conjure, envoyez moi donc un message et dites moi qui c'est...je veux vraiment savoir qui a essayé de me faire un coup fourré en se faisant passer pour moi. je m'occuperai ensuite des reliquats du système ben ali qui croient avoir une "fiche" sur
moi, et qui avancent des "données" aussi vraies que l'auteur de mon prétendu message, mais pas de précipitation, une racaille à la fois :-)

Barak obama :)  (Poland)  |Mercredi 23 Novembre 2011 à 13:32           
Merci d'avoir démasqué cet usurpateur ou usurpatrice (dans le message du prétendu ons mzali "sûre de soi" est employé au féminin)

quant aux autres relayeurs de la propagande "benalienne" sur feu mohamed mzali, je vous conseille de revoir vos sources, car l'histoire, elle, retiendra de mohamed mzali (allah yarhmou) , le tunisien patriote et intègre, entièrement dévoué à son pays.

Bravo Fattane  (France)  |Mercredi 23 Novembre 2011 à 11:07           
Ya fattane tu as bien réussi ton coup. tu as pris le nom de ons mzali pour poignarder ton "ami" mezri haddad dont les vrais amis son tombés dans le panneau en s'attaquant à toute la famille mzali y compris le marhoum. te voilà satisfais. d'une seule pierre plusieurs coups. c'est bien fait pour sa ce mezri qui t'as aidé plus que tous les autres de ta génération y compris celui qui écrit ce commentaire et qui te connais comme personne
d'autre, qui connais tes coup bas et tes trahisons. tu n'es pas seulement l'auteur du commentaire que tu as signé du nom de ons mzali. tu as aussi reproduit un article de slim baga en signant l'audacien. tu voulais aussi allumer le feu entre haddad et baga car ils sont redevenu amis et car tu as aussi un compte à régler avec slim. qu'est ce que tu es bas, laid et pervert. refait ça encore une fois et je te le jure que je rende publique tout
sur toi. a ce moment la les gens auront intéret à se boucher le nez tellement c'est dégeulasse

Vérité quand tu  (France)  |Mardi 22 Novembre 2011 à 18:55           
Fiche ons
grand père, papy mohamed mzali: ministre du dictateur de 1958 à 1986,
parti en suisse avec la caisse de l'état tunisien. exil doré en genève
paris et douha.
grande mère, mamy fathia: haut responsable dans la dictature de 1958 à
1986, connue comme femme très avare qui nourrit ses bonnes avec de
l'huile et de la harissa et un bout de pain ancien.
papa, moktar mzali: ancien pdg de la styl, société étatique qui a fait
faillite en 1986.
maman: très secrète, rien à signaler.
tonton, rifat daly: médecin qui n'a jamais fait le métier, nommé par
mzali grand patron de la santé publique, liquidateur de l'ugtt en
1984-85, cerveau du complos de la blouse blanche contre bourguiba, franc
maçon, sarkozyste.
tata, sarra: sympa, sans diplomes, mariée à un juif américain.
ons mzali : éternel étudiant, doberman sur internet, chaton dans la rue,
ex sympatisant islamiste militant du cpr, mène la belle vie à versailles
grace à l'héritage de papy.


Koukou sami  (France)  |Mardi 22 Novembre 2011 à 15:48           
Quelqu'un t'a reconnu et il m'a appelé pour te dire que tu devrais t'occuper à soigner les furoncles et les varices. comme tous sfaxien qui se respecte, tu devrais continuer à te faire du fric. c'est tous ce qui compte pour vous autres. laisse la politique aux hommes et aux patriotes. c'est fini la révolution qui a offert le pouvoir aux islamistes et qui a sacrifié l'honneur des tunisiens pour les qataris.

Cessez  (France)  |Mardi 22 Novembre 2011 à 15:40           
Je veux rejoindre la personne qui a demandé qu'on arrête la haine et la méchanceté. arrêtez cette polémique indigne et allez régler vos comptes ailleurs. on s'en foue de ce qu'à fait mohamed mzali et mezri haddad. l'interview très importante de haddad aurait dû impulser un débat positif et constructeur. l'équipe de babnet a très bien fait de la publier mais elle devrait empecher certaines réactions de personnes qui ne savent qu'insulter
même les morts. c'est honteux.

C'est vieux  (France)  |Mardi 22 Novembre 2011 à 15:25           
Qu'est ce que tu nous sort là audacien. c'est vieu tous ça. sympatisant islamiste à cette époque, collaborateur dans audace auparavant, j'ai bien connu cette période. s'était l'époque que hadded essayais une réconsiliation nationale, je suis rentré en tunisie grace à lui. et l'époque où les chammariens, les jendoubiens, les bennouriens, les houciniens, les daliliens, vendaient la tunisie aux sionnistes et à la dst.

Justice  (France)  |Mardi 22 Novembre 2011 à 13:29           
Il n' y a pas haine et pas méchanceté. je suis ok avec mzali bis. justice, justice, justice. qu'il est mort ou vivant, celui qui a pris l'argent du peuple doit le rendre au peuple. les milliards que zaba a donné à mohamed mzali ces héritiers doivent le rendre pour aider les pauvres de sidi bouzid, de kasserine de mitlawi. point final. ça c'est la justice sur terre. pour les morts de janvier 84, la justice du ciel s'occupe de mzali. point
c'est tout.

Contre haine  (France)  |Mardi 22 Novembre 2011 à 13:13           
J'ai fini la lecture de ce interview intéressant et d'un grand niveau puis j'ai commencé la lecture des premiers commentaires et je me suis dit pourquoi tant de haine et de méchanceté contre un mohamed mzali qui est mort et qui était un homme honnete et contre un mezri haddad dont je connais personnellement la situation en tunisie et en france. tout ce que son ex ami slim baga disait sur lui était mensonge et c'était de bonne guère. est ce
que ons mzali sait que mezri haddad a été le premier et le seul tunisien à le défendre contre les calomnies que je lis encore aujourd'hui ici même? est-ce qu'il sait qu'il lui est resté fidèle jusqu'à la fin de ces jours? est-ce qu'il a lu les mémoires de son grand père et ce que le défunt dit sur mezri haddad ? que dieu te pardonne ya ons et rabbi yahdik.

Mzali  (France)  |Mardi 22 Novembre 2011 à 12:18           
A ons mzali, je veut dire que j'ai connu son grand père comme j'ai connu mezri haded. tu es le fils de moktar mzali et le petit fils de mohamed mzali qui a été toute sa vie au service de la dictature de bourguiba et qui a voulu affamer le peuple en doublant le prix du pain et qui a donné l'ordre à la police de tirer sur les manifestants en janvier 1984 et qui ont fait 230 morts. c'est ton grand père qui a appelé zaba et l'a nommé au
ministère de la répression et de la torture. c'est lorsque ton grand père était premier ministre du dictateur bourguiba que les pires atteintes aux droits de l'homme ont été commis contre les islamistes. c'est à la même époque que cheik rachid ghannouchi et la direction de nahda ont été jeté en prison. alors qu'on t'on a un passé comme ça il faut apprendre se la jouer révolutionnaire. surtout que c'est papi mzali qui te payait tes études et
ton appartement avenue de versailles avec l'argent qu'il a volé au peuple tunisien. bourguiba, mzali, haded...tous pourris.

Ons Mzali  (France)  |Mardi 22 Novembre 2011 à 10:55           
Ce mezri haddad ose encore donner des leçons aux tunisiens? rappelez vous comment il nous a traité de hordes avant de retourner sa veste. si zaba n'a pas pris la fuite et est encore président, suis sure que haddad serait en train de donner des interviews sur sa fidélité à zaba.
notre ami slim bagga a révélé que mezri haddad a eu un terrain de zaba et avait un salaire de 3 000 € en france avant sa nomination d'ambassadeur qui le servaient comme traitement. il a vendu son indépendance pour l'argent et un terrain à carthage

Homme estimable  (France)  |Mardi 22 Novembre 2011 à 00:21           
Ce mezri haddad aurait pu faire comme tout le monde: mohamed ghannouchi, béji essebsi, fouad mbazza, kamel ltaief, hamed karoui, hakim karoui, houas, kamel nabli, mabrouk, chiboub, matri, jilani,...tous ses proches de ben ali et de sa famille qui se sont mis à parler de la grande révolution, des malheureux martyres, de la démocratie et de la liberté. si je crois sa biographie sur wikipédia, il a pourtant plus d'atous et de points positifs en sa
faveur que ces personnes.pas seulement il n'a pas fait comme eux mais il a choisi de dire la vérité que certains savent et que d'autres ne veulent pas entendre. rien que pour ça, haddad est un homme estimable.

Pour Mourad  (France)  |Mardi 22 Novembre 2011 à 00:07           
Mourad, c'est toi qui devrait être interrogé par un juge et non pas cet intellectuel patriote et courageux. si tu as plus de 50 ans, tu dois être interrogé pour trahison de la patrie au profit du qatar et de l'amérique. si tu as moins de 30 ans, tu dois être interrogé sur ton ignorance. dans le premier cas, c'est 20 ans de travaux forcés. dans le second cas c'est le retour à l'école secondaire pour 5 ans d'études forcées.

Nabli  (France)  |Lundi 21 Novembre 2011 à 22:43           
@comme verges (france)
ce n'est pas verges que tu dois écrire mais verge car tu es une vraie bite (en français çà veut dire abruti)

Hafedh  (Tunisia)  |Lundi 21 Novembre 2011 à 21:44           
Si la révolution tunisienne a été manigancé par les usa et d'autre forces étrangères alors comment expliquer la fuite précipité de zaba? 2- avec toute l'arsenal policière et des ex-rcdist qui était entre les mains de l'ex dictateur tunisien, il n'a même pas eu vent de ces informations qui circulaient dans son dos pour sa destitution. trop beau pour être vraie ces racontars de mezri haddad

Un fou  (France)  |Lundi 21 Novembre 2011 à 20:06           
Je ne comprends rien.
j'ai des doutes.
est ce que c'est vrai que la révolution tunisienne était préparée et dirigée par les américains?
est ce que ce qu'on a fait avec ben ali était faux? est ce que nos victimes ne sont pas des martyrs ?

Bravo anti bach  (France)  |Lundi 21 Novembre 2011 à 20:01           
Je te remercie anti bachir. je voulais lui répondre moi aussi mais je croit que ta réponce résume ma parole. moi je lui ajouterai que c'est toi bachir qui sera dans la poubelle de l'histoire et par la suite dans jahannam, dans le même fourneau que qardawi, son émir du golfe, son erdogane, son abdeljelil...honte à vous tous et mes excuses à mezri haded parceque j'ai opposé contre lui. j'ai suivit les conars de facebok.

Les masques  (France)  |Lundi 21 Novembre 2011 à 19:48           
Tu as raison anti bachir, jamais je n'aurai cru que tarik ramadan et mezri haded et hassanine heïkel et cheik nasrallah et samir amine diraient la même chose sur le printemps arabe. et jamais je n'aurai cru que qardawi, ghannouchy, bernard henri lévi, gluksmanne, condolissa raice, maccain, azmy bichara,gallioune...diraient la même chose de leur côté. tous les masques sont tiombés. il y a les islamo-sionnistes d'un côté et les nationnnalistes
arabes de l'autre. c'est sa la verite. il y a au moins un tunisien qui sauve notre honneur devant l'histoire.

Anti bachir  (France)  |Lundi 21 Novembre 2011 à 19:13           
C'est toi bachir qui doit être recherché par interpol pour appartenance à une organisation terroriste devenue respectable grace à madeleine albrith, maccain, bernard lévi et toute la bande sioniste. tu écrit d'allemagne, tu dois donc savoir ce que pensent les allemands de ton 6eme calife jeballi. si tu ne le sais pas encore, va lire la presse allemande il y a trois semaines. cette médias est libre et indépendante comme babnet et contrairement
aux médias français sionistes. les masques sont tombé. on découvre le vrai visage de mezri haddad comme on découvre ton vrai visage et celui de tes cheiqhs, émirs à la solde de l'amérique.

Exceptionnel  (France)  |Lundi 21 Novembre 2011 à 19:01           
Tu as raison, cet homme a tout d'un bourguiba. malheureusement il n'est pas monastirien. de quelle région il est ? s'il est du kram, il est donc tunisois. en tout cas son analyse est exceptionnelle et son courage aussi. il démissionne avant que ben ali ne se casse et en quelques mois il sort un bouquin qui a l'air de déranger beaucoup de monde. il faut le faire. bravo à babnet de nous informer sans censure et sans parti pris politique.

Bachir  (Germany)  |Lundi 21 Novembre 2011 à 18:01 | par             
Pourquoi vous donnez tant d'importance a cet idividu. Il est déjà dans la poubelle de l'histoire. Il ne va plus avoir la force d'apparaître devant le peuple tunisien. Il faut activer la justice contre lui il devrait normalement être rechercher pas l interpole.

Bourguiba  (France)  |Lundi 21 Novembre 2011 à 17:45           
Ce mezri haddad me fait sincèrement penser à bourguiba. la même franchise brutale y compris à l'égard du peuple. la même éloquence. la même culture francophone et arabophone. le même attachement passionel à la souveraineté de la tunisie. le même esprit visionnaire...cet homme porte la tunisie dans sa grandeure et dans sa modernité, comme d'autres l'incarnent dans son sous développement culturel et politique. s'il y avait 10 comme lui, on
serait pas aujourd'hui dans cette situation accablante.

Resteeeeez  (France)  |Lundi 21 Novembre 2011 à 17:34           
Ne vous laissez pas intimider monsieur mezri par certains commentaires vulgaires, ignorants et pleins de haine. des hommes comme vous il n'y en a plus beaucoup. n'abandonnez surtout pas le combat. j'ai lu l'interview et j'ai lu votre livre que j'ai eu beaucoup de peine à trouver à tunis. la censure est de retour. les nouveaux hommes forts ont raison de vous craindre. que dieu vous protège.

Oui justice  (France)  |Lundi 21 Novembre 2011 à 17:06           
Sans connaître mezri hadad, je veux répondre à bachir qui fait des commentaires haineux sans même avoir lu cet interviewe. il dit "ou sont les gens qui ont été victimes de lui?". il faut dire plutot où sont les islamistes qu'ils a défendu lorsque la police de ben ali les arretait et les torturait avec la complicité des intellectuels de gauche et même les militants des droits de l'homme. j'étais islamiste et je sais de quoi je parle. il faut
dire aussi où sont les opposants et les islamistes qui on pu retourner en tunisie grace à mezri hadad. j'en fait partie, comme al marhoum mohamed mzali, al marhoum ali saidi et plein d'autres. mezri hadad est un homme honnête, patriote et arabe dans le sang et qui est resté indépendant jusqu'à la chute du dictateur. je sais pour quel raison il a cassé avec l'opposition. ce n'est les grands nationalistes comme lui qu'il faut juger mais les
criminels et les corrompus avec ben ali sans oublier les traitres qui ont vendu la tunisie aux occidentaux et au qatar.

Vrai tunisien  (France)  |Lundi 21 Novembre 2011 à 16:23           
Je remercie celui qui a mis cette vidéo de mezri haddad sur bfmtv. je l'ai regardé avant d'écrire ce commentaire. cet intellectuel est d'une intelligence rare et d'un patriotisme qui me rends fière d'être tunisienne. tout ce qui s'est passé depuis décembre dernier lui donne totalement raison. la horde a manifesté. la horde a voté. la horde a ramené notre pays 50 ans en arrière. la horde a mis le monde arabe dans une situation terriblement
grave. la horde continue encore maintenant à cracher sa haine sur les rares patriotes qui ont le courage de dire tout haut ce que tout le monde pense tout bas.

Chokri Riahi  (France)  |Lundi 21 Novembre 2011 à 15:58           
Lorsqu'on éxagère on rate sa cible. comme tout les etres humains mezri haded est criticable. dire qu'il est rcédiste, toujours été avec zaba, gauchiste...c'est un mensonge. a ma connaissance il n'a pas été rcédiste, il a été le premier à s'opposer à zaba et lui a tenu tête 10 ans, il n'est pas gauchiste. alors la vraie question est pourquoi il a quitté l'opposition et pourquoi il a critiqué la révolution. réfléchisser bien à ses questions
pour comprendre la vérité plutôt que raconté n'importe quoi.

M4711  (Germany)  |Lundi 21 Novembre 2011 à 11:55           
.

رأي لا يجب إعتماده بالظرورة لكنه جدير بالنظر فيه و مراقبة الواقع الحالي من خلاله أيضا

أخطر شيء على تونس اليوم هو الإنقياد وراء فكرة واحدة و رأي واحد يعود بنا إلى نقطة الصفر

مرحبا بالإختلاف و العياذ بالله من الإلتفاف حول الرأي الواحد المقدس

.

Mourad  (Tunisia)  |Lundi 21 Novembre 2011 à 10:00           
Mezri, vous devez être questionné par les juges au tribunal et pas par un journaliste. je me demande comment vous êtes toujours libre et la justice n'a encore rien fait à votre égard.

Ib.D  (Tunisia)  |Lundi 21 Novembre 2011 à 09:55           
Vous avez joué la carte de zaba jusqu’au bout, vous avez perdu, alors laissez nous et notre tunisie en paix.
il faut apprendre à « accepter » la défaite !!!!
rappelez – vous votre acharnement et votre haine sur les révolutionnaires du 14 janvier 2011 !!! c’est une honte.

Bouzidi  (United States)  |Lundi 21 Novembre 2011 à 08:13           
انفث سمك بعيدا يا حداد. لماذا أصبحت جريئا الان؟ هل تريد فعلا خدمة الشعب؟ اذن لتصمت و لتنئى بنفسك عن هذه المهام القذرة و قل لسادتك لقد مللت

Important  (Canada)  |Dimanche 20 Novembre 2011 à 23:35           
... tout ce qu'il dit est vrai mais malheureusement le peuple est tomber dans le piege de la relegion et que toute personne a travailler avec zaba est mauvais rabbi yostor tounis

Hlaibi  (Tunisia)  |Dimanche 20 Novembre 2011 à 20:20           
Il est hors jeu, ce monsieur, malgré son bla bla bla

VERITE  (Tunisia)  |Dimanche 20 Novembre 2011 à 20:01           
Con fini n4a plus rien a faire.

Realiste  (Tunisia)  |Dimanche 20 Novembre 2011 à 18:50           
@france : qui as insulté le réaliste .. c'est quoi la politique .. .. si tu me racontes en 2 mots comment tu as préféré que les choses déroulés .. je te répondrai par la suite avec des leçons et tu va voir qui es le jahil

Anis  (Poland)  |Dimanche 20 Novembre 2011 à 18:00           
مثال واضح على ازلام العهد البنفسجي...

@Realiste  (France)  |Dimanche 20 Novembre 2011 à 17:31           
Tu es un vrai nul ! tu connais rien de la politique . tu m’étonne pas !!!!! pauvre jehel

Drbmn  (Tunisia)  |Dimanche 20 Novembre 2011 à 16:42           
C'est quelqu'un qui était un serviteur de ben ali mais quand il a compris que le régime de ben ali est fini( par contact avec la france et amérique) en ce temps il a démissionné. cet homme doit comprendre que les vérités sur toutes les personnalités de l'ancien régime vont tôt apparaître.

   (France)  |Dimanche 20 Novembre 2011 à 15:59           
Pourquoi vous donners tant d'importance a cet idividu

Soumaya  (Italy)  |Dimanche 20 Novembre 2011 à 15:28           
Mr mezri haddad est un grand homme de culture , il est digne d’être le bienvenue dans l'université tunisienne et aussi dans le champ médiatique en tunisie , et ce à la place de quelques "perroquets" faillites !!

Anonyme  (Tunisia)  |Dimanche 20 Novembre 2011 à 15:01           
Et pourquoi babnet partage son article, quel est son interet chez les tunisiens !!! il est bien hâté par la plupart des tunisiens

Habib  (France)  |Dimanche 20 Novembre 2011 à 14:54           
Un etre comme toi ne doit etre pas respecte' un fouteur de hypocrite tu te prends pour qui tu dois etre jete' dans la poubelle de l'histoire aujourd'hui apres avoir lu cet interview j'ai ne plus de doute tu dois etre juge' representant de la

Anonyme  (Tunisia)  |Dimanche 20 Novembre 2011 à 14:53           
Cette personne qui a insulté les révolutionnaires pendant la révolution, on ne peut pas croire qu'il va donner des avis favorables, genre de défaitiste amoureux de ben ali et du système de la dictature.


Limam  (France)  |Dimanche 20 Novembre 2011 à 14:46           
Mazri haddad vous representez la betise pas plus

Aymen  (France)  |Dimanche 20 Novembre 2011 à 14:40           
Ceux qui ecoutent ce kallabe vista sont des naifs et tres pauvres intellectuellement ..

Oui  (France)  |Dimanche 20 Novembre 2011 à 14:32           
Vraiment beaucoup de vérités dans ce qu'il dit, mais les gens n'ont pas encore le recul suffisant pour lui donner raison.

il faut d'abord que l'on teste (et que l'on déteste) le nouveau pouvoir pour pouvoir comparer et juger de manière objective sur des bilans.

Moulay  (Tunisia)  |Dimanche 20 Novembre 2011 à 13:59           
Bientôt, on connaitra mieux qui est derrière ce printemps arabe qui annonce de plus en plus un hiver noir, plus noir que la suie. a ce moment, nous serons plus rien. et vous diriez peut être combien nous étions aveugle et ignorants. mais il serait trop tard!

Nabli  (France)  |Dimanche 20 Novembre 2011 à 13:28           
Cet homme n'a pas insulté les tunisiens il ne fait que de relater la vérité. quand les tunisiens finiront ils par accepter la vérité. quand accepteront ils d'ouvrir les yeux vous avez été manipulés par la cia ce n'est que la vérité même si çà remet votre pseudo révolution en doute il faut accepter la dure réalité des choses

Mohamed  (Tunisia)  |Dimanche 20 Novembre 2011 à 13:00           
Approfondissements & polémiques

fr.wikipedia.org/.../...
daedalos-institute.org/.../...
assabah.com.tn/.../...
lapresse.tn/.../...
laregledujeu.org/.../...
causes.com/.../...
shttp://www.lcp.fr/tunisie-les-raisons-de-la-colere-10317.html
monde-diplomatique.fr/.../...

Bachir  (Germany)  |Dimanche 20 Novembre 2011 à 11:11           
Ce que m´etonne cet homme n´a pas des dossiers pour que la justice le poursuive!!!ou sont les gens qui ont ete victime de lui.

Bachir  (Germany)  |Dimanche 20 Novembre 2011 à 11:09           
Il ne faut jamais oublie ce qu´il a dit cet animal meme l´animal a de la digite.jamais oublie:http://www.facebook.com/photo.php?v=1261354351813

   (France)  |Dimanche 20 Novembre 2011 à 11:03           
C'est un hypocrite
galabe fista
il dit fier d'avoir insulter le peuple

Karim  (Germany)  |Dimanche 20 Novembre 2011 à 11:01           
********* ambassadeur tunisien , lui,les rcdistes ,tous ceux qui ont abusé de leur pourvoir ...sont les pires des hordes sauvages

Bachir  (Germany)  |Dimanche 20 Novembre 2011 à 10:57           
Il ne faut jamais oublie ce qu´il a dit cet animal meme l´animal a de la digite.jamais oublie:http://www.facebook.com/photo.php?v=1261354351813

Bachir  (Germany)  |Dimanche 20 Novembre 2011 à 10:56           
Il ne faut jamais oublie ce qu´il a dit cet animal meme l´animal a de la digite.jamais oublie:http://www.facebook.com/photo.php?v=1261354351813

Bachir  (Germany)  |Dimanche 20 Novembre 2011 à 10:52           
A mr ""guannas"" de quoi vous avez peur!!!je veux bien le savoir.!!!

Bachir  (Germany)  |Dimanche 20 Novembre 2011 à 10:50           
Cet ingrat parle encore c´est pas normale la. ou est t´il mnt j´ai cru qu´il est en saudi arabi.??avec son papa et sa mere.vraiment vous etes des sales inbesiles sans dignite ni honeur.

Guannas  (Tunisia)  |Dimanche 20 Novembre 2011 à 10:49           
C'est pas que toi qui regarde un avenir noir, tous les tunisiens. la revolution est devenu, une catastrophe.

Tn indépendant  (Tunisia)  |Dimanche 20 Novembre 2011 à 10:34           
Http://www.facebook.com/photo.php?v=1261354351813
mezri hadded en deux mot jugez vous même
ce s***** mazel ya7ki!!??????????????????

OUFFFFFFFFFFFF  (France)  |Dimanche 20 Novembre 2011 à 10:19           
Menteur degage.............sur la chaine bfm

en france le 12ou13 janvier soutien ben ali et sa femme a 100000000000000000000%


قارئ  (Tunisia)  |Dimanche 20 Novembre 2011 à 10:08           
...استرعى انتباهي امور غريبة عنده وهي أنه يقول أنا مع ابن عربي وضد ابن تيمية . وهذا غريب فابن عربي وقع تكفيره بسبب ترهاته وفلسفاته يمكن الاطلاع على ذلك في محرك قوقل وكذلك يقول انه ضد ابن تيمية عجيب والله اذ أن ابن تيمية معروف عنه أنه شيخ الاسلام مرجع السنة المطهرة وكذلك يقول عن الشيخ يوسف القرضاوي بأنه مسيلمة الكذاب . هذه المواقف تفتح نقاط استفهام كبيرة هنا ولا أضيف .

Wash wash  (France)  |Dimanche 20 Novembre 2011 à 09:50           
Tant qu'il aura des gens comme lui la nakba:ennahdha.ne pourra rien faire.
je vais acheter son livre quoique je ne suis pas d'accord avec lui sur le déroulement de la révolution.
c’était une révolution de la dignité. cette dignité que la nakba veut nous enlever.
les idées de la nakba no pasaren

!!  (Tunisia)  |Dimanche 20 Novembre 2011 à 09:41           
Qu'on veut entendre ou non; son discours porte beaucoup de point vrai, que plusieurs n'ont pas voulu le dire a haute voix, a cause de la portée qui encoure les gens , qui les a rendu des marionettes ,des voix d echo de simple repetition. mais avec ca je pense qu'avec la veillance des gens on peut gagner ce qui s'est arrivée dans le bon sens dans le bon chemin de correction.

شكرا  (Tunisia)  |Dimanche 20 Novembre 2011 à 09:38           
اشعر بنوع من الحذر تجاه هذه التصريحات
خصوصا وان صاحبها له يد على عديد المسؤولين وقدم لهم ايام محنهم سواء من الاسلاميين ام من غيرهم
واول ما سيواجه به سي المازري هو محاولة اسكات صوته سوا ء بالمال والشهرة والوظيفة
ام بغير ذلك
فصاحب صنعتك عدوك وابغض الناس اليك من اسديت له معروفا ولم تسكت عنه لما احتاج الى ابزار نفسه بمظهر البطل الوحيد في الساحة

Mgarbaa  (Tunisia)  |Dimanche 20 Novembre 2011 à 09:05           
Encore un pleureur sur les ruines ... encore faut-il être de bonne foi !

Mtounes  (France)  |Dimanche 20 Novembre 2011 à 08:36           
Bravo, mes respects.

Tunisien  (France)  |Dimanche 20 Novembre 2011 à 08:25           
Degaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaage


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female