فقدان شاب خلال غوص حر بالهوارية: شهادة عضو المنتخب الوطني للغوص تكشف خطورة الموقع وتدعو لمراجعة القوانين

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/686fe2becaec59.76211869_efpjnqolmhikg.jpg width=100 align=left border=0>


تواصلت لليوم الثاني على التوالي عمليات البحث المكثفة عن شاب عشريني مفقود في عرض البحر قبالة سواحل الهوارية من ولاية نابل، بعد أن اختفى أثناء ممارسة رياضة الغوص الحر برفقة صديقه، الذي نجا وتمكّن من الخروج إلى اليابسة.

وفي شهادة ميدانية مؤثرة، قدّم ختام الناصر، عضو المنتخب الوطني للغوص، مداخلة ضمن برنامج "منّك نسمع" على إذاعة الديوان أف أم، من تقديم هدى الورغمي، شرح خلالها ملابسات الحادثة، وكشف عن تفاصيل تقنية مهمة تتعلق بطبيعة الغوص ومخاطره، خاصة في المنطقة التي وقع فيها الحادث.





منطقة "رأس الهوارية" الأخطر في تونس

أكد الناصر أن منطقة رأس الهوارية تُعتبر من أخطر المواقع في تونس لممارسة الغوص الحر، بسبب قوة التيارات البحرية، والطبيعة التضاريسية المعقدة لقاع البحر، والتي تتضمن كهوفًا وشعابًا صخرية عميقة. وأوضح أن الغواصين المحترفين يعرفون هذه المناطق جيدًا، ويُدركون أنها لا تصلح للغوص دون تجهيزات متقدمة ومرافقة.

غوص حر... بلا أوكسجين ولا فلوكة

أوضح الناصر أن ما يُمارسه الشاب المفقود يُصنّف ضمن الغوص الحر (Apnée)، أي دون استعمال أسطوانات أوكسجين، حيث يعتمد الغواص فقط على حبس أنفاسه، مشيرًا إلى أن الغطسة الواحدة لا يجب أن تتجاوز دقيقة ونصف. لكن في بعض الحالات، ونتيجة للإرهاق أو توالي الغطسات دون فترات راحة كافية، قد يتعرض الغطاس إلى فقدان للوعي تحت الماء (Syncope)، وهي حالة خطرة جدًا قد تؤدي إلى الغرق.

فرضية الإغماء تحت الماء

بخصوص الحادثة، رجّح الناصر أن يكون الشاب المفقود قد تعرّض إلى إغماء مفاجئ تحت الماء أثناء محاولته التقاط "المقرونة" (حربة صيد) التي سقطت على عمق 15 مترا. وبيّن أن الغطاس في هذه الحالات، إذا لم يخلع أحزمة الرصاص الثقيلة التي تساعده على الغوص، فإنه يغرق فورًا ولا يطفو مجددًا، ما يعقد عمليات الإنقاذ.

القوانين الجديدة حرمت الغواصين من وسائل الأمان

في جانب آخر من المداخلة، عبّر الناصر عن استيائه من تعديل تشريعي حديث يُمنع بموجبه استعمال قوارب الصيد الصغيرة (الفلوكة) خلال رحلات الغوص، معتبرا أن هذا القرار خاطئ وخطير، إذ حرم الغطاسين من وسيلة أساسية للنجدة والإنقاذ السريع، خاصة في حال حصول إغماء أو تعب شديد.

وأضاف أن القارب يوفّر للغطاس فرصة الراحة والتزود بالماء والطاقة بين الغطسات، ويمكن أن يلعب دورا حاسما في الإنقاذ الفوري، مثلما حصل سابقا في حوادث مماثلة، حيث أنقذت الفلوكة أرواحًا بفضل سرعة التدخل.

نداء لإنقاذ أرواح الغواصين: "احترموا غرامنا... واحمونا"

في ختام حديثه، توجّه ختام الناصر بنداء مؤثر إلى السلطات قائلا:
"نحن شباب مغرم بالبحر. غرامنا نظيف، نمارس رياضة نقيّة تُبعدنا عن الآفات. نرجو أن تحترموا هذا الغرام، وتوفّروا لنا قوانين تحمينا بدل أن تُضيّق علينا وتعرّض حياتنا للخطر."

كما دعا إلى مراجعة القانون المتعلق بمنع استعمال القوارب خلال الغوص، وتمكين الغواصين من ممارسة هوايتهم في ظروف آمنة، خاصة أن عدد ممارسي الغوص في تونس في تزايد مستمر، وينتمون في أغلبهم إلى فئة الشباب الواعٍ والمثقف.

تواصل عمليات البحث

يُذكر أن عمليات البحث عن الشاب المفقود لا تزال متواصلة بمشاركة فرق الحرس البحري والحماية المدنية والجيش الوطني، إضافة إلى متطوعين من الغطاسين. وقد أشار ختام الناصر إلى أن طبيعة قاع البحر في المنطقة، والتي تحتوي على كهوف ومجاري مائية صعبة، تجعل من عملية التمشيط تحت الماء مهمة معقدة تتطلب خبرة عالية.



Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 312910


babnet
*.*.*
All Radio in One