ياسين العياري حول عقود الملح: لا وجود لأجل 2 أكتوبر كما تداولته صفحات الفايسبوك

<img src=http://www.babnet.net/images/1b/merdesel.jpg width=100 align=left border=0>


باب نات - قال النائب بمجلس نواب الشعب ياسين العياري في تدوينة له على الفايسبوك أنّ عقد شركة كوتوزال ينتهي في 2029.
وأشار في تدوينة بصفحته الرسمية على الفايسبوك بان الدولة مطالبة بإعلام الشركة قبل 10 سنوات من نهاية العقد (يعني قبل 2019) بعدم رغبتها في تواصل العقد، حتى لا يستمر بعد 2029.

وقال ياسين العياري أنه لا وجود حسب ما توفر، لأجل 2 أكتوبر كما تداولته صفحات الفايسبوك، مضيفا أنه طلب كتابيا من وزير الصناعة نسخة من عقد كوتوزال للتثبت.
...

وحذر النائب ياسين العياري من أنه لو وقع تجاوز الآجال من قبل رئيس الحكومة، سيتتبعه قضائيا.


حول "كوتيزال"
وكان خبراء في مجال الطّاقة والمناجم قدروا الانتاج، الذّي تسيطر عليه للشركة العامّة للملّاحات التونسيّة "كوتيزال" بما يناهز 4 ملايين طن سنويا من الملح، أي أنّها تحتكر 70 بالمائة من الانتاج الاجمالي السنوي لتسجل الدولة بذلك خسائر جسيمة تفوق 4 الاف مليار من المليمات.

ولم يتم تحيين العقد ولا نقضه منذ 60 سنة "رغم أنه يسمح للدولة باسترجاع أراضيها في أيّ وقت دون أيّ تعويضات"، وفق ما أكده المدير الفني لشركة "كوتيزال".
وقد طرحت العديد من منظّمات المجتمع المدني ونوّاب بالبرلمان هذا الموضوع ونادوا بإعادة التفاوض بخصوص عقود الإستغلال وبسط سيادة الدولة على مواردها.

وأوضح رياض الماشطة، على هامش ندوة حول "صناعة الأملاح في تونس: الواقع والآفاق" ، انتظمت الأربعاء 7 مارس بتونس، ببادرة من المعهد التونسي للدراسات الإستراتيجية، أن "كوتيزال" سبق لها أن طالبت بمراجعة هذه الإتفاقية، في 2006، للإنضواء تحت أحكام مجلّة المناجم الصادرة في 2003، وأعادت مطلبها في 2015، "لكن لم تستجب الدولة لذلك".
وبقيت الشركة تنشط، جزئيا وفق قانون من عهد الباي (لانها تمتثل في جزء آخر إلى مجلّة المناجم) و"على الدولة إبطاله وتغييره بقانون جديد".
وتنصّ الاتفاقيّة بين تونس وفرنسا الصادرة بمقتضى أمر علي (أمر الباي) في 3 أكتوبر 1949، تاريخ تأسيس الشركة، على إستخراج الملح البحري في الجنوب التونسي لمدّة 50 سنة، أي ان مفعولها انتهى منذ سنة 1989، ثم يتم تجديد هذه الإتفاقية بصفة آلية كل 15 سنة. لكن الدّولة التونسيّة لم تقم بنقض هذا العقد، الذي يمكن إبطاله بطلب من أحد الأطراف المتعاقدة، بتقديم مطلب قبل 10 سنوات من موعد إنتهاء فترة التمديد الجارية.

وأوضح المسؤول أن "كوتيزال تقوم بكراء أراض بيضاء منذ سنة 1949 من الدولة التونسيّة، التّي تخصّ ملاّحات مقرين والساحلين وصفاقس، طينة سابقا، "لكن الدولة قامت بعد ذلك باسترجاع ملاحة مقرين لتنفيذ مشروع "سما دبي"، الذي لم ينجز إلى الآن".
وأضاف "ما نقوم به هو استخراج الملح من مياه البحر وتجفيفه على هذه الأراضي، علما أن اللتر الواحد من ماء البحر يحتوي على 30 غراما من الملح".

وأوضح الماشطة ان "كوتيزال" تنتج بالأساس الملح البحري ولا تستغلّ السباخ والبحيرات المالحة.وأبرز ان العقد لايشمل كلفة استغلال مياه البحر، مؤكدا أن الشركة تعتمد على نظام المد الملحي، الذّي يحق لأي فرد الإستفادة منه واستعماله لصالحه الشخصي".

وقد تمّت مراجعة المادة 11 من إتّفاقية 1949 في ثلاث مناسبات دون أن تشمل مسألة ثمن الكراء والعائدات الماليّة للدولة.
وقد حمل التعديل الأخير في سنة 1975 إمضاء محافظ البنك المركزي السابق، شاذلي العياري، الذّي كان حينها وزيرا للإقتصاد، حسب موقع "نواة".

وأفاد المدير الفني لشركة "كوتيزال" أن "رقم معاملات الشركة يصل إلى 35 مليون دينار ويقدر نصيب الدولة منها بنسبة تتراوح بين 600ر1 و700ر1 مليون من الأتاوات والأداءات".

ولكن شركة "كوتيزال" لم تقم بتسديد مستحقاتها الجبائية لفائدة الدولة التونسية والتي تقدر ب7ر5 مليون دينار طيلة خمس سنوات (بين 2007 و2012)، وفق ما كشفته وثيقة أرسلتها وزارة المالية، في شهر ماي 2013، إلى وكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي وذكرها موقع "نواة".

ويقدّر معدّل الإنتاج السنوي للملح ب 4ر1 مليون طن، منها 90 بالمائة مخصّصة للتصدير فيما توجّه الكميّة المتبقيّة إلى الإستهلاك المحلّي (ملح صناعي وغذائي).
ويصدر الملح التونسي إلى العديد من البلدان منها النرويج وإيطاليا والدنمارك واليونان وكرواتيا.
وحسب أرقام وزارة التجارة، بلغت عائدات الملح سنة 2017 ، ما يناهز 893 730 39 دينار مقابل 365 845 31 دينار في 2016.

أما في السوق المحلية، تقوم "كوتيزال" ببيع الكيلوغرام الواحد من الملح المعلب بين 150 و180 مي (الذي يوجّه للمستهلك بسعر 300 م/ للكغ) والملح السائب في حدود 40 مي.

وكان وزير الصناعة والطاقة والمناجم الأسبق، زكرياء حمد، قد أعلن، خلال مناقشة ميزانية وزارته لسنة 2016 في البرلمان، عن نيّة الوزارة وضع حد لعقد "كوتيزال"، لكن لم يتحقق ذلك إلى غاية اليوم وسط تكتّم وتعتيم تام حول هذا الملف في ظلّ تواتر الحكومات.
وقد اعترفت شركة كوتيزال في بيان نشرته في جانفي 2014، ردا على الجدل حول العقد، الذّي ينظّم نشاطها والذّي يعود إلى ما قبل الإستعمار، أن هذا العقد لا زال إلى اليوم ساري المفعول وأنّ الشركة "تطبّق القانون". وأضافت أنها ستمتثل لأي تغيير في القانون وأنّ كلّ التوسعات، التي قامت بها الشركة كانت وفقا لأحكام مجلّة المناجم، التي يرجع تاريخها إلى 2003 وليس لعقد 1949.
وذكر تحقيق نشره موقع "نواة" أن الشركة أوردت، في بيانها "بتاريخ توقيع اتفاقية 1949 لكنها لم تذكر إستغلال فرنسا للملاحات التونسية منذ القرن التاسع عشر. وقال نفس الموقع أن نسخة الاتفاقية التي حصل عليها "لا يوجد فيها توقيع الباي وإنما توقيع الفرنسيين فقط".

ويذكر أن شركة "كوتيزال" هي مجموعة متكوّنة من 4 شركات مستغلّة للملح في خنيس وسيدي سالم وصفاقس بموجب المرسوم الصادر في 6 أكتوبر 1949 والذّي وضعه المقيم العام الفرنسي انذاك "جان مونس" ويخضع لموافقة باي تونس.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


1 de 1 commentaires pour l'article 168820

Kamelwww  (France)  |Mercredi 03 Octobre 2018 à 14h 02m |           

شكرا لك يا ياسين على وطنيتك.

يا ياسين، يبدو أنه لا خير يرجى من هذه الحكومات التونسية المتعاقبة.

ويبدو أنه لا يمكن أن تحور حمارا إلى فرس للسباق !






babnet
All Radio in One    
*.*.*