لعبـــة الشعــــانبي والالغــــام الصديقـــة

<img src=http://www.babnet.net/images/8/chaanbi720.jpg width=100 align=left border=0>



بقلم محمد يوســـــف
ناشط ومحلل سياسي






تصدير : لقد انطلق النفير لصعود قمة جبل الشعانبي وتركيز العلم المفدى وخيمة دعوية مرخص لها في ارفع القمم الشامخة تدعو الله ان يحمي شعبنا الطيب , ولسان حال كل تونسي يصرخ مع ابي القاسم الشابي:
سأعيش رغم الداء والاعداء كالنسر فوق القمة الشماء


1 ) حاميها وحراميها...
لتكن الفرصة سانحة لأتقدم بالشكر لأول معلم علمني أن الشاعنبي أعلى قمة في تونس . ولم يعلمني احد ان قمة الرداءة السياسية تكتشفها عندما يعثر حراس الوطن وجنوده في لغم بمحمية الشعانبي الطبيعية .ان الجميع يعلمون أن بائع اللغم , وحامله ,وواضعه ,وجليس المتلذذ عن بعد برداءة النشرات الإخبارية, والمتحدث في شرف الدولة والحكومة في زمن الحرب, وباث الرعب, والمترصد لتطييح مُورال قوات الأمن والعسكر ( وان تعلق الأمر بالأسف عن تأخر سيارات الإسعاف ), والمنكرين لما هو معلوم من منابع الارهاب بالضرورة والبرهان, والطامعين في نصرة من لا وطن له ... كلهم في النار بلا استثناء. فهل ان حاميها اضعف من حراميها ؟
يعلم الخبراء واهل الذكر انه لا توجد اشارة واحدة في الغام الشعانبي تحيل على بصمات القاعدة واسلوبها ودوافعها في منطقة حدودية تريدها بلا ضجيج ...
ان متسلقي الجبال العابرين للحدود يتسربون في جنح الظلام وبدون ضجيج الألغام ودون سعي لاستجلاب كل ما تبقي من قوة دولة الكفر . فهم ليسوا في حاجة اصلا للتمويه ولا لقرقعة الطبول.

لعبة


2) استعجال المعارك الفاصلة بين القابلية للثورة والقابلية للاستعمار:
يواجه جنودنا البواسل وحراس الحدود الألغام وفاتورة إعادة تشكّل مراكز النفوذ وموازين القوى والاطراف الممانعة للولوج الى مواطن السيادة المحرمة على مفوضي الشعب منذ زمن استكمال شروط قابلية الاستعمار. فاليوم لا اظن أن تونسيا يرضى بألغام مذرحة وان كانت منظومة الكونتر بوند و الكونتر تصدير الربيع مضطرة لبسط وجهة نظرها على سبيل الاحتياط (...)وبأياد يسهل تسويقها في سوق الارهاب.وما اسهل الاختراق ولكن سيسعد الاغبياء عندما تدق طبول الحشد: هي بنا للمواجهة . تبا لهم , سيظلون اصغر من تحمل التداعيات النفسية والمأساوية لحرب لا يعلمون انها ممكنة فما زالت تدغدغهم اوهام صورتهم شعب الهع المختار محصنين مضمنين من القنابل الموقوتة والاحزمة الناسفة والسيارات المفخخة. لذا تراهم لا يبالون برجم السلفية المبتدعة باقصى حاملات الفجور اللفظي في اطار البهرج المدني ولا يعلمون انه مدفوع الاجر وان القاتل هو المقتول , هو انت هو انا ’ نحن جميعا .ان شر الفتن واقربها ما لا تدرك عاقبتها ويسهل على الجاهلين طلبها.

3 ) قمة الشعانبي اعلي من قمة التضليل

ان القاعدة الأساسية في محمية الشعانبي هي القدرة على تسلق قمة التضليل بما ان القاعدة ليست في حاجة الى الغام تشبه لعب الاطفال المفخخة بمسحوق الامونيتر الذي اصبح مفقودا بفضل نضالات ضفة الحدود المتبقية المتمركزة ثوريا على جثة ما تبقى من شركة الفسفاط ولعل تصفيتها تندرج ضمن تصفية تركة المستعمر ... شأنها شأن الخيمات الدعوية التي نفضل ان يختفي منشطوها في دهاليز مظلمة . وان لم يجد نفعا فلا اقل من تصريف الاشمئزاز المركز من القميص واللحي وعزف انشودة جامع الزيتونة الذي لم يعد معمورا بالعلماء وتلقين القائمين على السلفية بالعصا ( ولمآرب اخرى ) الى ان يعرفوا من جديد ويلات ما يمكن يفعله بهم الطاغوت وحتى لا يبقى منهم من يمشي تحت الشمس ... والله اعلم عندئذ ماذا سيخفي ظلام يستفرد بشباب ظلوا يطلبون النجاة فضلّوا وما طلبوا النفير... اخشى ان يأتي يوم نبحث فيه على السلفية فلا نجدها ولكننا نجد اثرها يجعل مفاخرنا اثر بعد عين. وأيامنا حربا لا تنتهي.

ان الجبال مسرحا مناسبا لمصوري الافلام وصناعتهم البارعة لافلام حركة الارهاب واستقطابهم للكنبارص من الشباب المحبط ودراويش التدين الهاربين الى الله...
الا تبرر المصلحة العليا للوطن في بعض الاوضاع الاستثنائية صناعة على المقاس لارهاب يبرر درئ المفاسد المقدم على جلب المصالح الديمقراطية ؟ وهذا الامر يستباح من اجل التصدي لزحف الاسلام السياسي الرخيص او ضمان توجيه خطواته بحسب ما هو مسموح به ضمن اجندة تحويل وجهة الربيع نحو الصيف المحتوم ؟
ولكن الماضين قدما في تشعيل النار والتغني بالمواجهة لا يعلمون حقا ما ينتظرنا عندما يختلط الارهاب بالتدين وبالعقيدة المحرفة وعندما تشتغل ماكنة الفتاوي الجاهزة ... يومها ستكون الالغام في المدارس والمقاهي وبيوت النوم ولن يسعد من يعتقد ان مجرد معركة حاسمة ستزيح كل الغربان وتترك الواهمين للاستئثار بقطف ثمار شجرة ما زالت فسيلا تحتاج الى الماء وعرق الكادحين وصلوات الغلابى المستضعفين ..وصدق عظيم.
ألا تتعارض السوق الجديدة والسياسة الرشيدة مع مصالح جنرالات السوق السياسية الموازية ودواليب الاستعلامات الخفية وفوائد المتمعشين من الحدود تحت قاعدة افتح يا سمسم وبن علي بابا والاربعين الف حرامي...
ويكفي ان تقدم جريدة نواة الالكترونية التي استأثرت هكذا فجأة بكشف المعلومات الامنية الخطيرة عبر خبرة صحافيين هواة تفوقوا على اعتى الاستخبارات العالمية وقد ورد في تحقيقها الحصري والاستقصائي حول احداث الشعانبي : تبيّن لاحقا أنّه عنصر تابع للمخابرات العسكرية الجزائرية تمّ تكليفه منذ موفّى ديسمبر المنقضي بمهمّة استخباراتية في مناطق الشمال الغربي و القصرين ...ما أتاح لنا فهم خفايا ما وصفته مصادرنا ب”مسرحية الشعانبي”.
ويتخلص التحقيق الدقيق الى ان الامن الجزائري متيقظ وان الامن التونسي راقد على وذانه بارادة سياسية متعمدة....؟

4 ) الارهاب الديمقراطي :
ان تلغيم مسار الانتقال الديمقراطي بدأ باثارة الفوضى , وبجعل الثورة ضدا للعمل والانتاج وبفتح باب الكوارث الكبرى باغتيال شكري بالعيد وباعلان حالة نهاية الشرعية وبالدعوة الى حل المجلس التأسيسي وبهتك عرض الرؤساء والحكومة والامن والعسكر..
يا ايها الديمقراطيون لم تقولون وتفعلون ما لا يمت للديمقراطية بصلة ؟
كل ما الوقائع تثبت انكم على غير عهد ديمقراطي متين . لا احد يثق في ديمقراطية الآخر ولا احد يثق في الشعب... تظنون ان خصومكم استئصالين فتبررون لانفسكم ما يفند علاقتكم بهم لتصبح علاقة وجود وليست علاقة حدود. كلكم هاربون من الانتخابات حتى تتبين لكم الحصة الأوفر منها ...وحزب التحرير المرخص له يجاهر ا بكفره بالديمقراطية ,ولم يخف الجبالي حلمه بالخلافة السادسة, ولم يتردد السبسي في الدعوة لحل المجلس التأسيسي واضرب نواب الشعب تضامنا مع قطاع الطرق ومختطفي المواطنين في وضح النهار’ ويمضي اتحاد الشغل في الحملة الوطنية لدعم الاقتصاد زيدني في الشهرية ونقصلي في الخدمة ...
أولم يتردد عبد الناصر العويني القيادي بالجبهة الشعبية في اجتماع 4 ماي ببنزرت وسط هتافات الأنصار على الالحاح ( اسوة بالهمامي والطاهر بن حسين وتوفيق بن بريك ... وغيرهم كثير ) بان الصراع مع النهضة اصبح صراع وجود وليس صراع منافسة ودعا الى تجاوز نتائج ما يسمى بانتخابات وتشكيل حكومة انقاذ وطني عبر العصيان المدني ويمضي العديد في المجاهرة بالانقلاب على الديمقراطية ملوحين بمرتكزات النصرة المطلة من وراء البحار عبر محطات الجيران. اكد عضو الجبهة العويني في نفس اللقاء الشعبي بانه لا يمكن السماح بان تكون تونس مرتكزا ومنطلقا لتفتيت الجزائر وسودنتها ... وليس خافيا نداءات طلب الحماية من فرنسا التي وجهها مناضلون صادقون , وما خفي كان أعظم .
اولم يمت فوزي بن مراد المحامي وفي قلبه غصة بعد ان منعه رفاقه من التصريح بمعلومة عن الاثنين الذين تسللا عبر الحدود من الجزائر يوم اغتيال بالعيد...

5)سيكون الشعانبي بدون الغام فهل سيكون الاعلام كذلك؟
انا ادعوالى نصب خيام دعوية مرخص لها بجبل الشعانبي تدعو الله ان يحمي شعبنا الطيب والجاهل رغما عن انفه ( واذا لم يكن كذلك فان بن علي قد كان اصلح الحاكمين ) وان يهدي الله الجميع الى الرشد وبعض منابر الاعلام التي هبت في الوقت المناسب للبكاء على الحقوق المغتصبة للحرس والعساكر , واستحضار الاشرطة القديمة ولفها بموسيقى افلام الرعب , واُستُدرِج بعض الأمنيين الغلابى بحميمية للبكاء على سعدهم المكبوب بكل فخر في زمن الحرب والجرح ينزف واللغم يتكلم تلو اللغم...كما شرع الاعلاميون في استنهاض همم المواجهة الملعونة بين التوانسة حفاظا على الديمقراطية ودرءا للارهاب...
ويحدث ذلك في زمن فيه غابة الاعلام مفتوحة بلا حدود قبل وخلال وبعد تركيز الهيئة التعديلية للإعلام التي لن تتسامح في فرض حرية الاعلام ومقاومة الهيمنة ولن تسمح بتجاوز الخطوط الحمراء ودس الالغام المتعدية لزمن الدور الثاني للانتخابات الرئاسية المحتملة او المرتبطة حصريا بما يهدد السيادة وأمن البلاد والعباد في وضعنا الحالي وهو الآن ليس اقل من الحرب في شئ وفيه استدراج محبوك لنموذج تسعينات الجزائر.




Comments


16 de 16 commentaires pour l'article 65191

Toonssii  (Tunisia)  |Jeudi 16 Mai 2013 à 14:28           

الشعانبي لعبة باش يلهاو بيها لعباد و يبعدوهم على المطالبة بتحصين الثورة و المحاسبة و الكشف على القناصة و اللي يوظف فيهم , و و باش يعطلو كتابة الدستور اللي ماعجبش برشة عملاء إمتاع فرانسا ,و باش يحاربو الدين كيفما عمل سيدهم المخلوع تحت غطاء الإرهاب اللي هومة يصنعو في العمليات إمتاعو , و باش دزاير ما تتنقلهاش الثورة و يقولو آهو ثورة تونس أعطات إرهاب

Hammmmma  (Tunisia)  |Mercredi 15 Mai 2013 à 20:45           
طلعت كاميرا خفية حكاية الشعانبي...يلا تونس الله يقدر الخير

Tunisia  (France)  |Mercredi 15 Mai 2013 à 13:51           
تحليل جيد فيما يحدث في بلادنا ورسائل الي كل الاطراف ...

Tounsiakahaoua  (Tunisia)  |Mercredi 15 Mai 2013 à 11:46           
بالله عليكم دعوا جنود الوطن يعملون بعيدا على ضوضاء السياسيين وتوضيفهم للأحداث. أما أغلب الإعلاميون فهم أكبر منتجي إرهاب في تونس بعد أن كانوا أببرز داعمي الدكتاتورية

Toucom  (France)  |Mercredi 15 Mai 2013 à 11:27           
L'article est très clair il faut juste lire entre les lignes. en résumé tout le monde (ou presque) sait qui est derrière les événements de chaanbi mais tout le monde ne veut pas que tout le sache. shuut parlez doucement nos voisins entendent....

Langdevip  (France)  |Mercredi 15 Mai 2013 à 10:44           
زيت و نار،وقتاش زعمه تحبس المتاجره بالشعب التونسي
المتاخره مستمره من أصحاب الاقلام واصحاب القنواة التلفزيه
والراديو ؛ و جرايد بدورو،كل يوم وهومه إنابشوا كيف أولاد
البشنه.
بقى يظهرلي المعركه الكبرى مهياش جبل الشعانبي ،المعركه في الواقع معركه امتع كراسي وكل واحد يجبد
ليه والبلاد تاعبه ياسر والحلول ما ثماش بقى ممكن حل
واحد هوه رجوع الشعب إلى الشارع من جديد للقظاء على
هذا السم امتع 150 حزب مهمش وظانيين لانه التمويل
أجنبي والايدي الخاذله أجنبيه.
المهم الشعب فايق بقي مزال صابر على همو ،حتى
لوقتاش الله أعلم

Barbarous  (Tunisia)  |Mercredi 15 Mai 2013 à 10:17           
كاتب حذر يعرف كيف يضمن المعاني لكن المراوحة بين المواقف المتناقضة يجعل المقال دون روح سوى أنها رسائل موجهة لكل طرف على حدة دون أن يتخذ موقفا خاصا

Free_Mind  (Tunisia)  |Mercredi 15 Mai 2013 à 08:54           
Le pays est en crise et comme d'habitude on se defoule sur l'opposition et sur les medias.
vous n'en avez pas marre de jouer sur ce vieux disque?
en tout cas le peuple en a marre!

Amir1  (Tunisia)  |Mercredi 15 Mai 2013 à 08:32           
يستعصي فهم المقال على المتمرسين على البساطة في الفكر والقول

Rachid37  (France)  |Mercredi 15 Mai 2013 à 08:03 | Par           
Soyez courageux et parlez un peu mais bien.
La verite c nidaa tounis qui est deriere tout ça.
Sebsi l assassin.

MSHben1  (Tunisia)  |Mercredi 15 Mai 2013 à 07:15           
قتالي بني جلدتهم هم مجرمون و الاعلاميون المتأدلجون و اللاوطنيين و الباثين لسمومهم هم مجرمون ايضا و كلاهما اجرامه في حق الوطن و الناس .

انا خبير الاستراتيجيين mshben1 .

Potentialside  (Tunisia)  |Mercredi 15 Mai 2013 à 06:51 | Par           
هذا النوع من المقالات يجر البلاد الى الفتن و المجهول

Lazaro  (Tunisia)  |Mercredi 15 Mai 2013 à 05:25           
Casse tète cet article .tu es en train de perdre ton temps . sois clair et lucide dans tes propos cher auteur ....

Swigiill  (Tunisia)  |Mercredi 15 Mai 2013 à 03:36           
سيجدون لك دائما ما يشغلك عن التفكير في ما ينفعك اشغل وقتك بالتسلية و سيجدون هم الحل لمشكلاتك التي اوجدوها لك.

Wadi1  (Canada)  |Mercredi 15 Mai 2013 à 02:47           
مقال تافه ، تثرثير و دعاية سخيفة لحركة النّهظة


MOUSALIM  (Tunisia)  |Mardi 14 Mai 2013 à 23:33           
مقال طريف ومميز ومن غير المستبعد أن يكون التحالف الانقلابي معقد لدرجة أن تقدم الجبهة زعيمها قربانا من أجل الكرسي بمساندة الجزائر وفرنسا وبتستر من الحكومة التي اعتقلت العشرات ممن أضرموا النيران بسيارات من مشيعي جثمان بلعيد وقبرت أسرار الرؤوس المدبرة للفوضى بالبلاد....


babnet
*.*.*
All Radio in One