شبابنا بين مطرقة البطالة وسندان "الحرقة"

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5b15d2059924b0.02891975_pogqilnhkjefm.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم: ريم الخماسي

في زوايا المقاهي، وعلى أرصفة الشوارع، وفي قاعات الألعاب والحانات، يتسكع شبابٌ يحملون شهادات جامعية، لكنهم عاجزون عن إيجاد فرصة عمل تحفظ كرامتهم وتحقق أحلامهم. بعضهم يعمل نادلاً، وآخرون يكدّون في مهن لا تليق بمؤهلاتهم، بينما الأغلبية غارقة في البطالة، أو تائهة بين الانحراف واليأس.





إنها أزمة وجودية تعصف بجيلٍ أنهكه الانتظار وأحبطته الوعود الزائفة، فاختار الهروب من وطنٍ لم يمنحه سوى الشهادات...

في ظل هذا واقع كئيب، لم يعد البحر رمزًا للترفيه أو الاستجمام، بل تحول إلى ملاذ، إلى قارب نجاة وهمي، يركبه شبابٌ لا حبًا في المغامرة، بل هربًا من واقعٍ يشتد يومًا بعد يوم. "الحرقة" لم تعد فعلًا متهورًا، بل صرخة احتجاج على وطنٍ أغلق الأبواب في وجوههم.

كيف نطلب من شابٍ قضى سنوات في الدراسة، ثم سنوات أخرى في البطالة، أن يكون متزنًا ومتفائلًا؟ كيف نطالبه بالإيمان بـالمستقبل، وهو لا يرى في الأفق سوى الضباب؟

إننا أمام أزمة لا تُحل بـالشعارات، نحن بحاجة إلى إصلاحات جذرية، إلى سياسات تُعيد للشباب ثقته بنفسه وبوطنه. نحتاج إلى أن نستمع إليهم، لا أن نُلقنهم. أن نمنحهم الفرص، لا أن نُحبطهم.

حين تقبر الشباب في زنزانة البطالة، يصبح البحر خيارًا ـ لا لأنه يحب المغامرة، بل هو هروب من واقع لا يعرف مرارته سوى من شرب من كأس الانتظار ووعود كقصبة في مهب الريح...


Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 315517


babnet
*.*.*
All Radio in One