قراءة في المشهد الأخير لمسلسل الحرقة‎

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/60901ec683e6b0.29590179_hlqpeonijfkgm.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم : ناصر الرقيق



ينتهي مسلسل « الحرقة » بمشهد يتواجد فيه مجموعة الحرّاقة ( الأبطال ) وجها لوجه مع البحر في رحلة هروبهم من الشرطة الإيطالية ( عودتهم للنقطة صفر )، و في نفس اللحظة ينزل من زورق وصل لتوّه مجموعة جديدة من الحرّاقة و أصواتهم تهتف بالنصر و كلّهم سعادة ( بداية تعاستهم ) ثم تأتي آخر صورة ( قبل شارة النهاية ) لمجموعة من الملتحين و وراءهم لافتة مكتوب فيها ( لا إلاه إلّا الله ) تحديدا شعارداعش شكلا في إيحاء بأنّ الواصلين الجدد هم نوعية جديدة من الحرّاقة.




فكأنّنا بالمخرج و السيناريست بهذه النهاية يريدان القول بأنّ « الحرّاقة » الجدد أي ما بعد 2011 هم نوعية جديدة عكس تلك التي عرفتها أوروبا ما قبل ذلك التاريخ، « فحراقة » اليوم، ليسوا إلاّ دواعش صدّرتهم دولهم لأوروبا و هنا تلتقي هذه الرؤية مع رؤية اليمين المتطرّف في أوروبا الذي يزعم هذا الزعم، حيث يربط بين الهجرة و الإرهاب و هو زَعْمٌ خبيث المراد منه مزيد التضييق على المهاجرين ( تحديدا المسلمين ) و تحجيم تواجدهم في أوروبا.

في إعتقادي لم ينجح المخرج و السيناريست في هذا الإسقاط و تبنيّا عن وعي ( أو عدمه لا أعرف تحديدا ) هذه الرؤية اليمينية المتطرّفة فيالربط بين الهجرة و الإرهاب.

و للعلم فأوروبا تعرضت لعشرات الهجمات الإرهابية قبل 2011 و للعلم أيضا فإنّ نسبة مرتكبي الأعمال الإرهابية من مواطني تلك الدولأكبر بكثير من نسبة المهاجرين المتورطين في أعمال إرهابية و بالتالي فهذا الربط لا أساس واقعي أو علمي له.

إشارة 1 : أكبر الهجمات الإرهابية التي حدث في أوروبا لم ينفذها مهاجرون بل مواطنون.

إشارة 2 : قد يكون هذا المشهد صمّم لغايات إنتاجية أي لإرضاء الجهات الإيطالية التي تعاونت من خلال فتحها لأراضيها أين صُوِّرَ جزء من العمل...أقول قد يكون، أيّ أنّها مجرّد فرضيّة.

إشارة 3 : بخلاف هذا المشهد و خاصة اللقطة الأخيرة يبقى هذا العمل محترم جدّا.

إشارة 4 : لم أشاهد إلا هذا العمل لأنّه يدخل في مجال عملي.

إشارة 5 : أنا أعمل بمجال الهجرة و اللجوء منذ 2018 و مرّت أمامي عشرات قصص الحرقة أي أنّي أعرف عمّا أتحدّث.

كان هذا هو المشهد الختامي لمسلسل « حرقة ».


Comments


2 de 2 commentaires pour l'article 225197

Anis_El_Beji  (Tunisia)  |Mardi 4 Mai 2021 à 09:48           
تحليلك لمشهد الحراق الذي تحول لارهابي فيه الكثير من المبالغة و التجني على المسلسل... أولا لأن مشهد الارهابيين فيه شخص واحد من مجموع الحراقة وهو خالد... يعني التحليل السليم هنا هو أنه يمكن أن يكون هناك من بين الحراقة من يتم استقطابهم من قبل المجموعات الارهابية و ليس كلهم.... ثانيا و بكل بساطة، المخرج قام بايحاء لموضوع مسلسله القادم أو الجزء القادم من نفس المسلسل و الذي سيكون موضوعه الارهاب... ثالثا و تدعيما لما قلته و في تصريح صحفي للمخرج لسعد
الوسلاتي قال أن في ذهنه ثلاث مشاريع يحلم بانجازها و قد أنجز منها المايسترو و حرقة و بالتالي أستطيع أن أتوقع أن المشروع القادم هو مسلسل عن الارهاب....

AlHawa  (India)  |Mardi 4 Mai 2021 à 09:11           
أنا كانت عندي قراءة أخرى لذلك المشهد، طبعا يمكن أن تتعدد القراءات! فمشهد ظهور الداعشي في آخر لقطة، ربما تقول أن هناك من الأولياء من يعتقد أن إبنه حرق إلى إيطاليا و لكنه سافر إلى داعش! بحيث لم تظهر صلة الحراقة بأمهات و أباء الباحثين في تونس الا في شخصيات قليلة، لا يزال بعض الأباء لم يتبين من إبنه في المسلسل! و كإشارة أن هناك إحتمالات أخرى لإختفاء الأبناء، ظهر إحتمال داعش. طبعا يمكن أن أكون مخطئ!


babnet
*.*.*
All Radio in One