قراءة في المشهد الأخير لمسلسل الحرقة

بقلم : ناصر الرقيق
ينتهي مسلسل « الحرقة » بمشهد يتواجد فيه مجموعة الحرّاقة ( الأبطال ) وجها لوجه مع البحر في رحلة هروبهم من الشرطة الإيطالية ( عودتهم للنقطة صفر )، و في نفس اللحظة ينزل من زورق وصل لتوّه مجموعة جديدة من الحرّاقة و أصواتهم تهتف بالنصر و كلّهم سعادة ( بداية تعاستهم ) ثم تأتي آخر صورة ( قبل شارة النهاية ) لمجموعة من الملتحين و وراءهم لافتة مكتوب فيها ( لا إلاه إلّا الله ) تحديدا شعارداعش شكلا في إيحاء بأنّ الواصلين الجدد هم نوعية جديدة من الحرّاقة.
فكأنّنا بالمخرج و السيناريست بهذه النهاية يريدان القول بأنّ « الحرّاقة » الجدد أي ما بعد 2011 هم نوعية جديدة عكس تلك التي عرفتها أوروبا ما قبل ذلك التاريخ، « فحراقة » اليوم، ليسوا إلاّ دواعش صدّرتهم دولهم لأوروبا و هنا تلتقي هذه الرؤية مع رؤية اليمين المتطرّف في أوروبا الذي يزعم هذا الزعم، حيث يربط بين الهجرة و الإرهاب و هو زَعْمٌ خبيث المراد منه مزيد التضييق على المهاجرين ( تحديدا المسلمين ) و تحجيم تواجدهم في أوروبا.
في إعتقادي لم ينجح المخرج و السيناريست في هذا الإسقاط و تبنيّا عن وعي ( أو عدمه لا أعرف تحديدا ) هذه الرؤية اليمينية المتطرّفة فيالربط بين الهجرة و الإرهاب.
و للعلم فأوروبا تعرضت لعشرات الهجمات الإرهابية قبل 2011 و للعلم أيضا فإنّ نسبة مرتكبي الأعمال الإرهابية من مواطني تلك الدولأكبر بكثير من نسبة المهاجرين المتورطين في أعمال إرهابية و بالتالي فهذا الربط لا أساس واقعي أو علمي له.
إشارة 1 : أكبر الهجمات الإرهابية التي حدث في أوروبا لم ينفذها مهاجرون بل مواطنون.
إشارة 2 : قد يكون هذا المشهد صمّم لغايات إنتاجية أي لإرضاء الجهات الإيطالية التي تعاونت من خلال فتحها لأراضيها أين صُوِّرَ جزء من العمل...أقول قد يكون، أيّ أنّها مجرّد فرضيّة.
إشارة 3 : بخلاف هذا المشهد و خاصة اللقطة الأخيرة يبقى هذا العمل محترم جدّا.
إشارة 4 : لم أشاهد إلا هذا العمل لأنّه يدخل في مجال عملي.
إشارة 5 : أنا أعمل بمجال الهجرة و اللجوء منذ 2018 و مرّت أمامي عشرات قصص الحرقة أي أنّي أعرف عمّا أتحدّث.
كان هذا هو المشهد الختامي لمسلسل « حرقة ».
Comments
2 de 2 commentaires pour l'article 225197