بورقيبة بين التاريخ و السياسة

كتبه: توفيق الزعفوري..
لكل عملة وجهان، و لكل رأي ، رأي يقابله، أو هو يناقضه تماما، المشكل يبقى في تكلّس العقول، و عدم رغبتها في قبول الاختلاف أو التغيّر، فقط إثنان لا يتغيران : الأحمق و الميت، و من هنا إرتأينا أن نكشف من كتب التاريخ زوايا مظلمة، لا يريد أصحابها قراءتها أو حتى تصديقها و الإقتناع بها، و هي متاحة لمن يريد و لمن يبحث لغاية التمحيص و التثبت و إدراك الحقيقة ..
لكل عملة وجهان، و لكل رأي ، رأي يقابله، أو هو يناقضه تماما، المشكل يبقى في تكلّس العقول، و عدم رغبتها في قبول الاختلاف أو التغيّر، فقط إثنان لا يتغيران : الأحمق و الميت، و من هنا إرتأينا أن نكشف من كتب التاريخ زوايا مظلمة، لا يريد أصحابها قراءتها أو حتى تصديقها و الإقتناع بها، و هي متاحة لمن يريد و لمن يبحث لغاية التمحيص و التثبت و إدراك الحقيقة ..
يقول المؤرخ الصغير الصالحي في كتابه الإستعمار الداخلي ط2 ص295 متحدثا عن سياسة بورقيبة إزاء شعبه و الجهات في اختتام مؤتمر الحزب عام 1970 ما يلي: "أريد أن يخلفني الهادي نويرة في الرئاسة عندما ألتحق بجوار ربي" و قد اعادها محمد مزالي، و تعلل بأن مزالي يعرفه الشعب لذلك سيخلفه، فبورقيبة يريد أن يحكمنا حتى بعد وفاته بتنصيب ابن جهته، و فعلا نجح في ذلك لأكثر من نصف قرن..
في خطاب له ذات أفريل من عام 1960 وبّخ بورقيبة اهل باجة، و وصفهم بالخنوع و قبول الاستعمار، و في خطاب 10/8/1957 وصف سليانة بأنها جهة تواطأت مع الفساد و النفاق، و في خطاب آخر نعت أهالي القصرين بالكسل، أما قفصة فقد كان لها نصيب الأسد و قال فيها "هؤلاء قاموا في الجبال و شكلوا ما يدعى بجيش التحرير، و ظهر فيهم القايد لزهر و القايد ساسي.. فإننا استثمرنا جهودهم و تخلينا عنهم، و عندما لا يتقن هؤلاء غير الرفش و المساحاة، فليس من المنطق ان نسند لهم شيئا آخر".. من خطاب القصبة، جانفي 1963.
أما الجنوب فهو بعيد عن مركز السلطة( خطاب ديسمبر1958).
هذه النظرة انتجت إستعمارا داخليا و هيمنة جهة واحدة على كل تونس، و هو ما جعل الثورة ذات بعد واحد...
فمن يريد أن يستثمر في الإرث البورقيبي نقول له أن بورقيبة انسان يخطئ و يصيب، و عليهم أن يقرأوا التاريخ و الا يتعصبوا، و من حقنا ان نبحث في أفكار بورقيبة و البورقيبية ، بالنقد و التحليل، فعقل بورقيبة الجهوي أو القبلي، و هي ثقافة ما قبل الدولة و ما قبل الحداثة، إشتغل لا كرجل دولة، و إنما كرجل للمنستير أولا، ثم رجل الساحل ثانيا، فكان الهادي خفشة( ولد خالته) نائبا عن جهة القصرين طيلة 18 عاما، و محمد المصمودي من سوسة قبل احداث ولاية المهدية، و محمد مزالي، نائبين على قفصة طيلة 15 عاما، المصمودي كان نائب قفصة و في نفس الوقت سفير تونس في باريس!!!!.
محمد الصياح( المنستير) نائبا على جندوبة طيلة 12 عاما أما في الخارج فهو رجل فرنسا
هذا غيض من فيض، من كتب التاريخ ، دون أن نتجنى على الرجل، و ما خفي كان أعظم، و إنما نحن نورده حتى نعتبر منه و لا نقع فيه، و حتى يصار إلى تنسيب الحقيقة و إعطاء الرجل حق قدره دون مبالغة أو تقصير، فالمهورلون و المتسارعون باتجاه قرطاج ، ينسبون أنفسهم و يعقدون اجتماعاتهم و مؤتمراتهم تيمّنا بالبورقيبية و بورقيبة .
لا نريد أن نعيش زمن بورقيبة الذي مضى و لا أن تخطئوا كما أخطأ، فلكل زمن سياقاته و لكل زمن رجالات و تونس لكل التونسيين
حفظ الله تونس ورزق أهلها وذويها الرجال الصالحون الذين لا يبتغون غير خدمتها و الموت في سبيلها...
Comments
1 de 1 commentaires pour l'article 187628