بينكم وبينها دم..

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5c9480f42aa6f5.27009393_eholkjgqnpmif.jpg width=100 align=left border=0>


نصرالدين السويلمي

كان كبار شعراء القبائل العربية قبل الإسلام لا يردون على هجاء الإماء، فقط يردون على الحرائر، يستنكفون من ذلك لأن الامة طوافة على فُرش الاسياد، طوافة على خدمتهم، ولما كانت كثيرة التنقل من مخدع سيد الى آخر، استكثروا الرد عليها.

...


وجب التنبيه والتنبيه الشديد على أنصار النهضة، بل وجب تحذيرهم من مغبة الاستجابة الى استفزازات العار المخضرم، تلك التي ذكّرتهم بالدم الذي بينهم وبين منظومات القمع، بورقيبية كانت ام نوفمبرية، يتحتم ضبط النفس وعدم الرد على "اللّواح" التي ذكّرتهم بدمائهم التي سالت ورقابهم التي تدلت و جثامينهم التي استقبلتها المقابر في الليل البهيم، والتوابيت التي مُنع فتحها وحُرم اهلها من إلقاء النظرة الأخيرة وغاص الشهيد في الأرض بدمه وتابوته، بجوعه وعطشه، بثيابه القديمة التي لم ينزعها منذ زمن الإيقاف الى زمن توقفت فيه حياته إلى الأبد.. وبقرار مباشر من الذي قالت عنه الرّغوة "ماكيفو حد"

البعض أخذتهم الحيرة حين شاهدوا "الرّغوة" التجميعية تمتنع عن مصافحة رئيس بلدية القلعة الكبرى، وتفاقمت الحيرة حين سمعوا الرغوة تبرر امتناعها عن المصافحة بما بينها وبينهم من دم!!! لم يفهم الكثير فحوى العبارة، أي دم تقصد؟ أليست هذه الرغوة مع كل الزبد التجمعي من امتصوا دماء التونسيين و أهرقوا دماء النهضاويين، فهل تراها تذكّرهم اليوم بأنها وتجمعها من شربوا من دمهم، تفعل ذلك لتدفعهم الى رد الفعل حتى تتمعش من عائدات الرد! هو ذاك وليس غيره، لقد أرادت القول "إننا نحن من عذبناكم حتى سال الدم، ونحن الذين قنصناكم حتى انهمر الدم ، ونحن الذين شنقناكم حتى اختنق الدم.." إذا هي تستفزكم، تحرك فيكم نار الانتقام، تعرض عليكم جرائمها وجرائم تجمعها لعلكم تغادرون أبراج الحكمة، وتترجلون عن الصبر، لترتكبوا في حقها ما يرفعها الى مقام الضحية، أي ردة فعل عنيفة أو طفيفة، ستحتملها الرغوة وتذهب بها الى وسائل اعلامهم لتنميها وتنمقها .. ثم تشرع في التسول بها، تماما مثل الكثير من الأحزاب والشخصيات السياسية التي تمارس التسول الذليل، بجنازة، بغرفة، بقصة خيالية، بأنفاق الشعانبي، بميناء الزنتان، بمدرسة الرقاب..بالرقاب ..بسيدي بوزيد..بتونس..لا يهم البضاعة التي يتسولون بها، المهم ان يبقى حبل التسول على الجرار، فهم لا يسترزقون بالحلال، يسترزقون بالتسول المهين او بالحرام الزقوم.

هي تريد ان تذكركم، أن بينكم وبينها دم..أي نعــــم.. بينكم وبينها عبد الرؤوف العريبي، بينكم وبينها فتحي الخياري، بينكم وبينها رشيد الشماخي..عامر دقاش..عبد العزيز المحواشي..عبد الواحد عبيدلي.. فتحي الوحيشي.. كمال المطماطي.. لطفي قلاع.. مبروك الزمزمي.. نور الدين العلايمي.. اسماعيل خميرة..عزالدين بن عائشة.. الشاذلي بن حريز..رضا البقجاوي..سحنون الجوهري.. مبروك الزرن..عبد القادر الصويعي..علي المزوغي..رضا الخميري..عبد الوهاب بوصاع.....ثم بعد كل هؤلاء، بينكم وبين الخردة..جمــــــــــــــــــــيل وردة...

بينكم وبينها دماء اليوسفيين، بينكم وبينها دماء صباط الظلام، بينكم وبينها دماء بن يوسف والشرايطي والرحموني..بينكم وبينها دماء جانفي 78، بينكم وبينها قفصة 1980، بينكم وبينها دماء شهداء التسعينات، بينكم وبينها دماء شهداء ثورة الحرية والكرامة...هذه دماء الشعب واضحة معلومة مبجلة مكرمة، فلترنا الرغوة دمها الذي تقصده!

ايتها الانت: هذه دماء الشهداء، دماء ثقيلة زكية ،يحكم فيها الله والقضاء، يركن فيها اصحابها الى ثقافة الدولة وحس الوطن، وليس الى ثقافة زُليمة مغتاظة، تندب انتهاء صلاحياتها، تعربد في الطريق العام، تسعى الى الاستحواذ عن ذكر باستعمال القوة المفرطة مع سبق الإصرار والترصد.

رحم الله شهداء المحنة..شهداء الثورة..شهداء تونس.. جميع الشهداء..حفظ الله تونس من جميع اللقطاء.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 179153


babnet
All Radio in One    
*.*.*