التجربة السياسية اكثر من ضرورية لتحمّل المناصب و المسؤولية

مرتجى محجوب
استرعى انتباهي و انا اتابع الاخبار العالمية ما حققته أنغريت كرامب كارينباور من فوز باهر في انتخابات الحزب المسيحي الديموقراطي الالماني بحصولها على نسبة 51.8 % من الاصوات لتخلف انغيلا ميركل المستشارة الالمانية التي اعتبرها رائعة بكل المقاييس .
استرعى انتباهي و انا اتابع الاخبار العالمية ما حققته أنغريت كرامب كارينباور من فوز باهر في انتخابات الحزب المسيحي الديموقراطي الالماني بحصولها على نسبة 51.8 % من الاصوات لتخلف انغيلا ميركل المستشارة الالمانية التي اعتبرها رائعة بكل المقاييس .
انضمت كارينباورالبالغة 56 عاما من العمر إلى حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي في عام 1981، حين كان عمرها 19 عاما. وبعد نجاحها في الحصول على درجة الماجستير في العلوم السياسية، شقت طريقها للصفوف العليا في الحزب.
وكانت كارينباور أول امرأة تتولى رئاسة الحكومة في ولاية سارلاند، وهو المنصب الذي احتفظت به خلال الفترة بين 2011 و2018.
ما اردت التاكيد عليه هو ان مسار كارينباور هو المسار الطبيعي لمن رام تقلد المناصب العليا في الدولة اذ لا يمكن بل يصبح من الخطورة بمكان ان تمنح رئاسة الجمهورية او الحكومة لشخصية لازالت في مرحلة المراهقة السياسية بمعنى انها لم تتسلق المناصب الحزبية او تتدرج في المسؤوليات السياسية لتجد نفسها فجاة و بحكم قرابات عائلية او لوبيات ذات مصلحة ضيقة و فئوية في صدارة المشهد الوطني و ماسكة بصلاحيات قيادة السفينة رغم حداثة حصولها على رخصة السياقة .
اقرأ أيضا: كيف راوغت ماركل أشباح الماكينة الأصولية

ان ما يحصل في فرنسا و ما يمكن لا قدر الله ان يحصل في تونس لهو في جزء كبير منه نتيجة منطقية لقيادة تفتقد للخبرة و التجربة السياسية التي تجعلها تدرك عواقب و تبعات قراراتها و توجهاتها النظرية لتنحى في طريق و ان كان يتسم بالبطء فانه ثابت و لا يساهم في زعزعة اسس الدولة الوطنية و يستفز الطبقات المهمشة و الضعيفة و حتى المتوسطة و الحضرية .
و لعل من السمات الاساسية للمراهقين سياسيا هي "صحة الراس" و السعي الدائم للهروب الى الامام من دون الاصغاء لمن هم اكثر تجربة و حكمة و خبرة ميدانية ,فلا يستفيقون الا عندما يقبلون الحائط بشفاههم و تفرض عليهم الاحداث نهاية سياسية مبكرة ,علاوة على الاضرار التي سيتكبدها كالعادة عموم الشعب الكادح في سبيل لقمة العيش الكريم .
في تونسنا العزيزة علينا ة "سوّد وجهك تولّي سياسي" فبحيث تمنح الوزارات لمن لا يفرّقون بين سلطة تنفيذية و اخرى تشريعية و بين يمين و يسار لنمرّ بمراحل صعبة و دقيقة اوصلتنا اليوم الى مازق حقيقي علينا بذل اقصى مجهوداتنا للخروج منه .
في المقابل فلا خوف على المانيا ذلك البلد الذي اعشقه حدّ النّخاع بعد بلدي تونس, مادامت المناصب لاتهدى فيه لمن هبّ و دبّ بل تنتزع عن جدارة و استحقاق و تضحيات و بذل و عطاء و اساسا حبّ و تعلّق بالوطن يشهد به الخصوم قبل المؤيّدين .
ناشط سياسي مستقل
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 172816