قصة قطط السجن و الحداثيين

الصادق شورو
لما كنت في السجن كانت لي عِبَر كثيرة من واقع الحياة في السجن ، و من أطرف هذه العبر أن فصل الشتاء كان فصل تزاوج القطط ، و ما اكثر القطط في السجن ، فكنتُ ارى عند خروجي للفسحة ، سربا من الذكور يتداولون على الأنثى الواحدة ، و كنت اتساءل كيف لا يستحيون و هم يفعلون ذلك على مرأى من الناس و لا يستخفون ، و لكن كنت أراجع نفسي فأقول : هذه حيوانات خلقها الله و ركَّب فيها الشهوة و لم يركِّب فيها العقل ، و لو ركب الله فيها العقل لكان لها حياء .
لما كنت في السجن كانت لي عِبَر كثيرة من واقع الحياة في السجن ، و من أطرف هذه العبر أن فصل الشتاء كان فصل تزاوج القطط ، و ما اكثر القطط في السجن ، فكنتُ ارى عند خروجي للفسحة ، سربا من الذكور يتداولون على الأنثى الواحدة ، و كنت اتساءل كيف لا يستحيون و هم يفعلون ذلك على مرأى من الناس و لا يستخفون ، و لكن كنت أراجع نفسي فأقول : هذه حيوانات خلقها الله و ركَّب فيها الشهوة و لم يركِّب فيها العقل ، و لو ركب الله فيها العقل لكان لها حياء .
فلما انتهى الى علمي ان بعض الحداثيين يطالبون بفتح المقاهي في رمضان ليجاهروا بفطرهم تذكّرت قصة قطط السجن التي لا تستحي من التزاوج جهرة ، فقلت ما الفرْق بين هؤلاء المجاهرون بالفطر في رمضان و بين تلك القطط ، و لئن كانت القطط تفعل ذلك لان الله ركّب فيها الشهوة و لم يركِّب فيها العقل فإن أولائك الحداثيين هم اضلُّ من القطط ، لان القطط لم يُركب فيها العقل بينما هؤلاء قد رُكب فيهم العقل لكن طغت شهوتهم على عقلهم فأصبحوا بمثابة الحيوانات التي لا تعقل .
" وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا ( اي لا يعقلون بها ) وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ ( و هي الإبل و البقر و الضان و المعز ) بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ " (الاعراف 179)
Comments
4 de 4 commentaires pour l'article 162129