صراع إعلامي وإستثماري إماراتي-قطري لكسب ودّ الجزائر...وتونس مربط الفرس

طارق عمراني
الجزائر بلد المليون ونصف شهيد،الشقيقة الكبری لتونس والتي تربطها بها روابط اثنية وجغرافية ،واحدة من اكبر دول افريقيا واهمها استراتيجيا وإقتصاديا والتي صنف جيشها حسب تقرير "فوربس" ضمن أقوی 10 جيوش في شمال افريقيا والشرق الاوسط .
الجزائر بلد المليون ونصف شهيد،الشقيقة الكبری لتونس والتي تربطها بها روابط اثنية وجغرافية ،واحدة من اكبر دول افريقيا واهمها استراتيجيا وإقتصاديا والتي صنف جيشها حسب تقرير "فوربس" ضمن أقوی 10 جيوش في شمال افريقيا والشرق الاوسط .
الجزائر الدولة المفتاح في منطقة جنوب المتوسط والعتبة التي تقف عندها كل القوی العالمية فلا طبخة سياسية تطبخ دون إستشارتها في المنطقة وهو مايفسر الزخم الدبلوماسي الذي يشهده قصر المرادية فبعد أيام من زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ،يجري وزير الداخلية السعودي عبد العزيز بن نايف آل سعود زيارة رسمية للجزائر لترميم العلاقات الفاترة التي تسبب فيها "تيفو" رفعه جمهور عين مليلة الجزائري ضد العاهل السعودي وجس نبض الزيارة الاخيرة لأردوغان والتي لاقت ترحيبا إعلاميا وسياسيا واسعا اعتبره البعض بداية لشراكة استراتيجية تركية جزائرية اثارت حفيظة المعسكر المناوئ (الحلف الامارا-سعودي-مصري) .
هذه الزيارة الرسمية لوزير الداخلية السعودي تتزامن مع زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلی القاهرة في اول زيارة رسمية له وهنا يتضح لنا الصراع بين المحاور الاقليمية ،المحور التركي من جهة عبر جولة اردوغان الافريقية الاخيرة و الحركية الدبلوماسية السعودية التي تلتها وشملت مصر الحليف الاول الإفريقي و أيضا الجزائر التي تمثل نقطة صراع مفصلي في التوازنات الإقليمية وهذا مايفسر الإستنفار الاعلامي للإمارات الذراع السياسية للحلف السعودي من جهة والاستنفار القطري الذراع السياسي والإعلامي للحلف التركي.
المغازلة الاعلامية و الاقتصادية للجزائر
من الملاحظ الجلي لكل المتابعين ان الجزائر هي المستفيد الاكبر من صراعات المحاور الإقليمية سياسيا وإقتصاديا فالثقل الجيو سياسي للجزائر حال دون اي اختراق سياسي او مخابراتي مشبوه من قبل المستعمر التاريخي (فرنسا) والامبرياليات النفطية الصاعدة مما دفع دول البترودولار إلی مغازلة الجزائر استثماريا وهو ما ينعكس من خلال الإستثمارات العملاقة من كلا المحورين فبعد مشروع بلارة القطري للحديد والصلب في ولاية جيجل الجزائرية و مشروع غليزان للنسيج الرائد بشراكة تركية (اكبر معمل للنسيج في افريقيا) هرولت الشركات الاماراتية لتوقيع اتفاقات استثمارية مع وزارة الإقتصاد الجزائرية بقيمة 20 مليار دولار وتعهدات بمضاعفة رقم الاعتمادات في السنوات القليلة القادمة.
أما علی المستوی الاعلامي فنشرت صحيفة الراية القطرية مقالا بتاريخ 28 فيفري 2018 تحت عنوان "دعم الجزائر لقطر ضد الحصار يقلق الإمارات" حيث اعتبر اليومية القطرية ان الجزائر اصبحت في الآونة الاخيرة مصدر قلق كبير للإمارت بسبب سياستها المخالفة لإتجاهات ابوظبي الشيطانية بالمنطقة، وخاصة موقف الجزائر الأخير من الازمة الخليجية ودعمها قطر ضد الحصار الجائر ،وأضاف المقال انه خلال السنوات الاخيرة فجّر عدد من القضايا الاقليمية الخلافات بين الجزائر والامارات ووسعت الهوة بينهما غير ان الدولتين حافظا علی الشكل الدبلوماسي في العلاقات رغم التباعد الكبير بين سياسات كل منهما ومحاولات الامارات اجتذاب السياسة الخارجية الجزائرية لها مع رفض متواصل جزائري.
وفي نفس السياق إستغلت بوابة العين الالكترونية الإماراتية في مقالا لها نشرته بتاريخ 3 مارس 2018 (نقلته عنها كل الصحف الامارتية )،تصريحا للناطق بإسم وزارة الخارجية الجزائرية عبد العزيز بن علي الشريف علی هامش زيارة وزير الداخلية السعودي للجزائر اعتبر فيه ان الجزائر تتعامل بسياسة الصفر اعداء وعلاقتها متينة مع كل الاشقاء العرب بما فيهم الامارات والسعودية،وهو ما اعتبرته بوابة العين والمواقع الاماراتية ردّا مباشرا وتكذيبا للتقارير الاعلامية القطرية وخاصة مقال صحيفة الراية الذي تحدث عن ازمة بين الجزائر والإمارات.
البراغماتية الجزائرية وخط الامن القومي التونسي الاحمر
ان هذه البراغماتية الجزائرية التي تحاول تطويع صراعات المحاور الاقليمية لصالحها دون الاصطفاف الواضح وراء اي معسكر تؤكد نجاعة السياسة الجزائرية الاقليمية وعدم انسياقها وراء التعامل مع الدول وفق منظور ايديولوجي فغاية الجزائر هي دعم الإقتصاد بإستقطاب اكبر حجم ممكن من الاستثمارات وهو ما نجحت فيه مع حماية امنها القومي من الاختراقات مع تعامل الجزائر في هذا الموضوع بسياسة الخطوط الحمراء ومن بينها تونس التي تمثل جزءا من أمنها القومي مع حدود برية شاسعة تسعی الجزائر علی تأمينها بقطع الطريق امام كل محاولات التآمر علی الإستقرار التونسي...
Comments
7 de 7 commentaires pour l'article 157163