ابرز ''الانجازات'' الاولية لزيارة ترامب: ''رؤية استراتيجية'' سعودية امريكية للقضاء على ''حزب الله''

<img src=http://www.babnet.net/images/8/atwan720.jpg width=100 align=left border=0>


عبد الباري عطوان
رأي اليوم

نعترف اننا اصبنا بـ”الدوار” ونحن نتابع ارقام صفقات الاسلحة الضخمة، العسكرية والاستثمارية، التي جرى توقيعها بين المسؤولين السعوديين والامريكيين اثناء وقائع اليوم الاول لزيارة الرئيس دونالد ترامب للعاصمة السعودية الرياض، وتحول هذا “الدوار” الى صداع مزمن قاتل، بعد الانصات لما ورد في المؤتمر الصحافي المشترك للسيد عادل الجبير وزير الخارجية السعودي مع نظيره الامريكي ريكس تيرلسون، خاصة الفقرات التي تتعلق بـ”الرؤية الاستراتيجية” المشتركة لبلديهما في المنطقة، والبنود المتعلقة منها بايران واليمن وسورية.

اذا بدأنا بالصفقات العسكرية، والتي بلغت قيمتها 460 مليار دولار من بينها فقرة فورية التسليم بحدود 110 مليار دولار، تشمل منظومة صواريخ “ثاد” المضادة للصواريخ، ومنصات بحرية، وذخائر وقنايل ذكية، والباقي، اي 350 مليار دولار، فسيجدى تسليمها على مدى السنوات العشر المقبلة، هذا عدا الصفقات والاستثمارات المالية السعودية في مشاريع البنى التحتية الامريكية.



انها زيارة تاريخية فعلا، وصفقاتها “سوبر تاريخية” وغير مسبوقة ايضا، فاذا كانت كل هذه الصفقات العسكرية وارقامها، لا تحقق التفوق العسكري السعودي في منطقة الشرق الاوسط، ولا تكسر احتكار اسرائيل له، فمعنى ذلك انها اسلحة اقل فاعلية، ومنزوعة الدسم، والمواصفات التكنولوجية المتقدمة، ولا تضم طائرات حربية مثل “اف 35″ التي حصلت عليها اسرائيل قبل عدة سنوات.



ان تظل اسرائيل متفوقة عسكريا رغم كل الارقام “الفلكية”، فهذا يعني ان الصفقات وما تضمه من معدات عسكرية، غير موجهة على الاطلاق، لا اليوم ولا بعد عشر سنوات لتحرير الاقصى، ومدينة القدس، وانما لمحاربة دول اقل تقدما في مجال الدفاع مثل اليمن وايران، وربما العراق وسورية ايضا.
الحديث عن ايران، وهنا ننتقل الى محاولة تفكيك شفرة “الرؤية الاستراتيجية”، انصب كامل المؤتمر الصحافي باتجاه المواجهة العسكرية، والشروط والمطالب التعجيزية “المهينة”، بينما كان السيد الجبير ودودا جدا فيما يتعلق بدولة الاحتلال الاسرائيلي، وانحصر في عبارة واحدة وهي “مستمرون بالعمل مع الولايات المتحدة لتحقيق السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين”، اي انه كان يتحدث عن هذه القضية كما لو انها في امريكا الجنوبية او البحر الكاريبي، ولم يطالب مطلقا بانتهاء الاحتلال او الانسحاب الاسرائيلي، فمثل هذه الكلمات “محرمة” وغير موجودة في قاموسه.
اخطر ما ورد في تصريحات السيد الجبير، ويسلط الضوء على الهدف الاساسي من هذه “الروية الاستراتيجية”، قوله “ان ايران اسست اكبر منظمة ارهابية، وهي “حزب الله” الى جانب دعمها لجماعات ارهابية مثل “القاعدة” و”طالبان” وعليها تفكيك هذه الشبكات الارهابية قبل اي حوار معها”.
المقصود من هذا الكلام هو “حزب الله”، اما “القاعدة” و”الطالبان”، فقد جرى جرها جرا في هذا السياق، فالسعودية دعمت طالبان واعترفت بها ودولتها، وهناك سفارة لها في الدوحة، وبمباركة امريكية لرعاية التفاوض بين مندوبي الحركة وممثلي البيت الابيض.
“الرؤية الاستراتيجية” السعودية الامريكية كما نفهمها، هي القضاء على اي خطر يمكن ان يهدد سرائيل، وخاصة “حزب الله”، وربما حركتي “حماس″ والجهاد الاسلامي” وباقي حركات المقاومة الاخرى، والاسلحة التي ستحصل عليها السعودية هي لتحقيق هذا الهدف، ولذلك لم يكن مستهجنا بالنسبة الينا دعوى السيد سعد الحريري، رئيس وزراء لبنان المعادي لحزب الله، وليس الرئيس ميشال عون لحضور القمة العربية الاسلامية التي سيشارك فيها الرئيس ترامب.
نحن الآن امام “ميثاق” يتبلور لتحديد اهداف “الناتو” العربي الاسلامي الذي تريد القيادة السعودية تأسيسه بطلب امريكي، وهو محاربة ايران “وحزب الله” واشعال فتيل الحرب الشيعية في المنطقة والعالم الاسلامي، تماما مثلما تأسس حلف الناتو الغربي لمحاربة الشيوعية وحلفائها، ولا نستبعد ان يكون هذا “الميثاق” الجديد والمتوقع يتضمن نصا صريحا على انضمام اسرائيل، وربما قيادتها لهذا الحلف الاسلامي العربي الذي باتت ملامحه تتبلور يوما بعد يوم.

*


“الدولة الاسلامية”، اي داعش، وجبهة النصرة، ليسا هدفا لحلف الناتو العربي الجديد، لان القضاء عليهما لا يحتاج الى عقد صفقات بأكثر من 500 مليار دولار تقريبا، فهما لا تملكان صواريخ ولا طائرات، ولا زوارق او غواصات بحرية، كما ان الحرب مع اسرائيل ليست من اهدافهما المعلنة، حتى الآن على الاقل، هذا الحلف الذي سيكون نواة شراكة استراتيجية امريكية سعودية هو للحرب على ايران والعراق وسورية، وربما على روسيا اذا لزم الامر، وحدثت صدامات بين القوتين العظميين في سورية او غيرها، اي كسر “فوبيا” اسرائيل، وبدء التعاطي معها كدولة صديقة حليفة، لهذا نقولها بكل حسرة وخنق والم، ان التطبيع قادم وبسرعة قياسية.
الثروات السعودية يجري توظيفها في خدمة مخطط يرمي الى توفير الحماية والاستقرار لاسرائيل لعقود قادمة، ومحاربة كل من يشهر سيف العداء لها، وانقاذ الاقتصاد الامريكي، وترجمة وعود ترامب الانتخابية على شكل استثمارات ضخمة في البنى التحتية، وتوفير الوظائف لناخبيه البيض لانقاذ شعبيته المنهارة، ورفض الشعب الامريكي او 48 بالمئة منه له وحكومته التي تمزقها الفضائح.
انه انتداب امريكي جديد للجزيرة العربية، ورهن لثرواتها فوق الارض وتحتها لعقود قادمة، لتمويل هذا الانتداب، انها لحظة مأساوية تبعث على القلق والخوف بل والرعب مما هو قادم.


Comments


5 de 5 commentaires pour l'article 142978

Jraidawalasfour  (Switzerland)  |Dimanche 21 Mai 2017 à 12:07           
لعبة الحــــروب في العالم تديرها أيادي معاديــــــــة للديمقراطيــــة...وبالوكالــــــــة
مــــــــــواســــــم جمع الثمــــــــــار أينعت وبـــــــدا جنيــــــــــها بتواطؤ مع الخلفاء الراشديـــــــن وخادمي الحرامـــــــيـــــيــــــــــــن وغاسلي الأمــــــــــــــــوال القذرة

Made West Union Kollektiv together

الشركات الدولية لبيع السلاح ازدهرت والحروب الأهلية والإقليمية من ضمن أسلحتهم ومخططاتـــــهم الجهنمـــــــية...سيعـــــــــاد تقســـــــيم المنطقة العربية بالكـــــــــــامل بما تشمله بقية الدول العربية الخليجية ودول المغرب العربي
يعملون بالتوازي مع مهندسي شركــــــــــات تصديــــــــــر وتمويـــــــــــل الإرهــــــــــاب ونهب ثـــــــــروات الشعـــــــــــوب الغلبانـــــــة...أكبر المتسببيــــــــــــن في بـــــــلاوات العـــــــــــــالم الحر....
🤝⚖🚀✈🚀🚁🚖 🤝⚖🚀✈🚀🚁🚖 🤝⚖🚀✈🚀🚁🚖


Omarelfarouk  (Tunisia)  |Dimanche 21 Mai 2017 à 10:57           
مع الاسف النتداب الامريكي الروسي على المنطقبة العربية الاسلامية بتواطؤ عربي اسلامي وقود الحرب هم العرب والمسلمين

Amir1  (Hong Kong)  |Dimanche 21 Mai 2017 à 09:03           
بالحديث عن اﻹرهاب، فعبد الباري عطوان هو أول من زاربن ﻻدن
في كهوف أفغانستان...وقته لم يستنكر الدعم السعودي للتنظيمات اﻷفغانية التي أخرجت الوفيات..ثم حولت وجهتها ضد الولايات المتحدة ...وعلى اﻷقل من هذه الزاوية هي حركات ضد كل هيمنة أجنبية...
وبعد هجوم 11/9 كان عطوان يتوقع اتهاما واضحا
له من الولايات المتحدة...أو شيئا ما كما حدث لتيسير علوني
طيب، حزب حسن نصر الله هو حزب لبناني...عندما يعلن ولاءه
للخمنائي، عقائديا وماديا وتنظيمبا ماذا يسمي عطوان هذا؟
مقاومة؟...أين كان سلاح وعنتريات حست لما كانت الطائرات تدك غزة؟؟؟ ما دخل المقاومة بثورة الشعب العربي السوري التي هي امتداد لموجة الثورات انطلاقا من تونس؟؟؟ هل للمقاومة الوفت الكافي للتدخل في اليمن والبحرين وسوريا ومصر وفي كل مكان حتى أمريكا الجنوبية وليس لها سويعات من زمن تنصب صواريخ وتهدد إسرائيل من الشمال لتكف عدوانها على غزة؟
عندما ترى كيف كان وجه حسن نصر الله ممتقا في 2006 وربما أصابه اﻹسهال تلك اﻷيام تعلم أنه ما من توقع لديه لذلك الموقف المخزي والجبان لجنود إسرائيل
بالنهاية من الذي يحول وجهة المقاومة- المقاومة عموما- من الذي يضيع التركيز، من الذي يجمد المقاومة، من الذي يحتكر المقاومة، من الذي يريد تجيير المقاومة لصالحه..أين مزارع شبعا، أين الجولان؟؟؟

Cartaginois2011  (Tunisia)  |Dimanche 21 Mai 2017 à 00:32 | Par           
لان حزب الله هو القوة العربية الوحيدة التي هزمت إسرائيل

Chebbonatome  (Tunisia)  |Dimanche 21 Mai 2017 à 00:01           
عبد الباري انت تكذب لانك اوّل من يعلم ان حزب اللات لا يهدد اسرائيل


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female