مدنين: انطلاق المخيم البيئي الثالث للكشافة التونسية بجزيرة جربة

<img src=http://www.babnet.net/images/9/logo_scout_tunisien.jpg width=100 align=left border=0>


انطلق اليوم رسميًا المخيم البيئي الثالث للكشافة التونسية، المنعقد تحت شعار «العمل من أجل حوكمة فعّالة للمياه وحياة عادلة»، وقد اختيرت جزيرة جربة لاحتضانه استلهامًا من التجربة التاريخية لأهالي الجزيرة في إيجاد حلول ناجعة لشحّ المياه وحسن إدارتها، من خلال منظومات تقليدية على غرار الفساقي والمواجل.
ويهدف المخيم إلى تمكين المشاركين من معايشة تجربة ميدانية تعزّز وعيهم بأهمية المحافظة على الموارد المائية، وترسيخ سلوك بيئي سليم وصديق للبيئة، اعتمادًا على الطريقة الكشفية القائمة على التعلّم بالممارسة، وفق ما أفاد به القائد العام للكشافة التونسية محمد علي الخياري.
    ويأتي هذا المخيم البيئي الثالث في إطار مشروع دولي بعنوان «معًا من أجل الكوكب»، تنفذه الكشافة التونسية خلال الفترة الممتدة من سنة 2023 إلى سنة 2026، بالشراكة مع جمعيات كشفية من فرنسا ورواندا وساحل العاج ولبنان. ويرتكز المشروع على ثلاثة محاور رئيسية هي التربية البيئية، والتربية على السلام، والتربية على العدالة، وفق ما أفاد به قائد المخيم البيئي ياسين قندوز، ملازم رئيس لجنة الشباب بالكشافة التونسية.

وأشار قندوز إلى تنظيم عديد الأنشطة في هذا الإطار، ولاسيما خلال السنة الجارية التي ركزت أساسًا على الجانب البيئي، تفاعلًا مع شعار «2025 سنة خضراء» الذي رفعته الكشافة التونسية. وبيّن أن هذه السنة انطلقت بمخيم بيئي أول ببرج السدرية خلال شهر جانفي، تلاه مخيم ثان بجزيرة قرقنة، ليُختتم البرنامج الإداري بهذا المخيم البيئي الثالث بجزيرة جربة، إلى جانب تنظيم ورشات ومخيمات صيفية وأنشطة أخرى بالشراكة مع عدة أطراف.



ولفت إلى أن الهدف من هذا المشروع الدولي يتمثل في تكوين شبكة من السفراء المتمكنين من محاور المشروع والقادرين على إحداث تغيير إيجابي، مبيّنًا أن أكثر من 3500 كشاف من مختلف الجهات شاركوا في أنشطته، مع توقّعات ببلوغ عدد المستفيدين قرابة 20 ألف شخص عبر حملات التحسيس والتوعية التي نظمها المشاركون في المخيمات السابقة.
وأوضح قائد المخيم أن هذا المخيم، الذي يتواصل إلى غاية 30 ديسمبر الجاري، يشارك فيه أكثر من 50 كشافًا من مختلف الجهات، تتراوح أعمارهم بين 16 و23 سنة، ويتضمن برنامجًا ثريًا ومتنوّعًا يجمع بين الجانب العلمي التقني، من خلال جلسات علمية يؤطرها مختصون حول البيئة والمياه والحلول المستدامة، وجانب ميداني يهدف إلى إكساب المشاركين مهارات عملية تمكّنهم من حسن نقل المعارف وتوظيفها داخل مجتمعاتهم المحلية، بما يسهم في تنمية الوعي وتغيير السلوك وترسيخ ثقافة المواطنة البيئية.
وأضاف أن المخيم يتضمن زيارات ميدانية إلى نماذج من حسن إدارة أهالي جربة للمياه قديمًا، على غرار الفساقي والمواجل، وقدرتها اليوم على التأقلم مع الشح المائي والتغيرات المناخية، إلى جانب تنظيم أنشطة مجتمعية بالمسلك الصحي تشمل حملات تشجير وصيانة، وتركيز لافتات تربوية وتوعوية تدعو إلى المحافظة على البيئة وترشيد استهلاك المياه، فضلاً عن تنظيم حملة نظافة تعتمد الفرز، تكريسًا لمقولة ترفعها الكشافة «الكشاف يترك أثرًا ولا يترك أذى»، وفق ياسين قندوز.
ومن جهتها، أفادت الناشطة البيئية والخبيرة في البيئة والتنمية المستدامة، وقائدة فريق التخطيط بالمخيم البيئي الثالث، ريم منصور، بأن هذا المخيم، على غرار المخيمات السابقة، يرتكز على مقاربة التحدي البيئي في علاقته بالمجتمعات المحلية باعتبارها الأكثر تأثرًا بهذه الإشكاليات، حيث يتم طرح الإشكاليات البيئية وتحليلها وتشخيصها واستنباط حلول لها، مع تدريب المشاركين عبر أنشطة تفاعلية توحّد المفاهيم البيئية وتساعدهم، عند عودتهم إلى مجتمعاتهم، على إطلاق مبادرات مجتمعية هادفة.

   تابعونا على ڤوڤل للأخبار تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments

0 de 0 commentaires pour l'article 321013

babnet