"الطاهر الحدّاد، مصلحا اجتماعيّا ونصيرا للمرأة التونسيّة"، عنوان ندوة بالكريديف احياء للذكرى 90 لرحيل الحداد

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/6932faecc7f7c5.48330255_hiqoenljkgfmp.jpg width=100 align=left border=0>


نظم مركز البحوث والدراسات والتوثيق حول المرأة "الكريديف" اليوم الجمعة بمقره ندوة علمية تحت عنوان "الطاهر الحدّاد، مصلحا اجتماعيّا ونصيرا للمرأة التونسيّة"، احياء للذكرى 90 لرحيل الحداد أبرز روّاد الفكر الإصلاحي في تونس.
 
ومثلت هذه الندوة مناسبة سلط خلالها نخبة من الجامعيين الضّوء على فكر الطّاهر الحدّاد، مؤكدين ان المؤلف والمفكر التونسي الطاهر الحداد ليس مناصرا لحقوق المرأة ومن دعاة تحريرها فقط وانما هو حامل لمشروع إصلاحي شامل.

 



وبيّن الأكاديميون، أن حصر الطاهر الحداد لدى العامة كمدافع عن حقوق المرأة، ومن أبرز الدعاة إلى تحريرها دون تثمين مجمل اصلاحاته ومساهماته في التغيير الثقافي والمؤسّساتي والنهوض بالمجتمع التونسي، يعود الى الجدل الواسع الذي اثارته أفكاره الجريئة حول مكانة المرأة التونسية وسط مجتمع محافظ جدا في تلك الفترة، وتعرّضه جراء ذلك لهجمة شديدة من بعض شيوخ الزيتونة والمحافظين، حيث تم تكفيره ومحاصرته اجتماعيا، مما أثر كثيرًا على صحته.
 
وشدّد الباحث والكاتب محمد المي، في مداخلة تحت عنوان "بأي معنى يمكن اعتبار الطاهر الحداد مصلحا اجتماعيا"، على أن الحداد حامل لمشروع إصلاحي شامل لا يرتكز على تحرير المرأة فقط وانما يشمل عديد المسائل الأخرى على غرار الدفاع عن حقوق العمال في تونس ويظهر ذلك جليا من خلال كتابه "العمال التونسيون وظهور الحركة النقابية".
 
واشار إلى أن الحداد انطلق في إثارة عديد القضايا الاجتماعية المتنوعة في كتاباته ومقالاته في إطار مشروعه الاصلاحي، غير انه لم يتمكن من اتمام وبلورة هذا المشروع الذي تم اجهاضه من قبل بعض المحافظين، نتيجة الهجمة الشرسة التي شنّوها ضده مباشرة بعد اصداره لكتابه "امراتنا في الشريعة والمجتمع".
 
وفي ذات السياق، ذكر استاذ علم الاجتماع فتحي الرقيق، في مداخلة له تحت عنوان "البعد الاجتماعي لفكر الحداد وتحولات المجتمع"، بالدور الهام الذي اضطلع به الطاهر الحداد في تأسيس نقابة الدفاع عن العمال وهي جامعة عموم العملة التونسية في سنة 1924.
 
 وشدد على أن فكر الطاهر الحداد لا يقتصر فقط على الكتابة والتأليف، بل ايضا التوثيق والممارسة باعتبار انه كان منخرطا في الحركات الاجتماعية ومناضلا ومدافعا على الفئات الهشة من المجتمع.
 
ومن ناحيته لفت الاستاذ المتميز للتعليم العالي بجامعة منوية مبروك المناعي، في مداخلة بعنوان "ما لم يقرأ ممّا كتب الحداد" على أن للطاهر الحداد عدة مقالات قيمة وثرية لم تلق حظها في النشر ولم يصل صداها إلى عامة الناس، مثل بقية مؤلفاته رغم أنها لا تقل قيمة عنها، مشيرا إلى آخر مقال كتبه الحداد قبل وفاته وما يحمله من قراءة نقدية لمسائل تتعلق بمكانة المرأة في الإسلام.
 
ولفت الى ان الحداد انتقد في هذا المقال مسألة تعدد الزوجات وحرمان المرأة من الميراث، وذلك باعتماد ما اسماه ب"حيل" في تفسير ما ورد في القران، كما تعرض لمسالة الفهم الحرفي لبعض سور القرآن دون تأويلها وتنزيلها في إطارها الزماني والمكاني والظروف المحيطة.
 
ومن جهتها، ثمنت وزيرة الاسرة والمرأة والطفولة وكبار السن اسماء الجابري محور هذه الندوة العلمية، معتبرة ان تثمين المرجعيات الفكرية الاجتماعية وتوظيف امتداداتها في قراءة الواقع واستشراف المستقبل، يدعم وضع الرؤى والتصورات وجهود تحقيق التنمية بِشقيها الاجتماعي والاقتصادي، في ضوء المتغيرات الديمغرافيّة والثقافية وغيرها من المستجدات المؤثرة.
 
 ومن ناحيتها، أعلنت المديرة العامة لمركز "الكريديف" سنية بن جميع عن إطلاق مبادرة علمية لتوثيق وعرض صور وسير ذاتية لرجال تونسيين غير معروفين وممن ناصروا المرأة التونسية من سنة 1856 إلى 1956.
 
يذكر ان الطاهر الحدّاد، الذي ولد بالعاصمة سنة 1899، ونشأ في وسط عائلي شعبي، هو كاتب سياسي واجتماعيّ من كبار بناة الفكر التنويري التونسي والعربي المهتمّين بقضايا النّهضة والحضارة والحداثة والتحرّر.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 319771


babnet