فوزية بوعمر حرفية من جربة تحلم بان تحلق باللباس التقليدي المحلي نحو العالمية

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/6908b1b8b74985.12272912_fonjpqikelmhg.jpg width=100 align=left border=0>


وات - (عربية امام)- بلكنتها الجميلة رحبت بي، باسمة ودعتني إلى زيارة جناحها في معرض الصناعات التقليدية، الذّي أقيم مؤخرا، في إطار ملتقى المناطيد والطائرات الشراعية بجربة، الذي تواصلت فعالياته من 25 أكتوبر إلى حدود أمس الأحد، 2 نوفمبر 2025.

فوزية بوعمر حرفية من جزيرة جربة، في عقدها الخامس، انطلقت من فكرة اللباس الجربي لتطوّرها وتبتكر منها قطعا متنوعة، على غرار الجبة، والفساتين والملحفة والبسكري و"الكاب" والبلوزة.





تحدثت فوزية عن بداياتها في الميدان فقالت "امتهنت الخياطة والتطريز منذ سبع عشرة سنة، وتخصصت في حياكة اللباس التقليدي الجربي النسائي...اتقن الخياطة والتطريز (غرزة الحساب وغرزة نابل والعقيق)، لكن اختصاصي، الذي اتميز به هو "التشرشيفة"، التّي لا تغيب عن كل منتوجاتي..عملي يدوي مائة بالمائة من البداية وحتى انهاء القطعة".

لاحظت فوزية ردة فعلي بعد سماع كلمة "تشرشيفة"، ضحكت باقتضاب ثم تناولت احدى القطع المعروضة وشرحت لي أن التشرشيفة هي تلك "الزينة التى نجدها نهاية الكم، ونتحصل عليها من خلال سحب خيوط النسيج خيطا خيطا بدقة متناهية، وبتأني على مساحة تقدر بعشرين سنتيمترا، ثم نقوم بربطها في مجموعات على شكل كرة صغيرة مزركشة متعددة الالوان".

وتابعت دون توقف "هو عمل مضني ويتطلب الكثير من الوقت والتركيز والصبر، وخاصّة، الخيال والابداع فالقطعة الوحيدة قد تستغرق من أسبوع إلى أكثر"، وللاسف عدد العاملات في تراجع مستمر، خصوصا في صفوف الفتيات. هناك عزوف عن هذه الحرفة، التّي لم تعد تستهويهن كثيرا لانها تتطلب وقتا وجهدا.

"اعتقد أنّه يجب العمل دائما على تشجيع الفتيات على الاقبال على الحرفة اليدوية، وأيضا، على شراء المنتوجات التقليدية حتى لا تندثر صنعة الأجداد، التي تمثل هويتنا وتحظى بإقبال شرائح كبيرة من التونسيين والأجانب".

"حاليا تعمل معي، عشر حرفيات، انطلاقا من بيوتهن، وحلمي هو فتح ورشة خاصّة، أشرف فيها على العمل مباشرة بنفسي، ولم لا التوجه نحو الخارج وتسويق منتجاتي"، هكذا عبرت فوزية عن طموحها ببساطة راجية مزيدا من الاهتمام والتشجيعات من قبل السلطات المشرفة عن القطاع حتّى يتمكن الحرفيون من تسويق بضاعتهم بالخارج ومزيد التعريف بتونس وبالصناعات التقليدية التونسية.

كانت فوزية تتحدث بحماس يكشف عن مدى حبها لما تقوم به وشغفها به، وحرصها على دوامه "لا اكتفي بالموديلات الكلاسيكية بل احاول الابتكار والتجديد والاستلهام من اللباس التقليدي لجهات أخرى على غرار القيروان والمهدية لكن الاصل والمادة الاولية هي الحايك الجربي، الذي يختلف عن الحايك القيرواني، ففكرة الانطلاق هي نسيج الحايك، الذي ابدع من خلاله قطعا متنوّعة من اللباس النسائي".



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 317799


babnet
*.*.*
All Radio in One