سوسة: تقديم مشروع "المحافظة على المناطق الرطبة وتثمينها بموقع سبخة حلق المنزل ووادي السد" التابع لبلديتي هرقلة وسيدي بوعلي

نظّمت جمعية البحوث والدراسات في ذاكرة سوسة، اليوم الخميس، يوما إعلاميا لتقديم مشروع "المحافظة على المناطق الرطبة وتثمينها بموقع سبخة حلق المنزل ووادي السد" التابع لكل من بلديتي هرقلة وسيدي بوعلي من ولاية سوسة.
وكان هذا اليوم الإعلامي مناسبة لفتح باب النقاش حول تفاصيل المشروع وأهدافه بحضور كافة المتدخلين من ممثلين عن قسمي التاريخ والجغرافيا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة، وعن معهد العلوم الفلاحية بشط مريم، ودائرة الغابات بمندوبية الفلاحة بسوسة، وكذلك عن بلديتي هرقلة وسيدي بوعلي، وبحضور ممثلة عن الاتحاد الدولي لصون الطبيعة ومواردها، وفق مدير المشروع خالد عيسى.
وكان هذا اليوم الإعلامي مناسبة لفتح باب النقاش حول تفاصيل المشروع وأهدافه بحضور كافة المتدخلين من ممثلين عن قسمي التاريخ والجغرافيا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة، وعن معهد العلوم الفلاحية بشط مريم، ودائرة الغابات بمندوبية الفلاحة بسوسة، وكذلك عن بلديتي هرقلة وسيدي بوعلي، وبحضور ممثلة عن الاتحاد الدولي لصون الطبيعة ومواردها، وفق مدير المشروع خالد عيسى.
واضاف خالد عيسى، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، ان مشروع "المحافظة على المناطق الرطبة وتثمينها بموقع سبخة حلق المنزل ووادي السد"، انطلق منذ فيفري 2023 وسيستمر إلى غاية سبتمبر 2024، ويستهدف بالدراسة الطيور المهاجرة والغطاء النباتي ونوعية المياه بالموقع.
ويسعى الفاعلون في هذا المشروع، وفق ذات المتحدّث، إلى المحافظة على التنوّع البيولوجي، ومقاومة التلوث بالمنطقتين الرطبتين، وتحسيس السياسيين ومتساكني كل من هرقلة وسيدي بوعلي بأهمية الموقع من ناحية الثراء البيولوجي، وتثمين الموارد الطبيعية، وأخذ القرارات الممكنة لحمايته تماشيا مع الاتفاقيات الدولية وتحقيقا لأهداف التنمية المستدامة.
وبيّن أن المشروع يرتكز على 4 محاور كبرى تتمثل في المحافظة على هذا الموقع وتهيئته إضافة إلى التكوين والتحسيس بأهمية المناطق الرطبة للمحافظة على التنوع البيولوجي وكذلك تطوير أنشطة السياحة الإيكولوجية.
وذكر انه تم إعلان سبخة حلق المنزل كمنطقة طبيعية ذات أهمية من قبل الحكومة التونسية سنة 1987، فيما تمّ تسجيل الموقع في قائمة المناطق الرطبة ذات الأهمية العالمية في إطار الاتفاقية الدولية للمناطق الرطبة الممضاة في رامسار (إيران) في 2 فيفري من سنة 2012، وذلك من أجل التشجيع على المحافظة والحماية والاستغلال الحكيم للمناطق الرطبة في العالم.
وأشار الى ان موقعي سبخة حلق المنزل ووادي السد اللذين يقعان جنوب معتمدية هرقلة وشرق مدينة سيدي بوعلي ويبعدان عن شمال غرب مدينة سوسة نحو 25 كم يعدّان إرثا طبيعيا عالميا، ومن أهم المناطق الرطبة بجهة الساحل التونسي، حيث تقدر مساحة سبخة حلق المنزل بـ 1450هكتارا ويمكن أن تمتد الى 2050 هكتارا في حالات المدّ، وهي ذات عمق يتراوح بين 0.5 م و1متر
وتعاني المنطقة من جملة من التهديدات والاشكاليات أهمها التغيرات المناخية، والظواهر البيئية، وتلوث المحيط على مستوى السوائل، وكذلك تكدّس الفضلات الصناعية وفواضل البناء، وذلك الى جانب ظاهرتي التوسع العمراني والصيد العشوائي بالمنطقة.
وقال خالد عيسى، وهو أيضا رئيس جمعية البحوث والدراسات في ذاكرة سوسة، إن الجمعية ترمي على المدى البعيد إلى إعداد مخطط تصرّف مندمج لمنطقة سبخة حلق المنزل ووادي السد، وإلى خلق علامة إيكولوجية لمنطقتي هرقلة وسيدي بوعلي.
أما على المدى القريب، فتهدف الجمعية بالخصوص الى المحافظة على المنطقتين الرطبتين من خلال أنشطة تهيئة مناسبة، والتعريف بأهمية المنطقة الرطبة من الناحية الايكولوجية والتراثية، وتهدف من خلال البحث الميداني العلمي لمحيطها إلى تثمين الموارد الطبيعية من خلال عدد من الأنشطة التحسيسية والتوعوية والتربوية وتثمين السياحة الإيكولوجية.
وستكون هذه الأنشطة موجهة لمتساكني هرقلة وسيدي بوعلي، حيث سيتم خلق مسلك سياحي ايكولوجي لإبراز مخزون التراث الثقافي والطبيعي للموقع وتوثيق كل ما هو بيولوجي ومناطق أثرية.
ولفت إلى ان المشروع يرمي كذلك إلى تحسيس السلطات المحلية ومتساكني المنطقتين بأهمية الموقع وتحديد نقاط الملك العمومي البحري، والملك العمومي للمياه، وإعداد مخطّط تهيئة حضري لحماية الموقع من الزحف العمراني، وتهذيب 4000 متر مربع وتشجيرها وادماج المنطقتين الرطبتين في مخطط التنمية للنهوض بالسياحة الإيكولوجية والأنشطة المرتبطة بتثمين الموارد.
وبيّنت، من جهتها، المنسّقة الوطنية لبرنامج المبادرات الصغرى لمنظمات المجتمع المدني بشمال افريقيا، حكمة عاشور، في تصريح لـ"وات" أن هذا المشروع يندرج ضمن برنامج المبادرات الصغرى لمنظمات المجتمع المدني بشمال إفريقيا في مرحلته الثالثة بدعم من الاتحاد الدولي لصون الطبيعة ومواردها، مشيرة إلى أن البرنامج منح جمعية البحوث والدراسات في ذاكرة سوسة مبلغ 30 الف يورو لانجاز المشروع.
من جانبه، شدّد مدير تهيئة واستصلاح الشريط الساحلي بوكالة تهيئة وحماية الشريط الساحلي، مهدي بالحاج، في تصريح لـ"وات"، على أهمية الاستفادة من أخطاء الماضي وجعل المشروع فرصة للاستغلال الأمثل لموقع سبخة حلق المنزل، وفق تعبيره.
يشار إلى أنّ جمعية البحوث والدراسات في ذاكرة سوسة التي تأسست في 12 ديسمبر 2002 تهدف بالخصوص الى انجاز بحوث ودراسات حول تاريخ وتراث مدينة سوسة، وتوثيق كل ما يتعلق بالتاريخ، والعمل على نشره، بالإضافة الى التوعية والحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 269412