اتحاد الشغل بالحامة يرفض زيارة اليهود للجهة وزياد الهاني يدعو النيابة العمومية للتحرك ضد الاتحاد بتهمة التحريض على الكراهية‎

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/65736dcba4d479.45755831_eoljkhinqpfmg.jpg width=100 align=left border=0>
مقام يوسف المعرابي


اتهم الجمعة 7 ديسمبر، الاعلامي زياد الهاني الاتحاد المحلي للشغل بقابس بالتحريض على الكراهية والتمييز بين التونسيين داعيا النيابة العمومية بقابس الي التحرك.

وتأتي دعوة الهاني على خلفية بيان اصدره اتحاد الشغل بالجهة بعنوان "لا لزيارة اليهود" عبر من خلاله عن رفضه القاطع لزيارة لليهود الي مقام الولي يوسف المعرابي.

...

وحذّر اتحاد الشغل، السلط من تداعيات هذه الزيارة ان برمجت مذكرا في بيانه بتنديده بالكيان الصهيوني المجرم والنازي وفق نص البيان.


نبذة عن الطائفة اليهودية بالحامة
Elhamma City - مدينة الحامة

يتشكل النسيج العمراني لمدينة الحامة قديما من ثلاثة أحياء رئيسية تشكلت اثر انهيار سورها واستباحتها من طرف السلطة المركزية في حملاتها المتتالية لكسر شوكة أهلها الذين عرفوا بالتمرد على كل سلطة جائرة خاصة عندما تتضاعف قيمة المجبى أو استجارة مظلوم عند لجوئه إليها مثل أولاد سعيد حين هُجروا قسرا من النفيضة بالساحل ونجع غومة المحمودي أثناء صراعه مع عائلة القارملي الحاكمة في طرابلس، ظهر هذا جليا عند الصراع الباشي الحسيني الذي قسّم قبائل البلاد التونسية وحلفائها في القطرين الشقيقين ليبيا والجزائر خاصة المتاخمة للحدود...كما كانت قبيلة بني زيد قد شكلت محورا هاما في ثورة على بن غذاهم سنه1864 حيث بعث هذا الثائر برقية إلى قبيلة بني زيد هذا نصها:
من بن غذاهم إلى مشائخ الحامة محرم 1281 يوصيهم بالاتحاد ويلومهم على النزاعات القائمة بين العشائرــــ نستنتج من هذه البرقية أن الصراع كان قائما على الزعامة والسلطة بين العشائر...
لقد تشكلت الأحياء الثلاثة لمدينة الحامة اثر خراب المدينة الأصلية والأحياء هي كالتالي : حي القصر ،حي الدبدابة ، حي المحاجبة وكانت المساجد تتوسط الأحياء ككل المدن العربية تدعمها الأسواق ومحلات التجارة والحرف، وعندما تشكل حي الدبدابة كقرية متكاملة تواجدت حارة اليهود تتوسط الحي ببيعتها التي عمّرت إلى غاية سنة 1963 ثم أزيحت لمّا تداعى الحي للانهيار فبادرت الدولة بإزاحة جزء كبير من الحي بسوقيه" السّوق اللطاني والسوق الفقاني" وحوّلت مساحته الكبيرة إلى مساكن شعبية تتوسطهم مدرسة ابتدائية،وما حدث في حي الدبدابة ينطبق على حي القصر،وقرار هدم الحيين جاء اثر فيضانات 1959 حيث ظهر الخراب وعدم قدرة المساكن القديمة على مواجهة الأمطار الغزيرة،ومع بداية القرن العشرين نزح يهود القصر وكذلك الطائفة اليهودية بالدبدابة إلى وسط المدينة اثر تخطيطها من جديد في شكل مقاسم تمهيدا لبعث بلدية الذي تم سنة 1919 وتشكل رسميا أول مجلس بلدي سنة1920 تجمع معظم اليهود وسط المدينة وشيدوا بيعة جديدة "دار صلاة" يقيمون داخلها شعائرهم عوّضت البيعتين القديمتين وآخر من غادر من اليهود لحي الدبدابة كان ذلك أواسط الأربعينات اثر حادثة (السوفي... )
ويهود الحامة وقابس كانت تجمعهم مشيخة واحدة (عمادة) وشيخهم في ثلاثينات القرن الماضي المدعو حواتي بن شالوم حداد ، وهنا أشير إلى دراسة نشرها الدكتور عبد اللطيف الحناشي أوائل تسعينات القرن الماضي فيها اشارة إلى عدد الطائفة اليهودية بمدينتي قابس والحامة ( المعذرة عنوان المجلة وتاريخه بالضبط لا أتذكره)
كان يهود الحامة حرفيين من مصاغة وحدادة ونجارة وصباغة وصناعة الغرابيل وأدوات الصوف إلى جانب بعض الأسر اليهودية التي اختصت في تجارة الأقمشة

ومواد التنظيف، وملابس اليهود لا تختلف كثيرا عن ملابس العرب إلا في بعض الجزئيات كغطاء الرأس ولون حزام المرأة،ومن عاداتهم في الحامة أثناء العرس كان عريسهم اثر استحمامه في مجرى عين البرج يُحمل على الأكتاف متدثرا ببرنسه إلى أن يصل الدار...كما كانوا يتبادلون الزيارات مع جيرانهم العرب خاصة عند احتفالات الأعراس وحفلات الختان، كان التعايش بينهم وبين العرب المسلمين تعايشا عاديا يكملون بعضهم البعض من الناحية الاقتصادية إلى أن حدث احتلال فلسطين وتسربت أصابع الصهيونية العالمية إلى يهود تونس بصفة عامة فبدأ التنافر وبدأ تسرّب بعض الأسر اليهودية إلى فلسطين المغتصبة... ورغم ذلك حافظت الدولة التونسية على احترام الطائفة اليهودية التونسية كما حافظت على معالمهم الدينية مثل " الغريبة في جربة وضريح الرّبي يعقوب سلامة بنابل والمعرابي في الحامة.والمعرابي تنطق محرّفة وهو الرّبي يوسف المغربي دفين الحامة )أنظر مجلة الحياة الثقافية عدد112 السنة 25 ( محمد العربي السنوسي)
واستعدادا لزيارة المعرابي كانت قبل يوم تأتي كوكبة من العربات ( كاليس) من قابس تقيم داخل الفنادق مع حوذيتها وفي صباح يوم الزيارة تقوم العربات بمهمة نقل الزوار اليهود من وسط المدينة إلى ضريح المعرابي وفي طريقها إليه تعبر العربات حي" المحاجبة" بالكامل والصّبية من ورائها يتأرجحون بين عجلاتها، عند هذه الزيارة تزدهر الدورة الاقتصادية للتجار والحرفيين فيقبل الزوار على شراء المنتوجات من تمور ورمّان وقلائد شرائح التين المُجفف وأثناء الزيارة يشعر يهود الحامة بانتمائهم إلى هذه المدينة فيتبادلون مع جيرانهم القدامى وأصدقائهم التحايا، وزيارة اليهود كانت تتم تحت رعاية السلطة الجهوية ممثلة في والي الجهة الذي يحل ركبه في مقام المعرابي، هذه الزيارة تؤمنها فرق الأمن بكل حزم وجدية تفاديا للحماقات المنفلتة التي قد تحدث فتضر بسمعة الوطن، في ختام هذا الحديث أقول: لولا الصهيونية العالمية وأساطيرها المزعومة لولا وعد بلفور ومعاهدة سيكس بيكو لمَا اغتصبت فلسطين من طرف الصهاينة بتواطؤ من دول الغرب...لو لم يقع احتلال فلسطين لكانت الحارات اليهودية في كل مدينة عربية تعمّرها الطائفة اليهودية تحت حماية العرب الذين عاشوا بينهم في أمان عبر القرون، كذلك لمّا أطردتهم محاكم التفتيش من الأندلس لم يجدوا إلا أحضان العرب ملجأ لأفواجهم.
(الصورة المرافقة ضريح المعرابي)
ــــــ رمضان لطيفي ــــــ



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 278456


babnet
All Radio in One    
*.*.*