إلى المشيشي : نلتقي بعد القيامة!!

كتبه / توفيق زعفوري..
لا يمكن أن تمر الجائحة دون محاسبة المسؤولين و السياسيين و كل من له علاقة في هذا الجحيم المفتوح في بيوت التونسيين منذ أكثر من سنة و نصف نتيجة خيارات كارثية مرتبطة ارتباطا وثيقا بمصالح فئوية ضيقة و حزبية زائلة و حتى فردية، دون النظر إلى المصلحة العليا للبلاد أو لحياة جموع التونسيين...
لا يمكن أن تمر الجائحة دون محاسبة المسؤولين و السياسيين و كل من له علاقة في هذا الجحيم المفتوح في بيوت التونسيين منذ أكثر من سنة و نصف نتيجة خيارات كارثية مرتبطة ارتباطا وثيقا بمصالح فئوية ضيقة و حزبية زائلة و حتى فردية، دون النظر إلى المصلحة العليا للبلاد أو لحياة جموع التونسيين...
الكل مسؤول و الكل مذنب و الكل يتحمل النتائج و لا أستثني أحدا ، و أبدأ بمسؤولية وزير الصحة في حكومة مشلولة و مرتعشة إختارت أن تنتظر دورها في طوابير "التسول" من المنظمات العالمية بضعة آلاف من الجرعات لملايبن من التونسيبن، لا تصل في موعدها و قد تحايلوا في تنظيمها و توزيعها فذهبت لمن لا يستحق على حساب حياة من يستحق و هذا ملف فساد كبير و تحيل على منظومة ساقطة مازال لم يغلق بعد، كما أن إجراءات الحجر الصحي و حظر الجولان ، كانت نتائجها عكسية من جهتين، أولها لم تكن إجراءات بالجدية الكافية و الصرامة المطلوبة، فكانت من قبيل حجر شامل، حجر موجه و ثانيا، لم تصاحبه إجراءات اجتماعية و اقتصادية، كافية بل كانت أغلب الاجراءات في صالح رجال الأعمال و مجموعات الضغط من أصحاب المال و الأعمال دون ذكرها بالإسم و منها مؤسسات صناعية و تجارية و سياحية، معروفة، كلّ يضغط من جهته، و انت تلبي الطلبات، لدواعي سياسية كالترخيص لاجتماع اتحاد الشغل و غض النظر عن مظاهرات الأحزاب من الحزام و المعارضة دون أخذ أي إجراء في الغرض، أنظر رئيس وزراء بريطانيا و الصرامة في تطبيق الحجر الصحي، و رغم تلقيح 80٪ من سكان بريطانيا مازال الخبراء يحذرونه من مغبة فتح البلاد، اما انت ففي عمق الوباء مازالت تونس مفتوحة على الخارج و في الداخل، فكانت السياسة بين شامل و موجه و لا شيء أتى بنتيجة مرجوة فكنت أكثر من فاشل و المحصّلة ، الاغلاق كان في وجه المواطن العادي الذي لابد أن يخرج لتحصيل قوت أبنائه أو الموت باحدى الجائحتين، الكورونا أو الجوع، بل ان سياستك في " دعه ينتظم، دعه يتظاهر" قد زادت في أعداد المصابين بالآلاف و تصاعدت وتيرة الموت و العويل في بيوت التونسيين في كل ولاية..
أما مسألة التلاقيح، فلم تكن أبدا في صدارة اهتمامات الحكومة رغم توفر ميزانية في صندوق 1818 المخصص لمجابهة الجائحة ، فكان الانتظار أو التعويل على طلبات متأخرة جدا، ما دفع رئيس الحكومة الاتصال مباشرة برئيس المنظمة العالمية للصحة و لعديد الدول دون فائدة لانه ببساطة لم تكن حياة التونسيين تهم صراعاتك مع الأحزاب و الشخصيات النافذة سواء في القصبة أو في باردو و كان من دفع الثمن هو التونسي من فئات عمرية وسطى في أوج العطاء و كانت الوفايات بالعشرات فأصبحت تعد بالمئات كل يوم، و كانت تدفعك الأنفة و العزة بعدم الاستنجاد بالدول، في إطار التعاون و كأن إيطاليا أحسّت بالإهانة عندما تحركت بعثة صحية تونسية لمعاضدة جهودها في التقليص من الوفايات التي كانت تعد لديهم كل يوم بين 600 و 700 حالة وفاة، أما أنت فقد خيرت أن ترى المنظومة الصحية تنهار رغم دعوات التونسيين إلى توفير المستلزمات الطبية و الوقائية في كل مشفى، حتى اننا وصلنا إلى حالة من توفي في الشارع أمام المستشفى يستجدي جرعة أوكسجين، فكانت تلك الحادثة المؤلمة التي هزت التونسيين بمثابة شهادة وفاة لشرعيتك المهزوزة أصلا و لحكومتك المشلولة و لحزامك الذي بدأ يتلاشى و يرتخف، أما بالنسبة للتونسيبن فقد ضربوا معك موعدا لما بعد الجائحة حتى تلتقي في الشوارع بعدما سقطت من حساباتهم السياسية.. و أن غدا لناظره قريب..
Comments
4 de 4 commentaires pour l'article 229167