أولى خسائر الشعب يريد‎

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5e31682306a580.19562449_mjlpogqieknhf.jpg width=100 align=left border=0>


كتبه / توفيق زعفوري..

مع إعلان الإتحاد الوطني للشباب التونسي يوم 27 أكتوبر 2020 فك إرتباطه بالرئيس قيس سعيد و أنه لم يعد يمثلهم، يكون الرئيس قد خسر رمزيا جزء كبيرا من الفئة التي دعمته و صوتت له و بفضلها وصل إلى كرسي قرطاج، هذه الفئة من الشباب التي لا يمكن الإستهانة بها أو التقليل من شأنها إنتخابيا ،خاصة إذا أضفنا إليها الفئة الرافضة أصلاً لمبدأ المشاركة في الإنتخابات، هذه مجرد بداية و ستتكاثر ككرة الثلج و تكبر الفئات و الجماعات و النقابات و المنظمات و الأحزاب التي خاب أملها يوما بعد يوم خاصة بحصيلة هزيلة هي بمثابة سنة بيضاء في قرطاج..





ليس للرئيس برنامج و لا مخططات فهو يخرج علينا فقط بخطاب هلامي يلزمنا جهد كبير لفك رموزه و أبعاده يوجّه فيه صواريخه في جميع الإتجاهات و لا تصيب إلا هدفا واحداً هو القصبة، ثم يعود هو الى قواعده سالماً..

للرئيس رصيد قوي نافذ المفعول بموجب المصداقية العالية و نظافة اليد، و هذا هو سبب إختيار التونسيين له و أنا منهم، لكن منذ ذاك الحين لم يتغير أي شيء لا للشباب الذي إنتخبه و آمن به و لا للبلاد التي يخدمها ، فالمصداقية و نظافة اليد ليسا كافيين لأن تكون سياسيا و رئيس دولة..

هناك فجوة كبيرة بين إنتظارات التونسيين و إنجازات الرئاسة التي كانت رائحة مطبخها السياسي الداخلي أكثر تأثيرا و غليانا حتى أنه غطى على حصيلتها..

عندما إعتبر الرئيس أن الوجود الفرنسي في تونس هو فقط حماية و ليس إستعمارا، لم يعد للتونسيين وقتها أملٌ في الرجل الذي تجاوز التاريخ و المؤرخين و لم يشأ التونسيون أنذاك تقليب كتب التاريخ و فتح أبواب الجدال و السجال لانه سيعمق الفرقة بيننا و يضرب الوحدة الوطنية الهشة و لن يخدمنا أبدا، لهذا فضّل التونسيون نسيان الأمر و تجاوزه، و لكنهم لم ينسوا للرئيس هذه السقطة في مجالسهم و مخيالهم..

لسنا هنا في وارد تقييم سياسة الرئيس أو حسبان أخطائه و لكننا ننظر من زاوية الفعل المؤثر في الواقع، فانسحاب فئة من الشباب من قاعدة ناخبي الرئيس ليس أمرا يحسب له فهو يصب في خانة منافسيه و خصومه..

بدأت شعبية الرئيس تتآكل بفعل "الممارسة" السياسية و لو أنه لا يزال في صدارة نوايا التصويت و يبتعد عن منافسه و ملاحقيه، و لكن الى حين فهذه سنة أولى بيضاء و لازلنا في انتظار المحطة الثانية و الثالثة و الرابعة حتى موعد الانتخابات الرئاسية القادمة..

نرجو تغييرا سريعا في طريقة العمل السياسي داخل القصر و خارجه بما يكون له الأثر الإيجابي في حياة الملايين التي إنتخبته و في حياة كل التونسيين.. فالولاية التالية مرتبطة بالإنجازات لا غير..


Comments


7 de 7 commentaires pour l'article 213965

Nouri  (Switzerland)  |Jeudi 29 Octobre 2020 à 07:36           
انها صدمة كبيرة لحقت العديد من انتخبوا قيس وانا منهم، لا نريد منه ان يكن عمر او طارق ابن زياد ولا نتوقع منه ان يجعل من تونس سويسرا او ماليزيا الكثير كان يتوقع هذا المردود الهزيل في القضايا الخارجية والداخلية ولم نكن نتوقع منه هذه التصريحات النارية بالوعود بالصواريخ وبالتهديد وكأنه لا يفهم شيئا من سياس التحاور والتقارب وكأنه لا يملك سلطة القرار.

MedTunisie  ()  |Mercredi 28 Octobre 2020 à 13:36           
للاسف الشديد انتخبناه بعنوان ثوري لكن طلع بعيد كل البعد مستوى الرئيس و ربي يستر تونس و اهلها في ما تبق من عهدته

Ahmed01  (France)  |Mercredi 28 Octobre 2020 à 12:41           
خيبة الأمل من الرئيس في اعتبار الاستعمار حماية لاحقة عند الونسيين لاحقة لخيبات أخر : سبقتها النهضة التي لم تجرؤ على تجريم التطبيع مع الكيان ورفضت مساندة لائحة طلب اعتذار فرنسا عن الحقبة الاستعماريّة
وخطبة شيخ النهضة في معهد ايباك أكبر معهد صهيوني معاد للقضية الفلسطينية في أمريكا طلبا لود إسرائيل
والقائمة تطول ، لكن جماعة الإخوان انتهازيون انتقائيون يشنعون على الرئيس وهم وعرابوهم أول المطبّعين

Zoulel  (Tunisia)  |Mercredi 28 Octobre 2020 à 12:31           
Personnellement, ma déception est tellement grande que je n,attends plus rien de ce président. cinq ans à attendre c'est trop. Nous sommes tous roulés ....

Goldabdo  (Tunisia)  |Mercredi 28 Octobre 2020 à 11:41           
بالله ما عادش تحكيو على نوايا التصويت في تونس لانها كلها غالطة و اكبر دليل هو ان قيس سعيد لم يكن في الخمسة الاوائل قبل الانتخابات لكنه اصبح رئيسا.

Nouri  (Switzerland)  |Mercredi 28 Octobre 2020 à 11:35           
انها صدمة كبيرة لحقت العديد من انتخبوا قيس وانا منهم، لا نريد منه ان يكن عمر او طارق ابن زياد ولا نتوقع منه ان يجعل من تونس سويسرا او ماليزيا الكثير كان يتوقع هذا المردود الهزيل في القضايا الخارجية والداخلية ولم نكن نتوقع منه هذه التصريحات النارية بالوعود بالصواريخ وبالتهديد وكأنه لا يفهم شيئا من سياس التحاور والتقارب وكأنه لا يملك سلطة القرار.

BenMoussa  (Tunisia)  |Mercredi 28 Octobre 2020 à 09:13           
فاقد الشيء لا يعطيه فلا تنتظروا شيئا يذكر
فلا يمكن تصور ان الرئيس كان متقاعسا او متخاذلا
بل اجزم بانه فعل اقصى ما يمكنه فعله
لكنها محدودية امكانياته فلا يمكن تسيير دولة بفكر استاذ محاضر
المهم هو التوعية وعدم تكرار نفس الاخطاء


babnet
*.*.*
All Radio in One