إلى ذباب المعبد الأزرق، مع القصف الشديد...‎

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5e28930ef277a7.02067714_kepoqmgnhjfil.jpg width=100 align=left border=0>


كتبه / توفيق الزعفوري

أن تمارس فعل الكتابة في بلدي، فكن مستعدا أن ترمى بألف حجر، و أن تُكفّر و أن تُهدد و يُهدر دمك و قلمك لو إستطاعو إلى ذلك سبيلا..

أن تمارس فعل الكتابة في بلدي، هو أن ترضي الأطراف جميعها القرّاء و النقّاد و الجهلة و العارفين و غيرهم، و هذا مُحال عليك أن تُأتيه من دون الخلق..



أن تمارس فعل الكتابة، و تقول ما تفكر به و ما تحس به، تجاه قضية ما أو شخص ما أو حزب، فكن على يقين أنك ستكون المستهدف رقم واحد و المطلوب رقم واحد، و ستُحاسب بِوجع على النوايا ما خفي منها و ما ظهر...

أن تمارس فعل الكتابة، فأعلم أنك وضعت نفسك، و عائلتك و عائلة عائلتك و شرفك و شرف القبيلة و الطائفة في مرمى النيران العنيفة، و القذرة ،فلا سِلم و لا سَلام إن أنت كتبت عن النهضة أو الإسلام السياسي، و خاصة في الدين و الفقه و الروح، أو سلوك حزب أو فرد فيه، فلا أحد من الجنجويد سيصبر عليك، أو سيضرب الفكرة بالفكرة، و الرأي بالرأي ، بل إنه سينزل بك إلى الدرك الأسفل من أخلاقه عالية الجودة..

العقلاء منهم و العارفين بالشأن الحزبي و السياسي و الشرفاء، المناضلون الأقحاح يقرّون بالأخطاء و يرومون المراجعات و هم أقرب إلى العلماء و الفلاسفة، أما من إلتحق بهم من عامة الناس لقناعة زائفة أو لطمع محدود و زائل، فيتصرّف معك على طريقة معيز و لو طاروا ، فلا أنت تستطيع إقناعه، و لا هو مستعد لسماعك، و تكون أنت و هو خطّان متوازيان تلتقيان فقط على طرفي الشارع، كل يعبر عن طريقته " هذا بناقوس يدق و ذا بمأذنة يصيح" على رأي أبو العلاء المعري..

أن تمارس فعل الكتابة، و تخلص إلى التحليل و المقارنة و تخرج بنص أو فكرة، فأعلم أن أي قارئ و ناقد يفهمه على طريقته و من منظاره، فلا أحد سيسامحك إن أنت لم تلمس فيه و لو كذبا هواه و غروره حتى و إن كان زائفاً..

أن تمارس فعل الكتابة، فعليك أن تتسلح بقدر ما تستطيع من جلود الثيران، و برودة الأعصاب، و هدوء السريرة، عليك أن تكون من عالم آخر، تكتب و لا تلتفت وراءك ..

أن تكتب في بلدي، فعليك أن تنتظر ردود أفعال عالية الإنفعالية و كأنك تستفزهم و تقضّ مضجعهم، و تنكّد عليهم..
أن تمارس فعل الكتابة، عليك أن ترضى بعدوانية مجانية صِرفة، حتى أنك تخال أنك إرتكبتَ جُرما لا كتابة!!!.
إلى ذباب المعبد الأزرق و غير الأزرق، عوض الضرب تحت الحزام، إضربوا الرأي بالرأي ، يتولّد عنه الرأي، على رأي علي بن أبي طالب، و ربي يهدي، هذا نهاية الكلام، و بداية الكتابة...


Comments


2 de 2 commentaires pour l'article 196656

BenMoussa  (Tunisia)  |Jeudi 23 Janvier 2020 à 09:28           
الكتابة امانة على الكاتب احترامها في تونس او غير تونس
وان تسكت الفا وتنطق خلفا فهذا ليس من الامانة في شيء
والكتابة المبنية على الحقد لا تجلب لصاحبها الاحترام
ثم لماذا يتجاهل الكاتب اسئلة المعلقين وقد ضربوا الراي بالراي كما تمنى عليهم فلم يتولد عن ذلك رايا او صوابا بل تهجما ونعتهم بالذباب الازرق
لا تنهى عن خلق وتاتي مثله عيب عليك ان فعلت عظيم

MedTunisie  (Tunisia)  |Mercredi 22 Janvier 2020 à 20:55           
اكيد ان اغرب و عدو الاسلام استطاع ان يغرس فكرة ...الإسلام هو سبب التخلف و الخطر على الحياة المدنية وهو يعلم أن الدين الإسلامي هو المأسس الدستور المدني التقدمي الاول في كون


babnet
*.*.*
All Radio in One