إسقاط الغنوشي من البرلمان ثم محاكمته !!!

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5e1ac19a6e8d12.94487957_nemljqpifgohk.jpg width=100 align=left border=0>


نصرالدين السويلمي

"الآن الى اسقاط الغنوشي من رئاسة البرلمان تمهيدا لمحاكمته" تلك تدوينة من مئات التديونات المشابهة التي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي منذ ليلة الأمس، تدوينات صدرت من نشطاء لكنها متجانسة مع تصريحات عديدة صدرت عن نخب سياسية، الكثير من هؤلاء النشطاء ليس لديهم من الوعي ما يكفي للفصل بين الاختلاف الفكري وبين التدمير الممنهج لرموز تونسية سيمضي عمرها ويطبق عليها التاريخ وتتحول الى الذاكرة الوطنية، لكن الكثير من أرباب الاستئصال يفعلون ذلك عن عمد وبتخطيط دقيق، يدركون أن الرجل الذي بزغ نجمه قبل نصف قرن والذي شد اليه الأضواء منذ أواخر ستينات القرن الماضي لا يمكن أن يخرج من هذه الحياة قبل أن يقع لإسمه وسمعته كما وقع لصالح بن يوسف ولزهر الشرايطي وكل الذين تركوا بصماتهم في هذا الوطن فاجتهد خصومهم من اجل تحويل منجزاتهم الى تركة ثقيلة عليهم وليس لهم، لم يعد صراعهم مع الغنوشي لحساب المستقبل المتوسط والبعيد فالعمر الإفتراضي لا يسمح بذلك، وانما يجب ان يدركوا اهدافهم الآن قبل أن يهجم الموت ويرحل الرجل، قبل أن يغيب في بطن الأرض فتفلت منهم فرصة هرسلته وإذلاله واضطراره إلى الزاوية، يبحثون له على نهاية كنهاية محمد مرسي، وإن كانوا لا يدركون ان الشهادة وسام الله الاعلى.





يدرك خصوم الغنوشي أنهم يصارعون احد اكثر الديناصورات المدججة بالنجاح المثقلة بالأحداث الجسام ، الديناصور الذي خاض اقصى درجات المحن كما اقصى درجات المنح، يدركون ايضا انهم لا يملكون في أرشيفهم ولا في مستودعاتهم ولا في حاضرهم من يجر خلفه 50 سنة من الفعل الفاقع، و40 سنة من الهيمنة على المشهد، 30 سنة احتكر فيها الغنوشي فترينة المعارضة من 1980 الى 2010، ثم ها نحن نتحرك نحو إنهاء السنة العاشرة من السلطة ومرافقة التجربة ومداعبة وملاطفة ومراقبة خصوم الثورة. يدرك خصوم الرجل انهم حتى لو التجأوا الى الكتالوجات من الصعب الحصول على شخصية جمعت بين الإعدام والمؤبد والتهجير والمعارضة والسلطة، من الصعب ان يدخل غير الغنوشي من أبواب متفرقة متنافرة، دخل قصور آل سعود ودخل قصور العثمانيين ودخل قصور شيا-شانغ-تشو كما قصور فارس ناهيك عن ماليزيا واندونيسيا وغيرهم.، إنه يستفزهم حتى حين يحسن ينسج العلاقات بسلاسة وبلا تكلف.
يدرك خصوم الغنوشي أنه ليس من السهل تأهيل نظراء في مستوى مرجعيته النضالية والفكرية لمناطحته ، يسابقون الزمن لتهشيم مرجعية الحكم التي كونها منذ مطلع تجربة الانتقال الديمقراطي، يرهقهم بل يفزعهم أن تحصل شخصية تونسية ذات خلفية إسلامية على ثلاث مرجعيات يصعب تأليفها على شخص واحد، الفكر والنضال والسلطة!!! ثلاثية كافية ليعمل خصوم الحالة الإسلامية على تفكيك قيمة الرجل وتبضيعها ونثرها متباعدة حتى لا تجمعها عوامل الزمن!

من أجل تهشيم تاريخ الغنوشي وإتلاف محصوله الثقيل، يتحالف الخصوم مع جلاّدهم، مع اعلام عبد الوهاب عبد الله، مع عبير موسي، مع من أطلقوا عليها لعقود اسم الرجعيات العربية، مع الثكنات، يتحالفون مع جمعية شمس ومع المداخلة! يتحالفون مع امينة فيمن ومع ربيع المدخلي، يتحالفون مع المثليين ومع السلفيين! كل التحالفات مباحة من أجل الصيد الثمين!! إنهم يطاردون الرجل بعناية، يبحثون عن لحظة مناسبة للإجهاز عليه، لا يريدون قتله وإنما يريدون سحب جميع أرصدته التاريخية عبر عملية قذرة دبروها سابقا وفشلت وعادوا الآن يرسمون خطتهم من جديد ويعرضونها على الشركاء..
لماذا يركزون كثيرا على الغنوشي في الداخل من خلال المناولة أو في الخارج من خلال المراكز الاقليمية للثورة المضادة، لماذا الغنوشي وليس غيره دائم الحضور وليمة على موائد أمراء الثورة المضادة في الخارج والأجراء في الداخل؟! الامر في غاية الوضوح، ذلك أن الرجل يعتبر العنوان الأبرز لحركة سياسية اصلاحية حافظت على نبتتها ومارست النمو منذ عودة الغنوشي إلى البلاد ولقائه سنة1969 بعبد الفتاح مورو طالب الحقوق حينها، واحميدة النيفر أستاذ التفكير الإسلامي، مرورا باللقاء التاريخي او لقاء الــ 40 قيادي او لقاء مرناڨ سنة 1972 وصولا الى مقاليد الدولة سنة 2011 وكتابة دستور البلاد سنة 2014 ومرافقة التجربة منذ الثورة الى يوم الناس هذا.

انه لمن الصعب على عصابات الحقد المؤدلج ان تُخرج رمز الحركة الإصلاحية ونبتتها الأولى وفترينتها من الباب الصغير، إن النبات الذي غرس ذات 1969 وُضع في التربة لينمو طويلا وكثيرا، ولأنها حركة متمرسة على الحياة لن يتمكنوا من دفن زعيمها بالحياة، قادرة هذه الحركة على حفظ كرامة أبنائها الذين رافقوا وتعهدوا، فما بالك بمن دسوا البذرة في التربة قبل 50 سنة تزيد، ثم إن الرجل سيكرّم في حياته وفي مماته، ثم انه وكما قال أحمد بن خنبل بيننا وبينكم يوم الجنائز، ثم إنه قيل فيما قيل ان النهضة جنوبية الهوى، ثم انه وفي ما تحدثت به الركبان، أن أشرار هذه البلاد حاولوا كثيرا وفشلوا في اقتلاع زيتونة العكــــاريت..


Comments


8 de 8 commentaires pour l'article 196032

Raisonnable  (United Kingdom)  |Lundi 13 Janvier 2020 à 11:28           
‏كذاب ولد ستين كذاب الي يقلك الشعب التونسي شعب مسامح
‏شعب مؤدلج للناخ .. كره و حقد و سب و شتم متبادل
‏خاصة جماعة إسطوانة الإخوان و تركيا و أردوغان
‏كل تونسي مريض بالإسلام السياسي فهو عبارة عن نسخة مصغرة لسيسي ماصر
‏لو كان تتهيإلهم الظروف إلا ما يولي حالنا أعظم من حال الجارة ليبيا

RESA67  (France)  |Dimanche 12 Janvier 2020 à 20:12           
Merci Zouhaier.
J’apprécie vos encouragements. La Tunisie est notre pays à tous et n’avons pas de leçons à recevoir des ikhwans ou autres.

RESA67  (France)  |Dimanche 12 Janvier 2020 à 20:07           
A Salah Ferchichi: ministère de la justice et non ministère de La défense. A vrai dire Ennahdha voulait garder le contrôle de la Tunisie en s’assurant les ministères de l’intérieur,
de la justice et de La défense!

RESA67  (France)  |Dimanche 12 Janvier 2020 à 20:03           
A Salah Ferchichi,
Vous dites que 3/4 des Tunisiens sont Nahdhaouis. Comment expliquez vous le fait qu’Ennahdha n’ait été élu que par 20% des Tunisiens et encore les voix de ces pauvres Tunisiens ont été achetés par des cadeaux d’El Aid ou le paiement des baptêmes de leurs enfants ou de simplement par la distribution de cadeaux ou d’argent...

RESA67  (France)  |Dimanche 12 Janvier 2020 à 19:58           
A Salah Ferchichi, intégriste obscurantiste et ignorant.
Tout d’abord si je réponds en français c’est que je suis à l’étranger et n’ai pas un clavier arabe. Je n’en suis pas moins Tunisien que vous, si tenté que vous soyez Tunisien et que vous soyez patriote car l’allégeance des Ikhwans n’est pas pour la patrie mais à une organisation mondiale douteuse. Bref... si le sujet des assassinats politiques vous a irrité c’est que vous êtes louches! Si non comment expliquer le fait qu’Ennahdha ne voulait en
aucun cas céder le ministère de La Défense au parti de M. Abbou. De quoi aviez vous peur? Répondez moi à cette question et nous pourrions discuter du reste.

BenMoussa  (Tunisia)  |Dimanche 12 Janvier 2020 à 08:25           
نصر الدين اسألك بالله وعزته ان تكف عن نعيق البوم ونعاق الغربان
وكانك تتلذ بالاساءة لرجال الامة والبلاد بطريقة فجة وقحة لم يجرء عليها الد اعدائنا ولا اعداء رجالنا
عنوان "اسقاط الغنوشي من البرلمان ومحاكمته" هو سقوط بل واسفاف منك تجاوز كل حدود اللياقة والادب لا يمكن التغاضي عليه ينفر القارئ من باب نات بل من كل النات
رجاء باب نات وضع حد لهذا الاسفاف ومنع هذه العناوين الكاذبة الخاطئة المشينة

RESA67  (France)  |Dimanche 12 Janvier 2020 à 08:15           
Atteint jusqu’à l’os...

RESA67  (France)  |Dimanche 12 Janvier 2020 à 08:13           
M. Souilmi,
Comme d’habitude vous n’avez aucune objectivité et vous êtes atteint jusqu’à par une ikhwanisation douteuse. Combien on paie pour chaque article glorifiant votre gourou?
Il ne s’agit pas de diaboliser M. Ghannouchi. Moi en ce qui me concerne je ne suis pas du tout contre Ennahdha comme parti politique. Je suis contre Ennahdha quand ils utilisent la religion pour manipuler les Tunisiens et après ils se mettent d’accord avec Nida Tounes pour se maintenir au pouvoir.
Je ne suis pas d’accord avec Ennahdha quand ils veulent garder le contrôle des ministères de l’intérieur et de la justice pour étouffer les casseroles qu’ils traînent: meurtres de Belaid et de Brahmi, envoi de nos enfants en Syrie, chambre noire...
Je sais qu’au sein d’Ennahdha il y a des gens honnêtes qui veulent du bien à ce pays. Ce sont ce gens là qui doivent débarrasser leur parti de toute forme d’ambivalence et remettre le parti sur de bons rails. Bon dimanche à tous!


babnet
*.*.*
All Radio in One