وراء البلايك...

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5de65da29fafd6.86188430_oqnegfihpmjlk.jpg width=100 align=left border=0>


خالد الهرماسي

هذا المقال لا يدعو إلى النعرات الجهوية أو التفرقة بين الشعب الواحد لكن فقط هي محاولة لقراءة و تحليل و إيجاد حلول​ لأكثر من ستين سنة تهميش لمناطق الشمال الغربي و كل الولايات البعيدة عن الشريط الساحلي و هذه حقيقة و سياسة ممنهجة ليست سهو أو تقصير...

...

سياسة اللاعدل و اللاعدالة الإجتماعية و التمييز السلبي حتى لا نقول العنصري التي تبنتها منذ فجر الإستقلال ما يسمى (الدولة الوطنية) تحت قيادة الرئيس الراحل الحبيب بورڨيبة​ ​ إلى حد اللحظة نعاني من تبعتها على جميع الأصعدة في​ المدن و القرى الداخلية التي وقع تصنيفها من قبل بناة الدولة الحداثية المغشوشة كمناطق ما (وراء البلايك)...

في مقابل سياسة التهميش الممنهجة لجل مناطق الداخل نجد الرئيس الراحل بورڨيبة وضف كل إمكانيات الدولة المادية البشرية و اللوجستية ليجعل من مسقط رأسه القرية الصغيرة مدينة جديدة و عصرية تتوفر فيها جميع مرافق العيش و الحياة العصرية بنى فيها كليات العلوم الطب الهندسة و الصيدلة و أحدث المستشفيات المطارات و الطرق المعبدة و السريعة و جعل منها إحدى أهم المناطق السياحية في العالم حتى أنه أوقف أشغال مشروع الميترو الخفيف في العاصمة و حول كل تلك الإعتمدات إلى مشروع ميترو الساحل!!! بل أكثر من هذا بنى قبره بنفسه على شكل و تصميم و هندسة قصر!!!

و شيد فيها أهم قطب صناعي مختص في النسيج و الملابس المصدرة حيث وقع سن قانون 1972 للمؤسسات المصدرة على مقاس أبناء مسقط رأسه ليتكون منذ ذلك التاريخ لوبي جهوي مالي يتمتع بنفوذ و صلاحيات كبيرة و قوية حيث إلى اليوم ليسو مستعدين و غير قابلين بتغيير خارطة الحكم و التوازنات...

حتى بعد خروج بورڨيبة من الحكم بتلك الطريقة المعلومة لدى الجميع و قدوم بن علي لم تتغير الأمور بل إزداد اللوبي الجهوي قوة و نفوذ إذ جعل الرئيس الهارب من مسقط رأسه جنة على وجه الأرض أقطاب سياحية صنف خمسة نجوم بنية تحتية و أساسية تضاهي عدة مدن عالمية كبرى إنتفخت بطون الأقرباء و الأصدقاء بالمشاريع التجارية الحصرية و سريعة الربح على غرار وكلات بيع السيارات و الإستحواذ على تجارة المواني و المطارات و أصبح هذا اللوبي الجهوي بين عشية و ضحاها دولة داخل الدولة يعبث بها كما يشاء و متى يشاء...

مقابل كل هذا التغول لمناطق الشريط الساحلي جراء سياسات ممنهجة و مقصودة إزدادت باقي مناطق البلاد تهميش و فقر حتى يئس جميع الأهالي و أستسلموا للأمر الواقع رغم الثراء الطبيعي لتلك المناطق الجبلية و الغابية الرائعة التي كان بالإمكان الإستثمار فيها و جعلها مناطق سياحية صنف أكثر من خمسة نجوم...

كان بالإمكان الإستثمار في السياحة الرياضية و الطبية و حتى سياحة المؤتمرات لتكون مناطق الشمال الغربي و خاصة عين دراهم دافوس العرب و إفريقيا لكن مع الأسف الشديد الطمع و الجشع و الفساد كلها حالت دون ذلك و جعلت من هذه المناطق سوق نخاسة تباع و تشترى فيها فتيات صغيرات إنقطعن عن الدراسة ليصبحن معينات عند العائلات التي هي السبب الرئيسي في فقر و تهميش تلك المناطق...

ليأتي اليوم هؤلاء المجرمين الذين أفسدوا الحرث و الزرع يتهمون الثورة بكل الجرائم التي إرتكبوها طيلة أكثر من ستين سنة فساد لا مثيل له على الأرض...

الآن وبعد هذه الكارثة الأليمة التي حلت بنا لنخسر خيرة شباب الوطن نسأل الله لهم الرحمة و جنات النعيم...

لا و لن نقبل أي تشخيص أو فتح تحقيقات نريد قرارات آنية تنفذ في الحال و تحميل المسؤوليات لكل من قصر و سرق و نهب خيرات الوطن لصالح نفسه و جهته...

إلى كل مسؤولي و حكام اليوم من ليس في مستوى إنتظارات الشعب و من يمارس سياسة الايادي المرتعشة فليرحل من تلقاء نفسه قبل أن يعزل من قبل الشعب لأن الكأس فاض و بركان الغضب على وشك الإنفجار...

أهم رسالة إلى رئيس الجمهورية قيس سعيد رجاء لا تخذل قرابة الثلاث ملايين من هم فوضوك لمحاربة الفساد و رفع غبار التهميش عنهم ولا تدع ثورة الصناديق تسرق مثلما سرقت ثورة الكرامة...

رحم الله شبابنا شهداء حالة الوعي...



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 193730


babnet
All Radio in One    
*.*.*