من يتحمّل المسؤولية عن الكارثة ..؟؟

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/A8.jpg width=100 align=left border=0>
Photo credits Yassine Gaidi/AA


أبو مـــــــازن

هي ليست بغلة العراق التي خشي عمر الفاروق أن تعثر بل هي حافلة طارت عاليا حين بلغت المنعرج الخطير ثم ارتطمت بالأرض فكان ما كان. رحم الله من فقدناهم و ألهم أهاليهم وكل الشعب التونسي الصبر والسلوان ولعلني أستثني من هؤلاء طبقة سياسية قديمة وجديدة واعلام قديم متجدد يجد ضالته في مثل هذه الحوادث للبكاء والترحم ثم للإطناب في توتير الأجواء الإعلامية وقيادة الحروب الكلامية. مقزّز حال هؤلاء ككل مرّة لا ينتظرون مواراة الثرى للموتى ولا تحقيق النيابة العمومية للوقوف على الأسباب بل يسلخون الشعب التونسي و على رأسهم أهل الموتى حديثا ظاهره حزن وباطنه تصفية الحسابات.

...

يتحمل الكارثة الساسة منذ الاستقلال و دون استثناء وكل من تولّى أمر هذه المناطق فجمع خيراتها و نصب السدود ثم تركها فريسة للكوارث. بالأمس بنت يجرفها تيار الوادي واليوم عشرون ويزيدون من شباب تونس يسكنون القبور. لكنّنا نتحمل أيضا جزءا لا بأس به من المسؤولية حدوث الكارثة وغيرها من الكوارث المتتالية في داخل البلاد أين يعيش المواطن عصرا بدائيا لولا الهواتف النقالة التي يحملها البعض للاتصال و ولوج المواقع الاجتماعية.

انّها الكارثة المتجددة أين تستقر الأنانية دوما في نفوس الساسة و أهل الحضر ليمتد الطريق المعبد بين المدن الكبرى و يبقى الطريق ريفيا تملؤه الحفر والمطبات في الجهات الداخلية. أنانية يستحضرها المواطن التونسي وهو يشاهد مهرجانات و عروض بالمليارات و مدارس وجهات محرومة من أبسط قواعد العيش الكريم. الكارثة تتجدد حين يبحث التونسي عن الكماليات و ما فوق الكماليات ويوفّر لها الأموال وترصد الدولة لذلك البرامج ويبقى الريف بجبله وصحرائه وسهوله و وديانه على حالته كما تركه علي بن غذاهم.

الى متى ننصب العزاء وتولول البلاتوات ثم يبقى الريف على حاله وعر المسلك و قليل الماء و دون تنمية. الى متى يرفض أطباء الاختصاص اعمار مستشفيات الجهات الداخلية ومستوصفاتها. الى متى يحل أو لنقل يحجّ المسؤولون فرادى وجماعات الى مثل هذه المناطق بعد وقوع الكارثة. ريف ظلمه البايات وأطنب في اذلاله الفرنسيس واليوم يواصل على نفس المنوال أبناء الاستقلال. الكارثة هي ببساطة الأفق المحدود الذي ينظر اليه السياسيون والاعلام فلا يرى غير المدن الكبرى. الكارثة عبّر عنها شباب الداخل حين قابل رئيس الجمهورية حديث العهد بكرسي قرطاج فقالوا : نحبّو نولّو كيفكم .... انتهى.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 193707


babnet
All Radio in One    
*.*.*