''مها يا نار وجيعتي اللهّابة''

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5dcdb5a7d9ab37.82441810_qpfehomkglinj.jpg width=100 align=left border=0>


حياة بن يادم

مها القضقاضي ، تلميذة تبلغ من العمر 11 عاما، فارقت الحياة يوم الثلاثاء 12 نوفمبر2019، بعد أن جرفتها مياه إحدى الشعاب بمنطقة "أولاد مفدة" بمعتمدية فرنانة من ولاية جندوبة. حيث تم العثور عليها بعد أن علقت بين الحجارة في مجرى مائي قريب من مدرسة "البطاح" بالمنطقة.





تنتمي الفقيدة إلى عائلة فقيرة حيث يعاني والدها من مرض الأعصاب في حين تشتغل والدتها في جمع الحطب.
ليصرّح والي الجهة، أن حادثة وفاة الطفلة لا تتحملها الدولة أو السلطة أو العائلة. و أكّد في المقابل أنه يتحمل مسؤولية معنوية، مشيرا في هذا الاطار إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لفائدة العائلة و ذلك بتمكين الأب من بطاقة علاج مجانية و تقديم مساعدات عينية و الإذن ببناء مسكن للعائلة.

أتساءل سيدي الوالي،

بأي ذنب قتلت مها؟ هل تنتظرون وفاة الزهرة التي مازالت لم تفتح لتقوم السلطة بواجبها نحو هذه العائلة المعدومة؟ كم ثمن الاجراءات التي اتخذتها السلطة لفائدة عائلة مها؟ .. ثمن رخيص لأن مها شهيدة الفقر و قسوة الطبيعة و ظلم المسؤولين الفاسدين على امتداد عقود، لأنها من أبناء الفقراء و المعدومين و من أبناء المناطق الريفية المعزولة.

أتساءل سيدي الوالي،

لماذا تعفي الدولة و السلطة من مسؤولية وفاة مها؟.. ما العيب و ما الذي يضيرك أن تصرح بحقيقة واقعنا المرّ أن مها لم تجرفها سيول الغيث إنّما جرفتها سيول النهب والفساد و الإهمال؟..

ألم يصلك سيدي الوالي بعد، خبر رياح ديسمبر المفعمة بالحرية؟.. أم مازال عقلك مسكونا بلغة خشبية خلناها انتهت مع عهد الاستبداد و تزييف الحقائق ؟.

أتساءل سيدي الوالي،

لماذا تعفي العائلة من مسؤولية وفاة مها؟.. هل كنت أصلا تعرف عائلة مها لتعفيها؟.. أتعلم من عرّفك بعائلة مها؟.. إنها الغزالة مها.

عذرا سيدي الوالي، ليست الدولة و لا السلطة هي المسؤولة عن وفاة مها.. المسؤول هو الوالد العاجز الذي أنهكه المرض، المسؤولة هي المرأة الأم التي انحنى ظهرها في قطع الحطب. تلك المرأة التي لا تعرفها إمرأة الصالونات و التي تتاجر بعذاباتها لتسوّق حق المرأة السلعة عوضا عن حق المرأة البشر في الحياة.

اطمئن سيدي الوالي، فمها استشهدت لتترك لكم السلطة و الوطن و ليحيا فيها السّاسة المتخاصمون على الماضي في حين يموت الحاضر و يحتضر المستقبل.

لكن اعلم سيدي الوالي، فإن مها ستخبر الله بكل شئ، و ستشهد ضدكم يوم القيامة و ستطالب بحقوقها كاملة.
أمّا عنّي كأمّ فإني أعجز عن وصف ألمي و لم أجد سوى هذه القصيدة:

و الغيم كسى جبل فرنانة
مع اصحابها شيعتها بعيوني
مها يا نور العين يا مزيانة
مطر و رعد يا مضنوني
و الواد حامل يا حنانة
ربي يحميك يا نور عيوني
و ترجعي سالمة فرحانة...
و ربي ڨدر....
حمل الواد
صار الوقت
يرجعو الاولاد
الطريڨ صعيب
جبل و واد
و جاني خبر موتها على غفلة
و سالت دمعتي شاردة سكابة
مها هزها الواد قتل الطفلة
مها عطر الصبح و زهر الغابة
مها يا نار وجيعتي اللهابة.
عبد السلام بن محمد بدري
.12/11/2019



Comments


1 de 1 commentaires pour l'article 192700

BenMoussa  (Tunisia)  |Vendredi 15 Novembre 2019 à 09:27           
شكرا على الكلمة الصادقة والقصيدة الرائعة
اما الوالي فذلك مستواه وتلك حدوده وعلى اساسها تم تعيينه
فالوزير او اي مسؤول في الدولة ان كان لا يخشى الله، لا يقبل بتعيين من هو افطن او اعقل او انظف منه
وعندما نرى مستوى الوزراء فلا نلومن الولاة
فالله يرحمنا ويولي امورنا من يخشونه ويبعد عنا اشرارنا


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female